الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 02:02

حق العودة.. فيلم العودة الى الذات

سماح بصول
نُشر: 16/08/09 15:44,  حُتلن: 21:35

* سماع اسم عميد الاسرى سمير القنطار يتردد مرتين في الفيلم يدغدغ المشاعر، ويخلق هالة من الرهبة، وطال الانتظار..

* موقف دفاع يامن عن تسميه اخويه بالشهيدين بعد ان قتلا في ما يسمى "معارك اسرائيل" كان مثيرا..

موجة من حب الاستطلاع تملكتني عندما تلقيت الدعوة لحضور العرض الاول لفيلم "العودة الى الذات"، بعد ان اطلعت - ولو بصورة بسيطة - على قصة الفيلم التي تعتبر غاية في الخصوصية والتميز. أضيف الى ذلك فيلم بلال يوسف السابق "عبر الحدود" واذلي استحق بجدارة جائزة مهرجان الافلام في القدس وكان عملا متقنا ومميزا قلبا وقالبا..
لا شك ان التصفيق الذي ساد القاعة عندما عبرت رانية زوجة يامن عن موقفها من التجنيد كان حقيقيا جدا (اقصد رد فعل الجمهور) ولا عجب ان ترفض ام تجنيد ولديها من اجل مصير مجهول.. وربما كان هذا واحدا من اقوى مقاطع الفيلم لما فيه من عفوية وصدق - ونشكر المخرج الذكي الذي لم يلب رغبة رانية بالتوقف عن التصوير عندما طلبت ذلك ليقدم لنا مقطعا ولا أصدق.
سماع اسم عميد الاسرى سمير القنطار يتردد مرتين في الفيلم يدغدغ المشاعر، ويخلق هالة من الرهبة، وطال الانتظار حتى انتهى الفيلم بذكر حديث مقتضب جدا بين بطل الفيلم يامن زيدان والقنطار.. رغم انه حديث في غاية الاهمية الا انني كنت متعطشة جدا لاسمع يامن يتحدث عن المحادثات التي كانت قوية ومؤثرة بلا شك الى حد يدفعه لتغيير افكاره ونمط حياته، ولا اعتقد ان الاحتكاكات كانت بسيطة مع شخصيات كالبرغوثي والقنطار لتولد لدى يامن انقلابا كهذا.
يجلس يامن ويسال ابنه عن دوامه المدرسي، حديث "يجبر" الطفل على الحديث عن الدرس الذي رسم خلاله علم اسرائيل وعلم الدروز.. ومع ان هدفا ورسالة كبيرين من وراء حديث الابن وابنه الا ان الطفل الذي ركز اهتمامه في لعبة بلايستيشن بدا وكان الحديث يغتصب منه!
مع ان بطل القصة لديه ما هو اهم ليتحدث عنه، لكن تكرار الحديث عن التجنيد وضع الفيلم في مصاف: فيلم آخر يتناول موضوع التجنيد الاجباري المفروض على ابناء الطائفة العربية الدرزية في فلسطين. وهنا كلمة حق يجب ان تقال في موقف احد الشباب من عائلة نجم والذي لخص موضوع الالتحاق بالجيش وانهاء الخدمة بصورة مؤثرة كانت ثاني اقوى مقاطع الفيلم، حيث نجح موقف الشاب في اثارة مشاعري وتفكيري اكثر من البطل نفسه!
موقف دفاع يامن عن تسميه اخويه بالشهيدين بعد ان قتلا في ما يسمى "معارك اسرائيل" كان مثيرا جدا سواء عاطفيا او فكريا، فالانقلاب في التفكير السياسي لم يتمكن من مشاعر الاخوة، ولكن كيف تنقلب الافكار تجاه التجنيد ويبقى الجنود الذين يقاتلون "اهلا لهم" - كما ذكر في الفيلم- شهداء.. رغم ان قصة السجان الذي تحول محامي مساجين سياسيين تاهت بين تفاصيل اخرى كثيرة.. الفيلم لا يزال جديرا بالمشاهدة.

مقالات متعلقة