الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 08:02

مجتمع الزيف والنفاق بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب-الناصرة
نُشر: 15/08/09 09:11

تباً لهذا المجتمع الذي تتقاذفه الأمواج وتسيطر عليه الهموم ،وأصبح سلاح ابنائه الكذب والنفاق والدجل عدا الغش والخداع والزيف والرياء والتلون والوجهنة والمداهنة والفهلوة  ،وعماد الناس المظاهر الشكلية البراقة ،والجري وراء الماديات والمصالح و"الجخ" ،فباتت حياتهم لا تعرف الفصل بين الليل والنهار وبين الحياة والموت ـ او كما قال غسان كنفاني موتى بلا قبورـوذلك بحثاً عن أساليب ووسائل لجني الأموال والأرباح من اجل التظاهر والتفاخر  بأنهم الأغنى والأكثر مالاً وامتلاكاً لسيارات المرسيدس الفاخرة.

لقد فقدت حياتنا الاجتماعية رونقها وطعمها بغياب وتلاشي القيم الجمالية والأخلاق ألأنسانية النبيلة والمبادئ الراسخة .وكذلك الانصراف عن الثقافة والكتاب، وفقدان الحلم الجميل ببناء مملكة الحب والعدل والرخاء والرفاهية . فأصبحنا نتوق لحياة البساطة والهدوء البعيدة عن التصنع والزيف والصخب ،حيث كان الواحد منا يجوع ليلته  ليطعم الاّخر من طعامه ومشربه ،وكان الجيران يسهرون مع بعضهم البعض على ضوء القمر في البيدر او عتبة الدار ،فيتسامرون ويشاطرون بعضهم في الاحزان والهموم والافراح .اما اليوم فالواحد لا يرى جاره او قريبه الا في مناسبة فرح او ترح ويدور الحديث بينهم عن المعاش الشهري وفاتورة حساب الكهرباء والمياه والهواتف الخلوية ،وعن اّخر موديلات السيارات والبيليفونات  .واذا زاره احد في البيت فيمضون السهرة في مشاهدة التلفاز والأفلام التركية  ـ وما اكثرها ـ دون الخوض في أي موضوع ثقافي او اجتماعي مهم.

وهذا الوضع دليل على واقع التدجين والبؤس الثقافي والمأساة الاجتماعية والعقم الفكري والأزمة الأجتماعية التي يعيشها مجتمعنا العربي  نتيجة غياب الوعي الأجتماعي والفكري والسياسي وانعدام التربية الصحيحة والسليمة ،وانحسار الوعي الحضاري لأهمية الثقافة في حياة الامة والمجتمع .ولذلك لا بد من البدء في التنشئة الاجتماعية الحقيقية للاجيال الصاعدة ،والعودة الى المفاهيم والقيم الايجابية وترسيخها في نفوس الشباب وانقاذهم من الوقوع فريسة سهلة في براثن الخداع والمكر والزيف ،الذي يلف المجتمع.

 

مقالات متعلقة