* هدى عبد الناصر ابنة الزعيم جمال عبد الناصر أصرت خلال مقابلة لها قبل فترة  على القول  ان والدها مات مسموماً

* تموت احلام وضمائر وتخسر الشعوب مستقبلها لأنها ترهنة بين أيدي تجار يتجارون فقط من اجل مصالحهم السياسية

* عندما يموت الزعماء يصبح التاريخ ملك الشعوب والآن الشعوب العربية منهكة محطمة متعبة فاقدة الرجاء والأمل بقادتها

حرب شرسة لكنها مطعمة برائحة الأنوثة , حرب الأنثى شهرزاد التي تصر ان تحكي حكاية ألأفعى والرجل الذي أمن للصداقة فكانت اللدغة , وحرب الأبنة التي تريد الأنتقام ممن يحاولون تشويه صورة والدها  البطل ,  شبح التاريخ  يتسلل ويسقط  في قاعات المحاكم .
هدى عبد الناصر ابنة الزعيم جمال عبد الناصر أصرت خلال مقابلة لها قبل فترة  على القول  ان والدها مات مسموماً وان لصديقه السادات يد في الموضوع وقد تأكدت من  ذلك بعد ان اشارت الكثير من الصحف الأمريكية لهذا الأمر .
ابنة السادات "رقية" اعتبرت قول "هدى” مساً في تاريخ والدها , واعتبرت الأتهام جزءاً من المؤمراة على تاريخ السادات , بطل السلام والعبور , ولا بد من رفع دعوى على "هدى" حتى يتعلم من يتطاول على السادات .
وصلت القضية الى المحاكم , وكان الحكم لصالح "رقية" التي وضعت "هدى" في خانة المتهمين بالأضافة الى دفع مبلغ مالي تعويضاً عن التشويه .
في ذكرى الثورة وذكرى تأميم قناة السويس , تتسرب الذكريات والصور , ويكون الأبرز حضور الرئيس جمال عبد الناصر , بصوته وتقاسيم وجهه وكلماته الفولاذية , حضوراً مشبع بعزيمة مقدسة , متمرداً في زمن كان يسعى للأنحناء.
بعيداً عن البحث والتنقيب , بعيداً عن الفرز التاريخي , قريباً من الأتهام الذي وجهته "هدى " وتصدت له "رقية" بحزم كأن هذا الأتهام سيلطخ حياة والدها – مع العلم ان جيهان السادات التي هي اقوى نفوذاً من رقية لم ترد على اقوال هدى –  وما زالت الصحف الغربية بين حين وآخر تكشف اسرار السادات وسلوكياته اثناء توقيع الأتفاقيات وتنازلاته وتسرعه في أخذ القرارات , وايضاً تخوض اخبار تقربه الى الأمريكان من وراء ظهر عبد الناصر وهناك لقاءات مع مسؤولين في الأدارة الأمريكية لم يعرف بها عبد الناصر , هذا ما يكشف  وهناك غمز ولمز في قضية موت عبد الناصر وهناك من يشير صراحة الى اصابع السادات في الأغتيال .
عندما يموت الزعماء يصبح التاريخ ملك الشعوب , والآن الشعوب العربية منهكة , محطمة , متعبة , فاقدة الرجاء والأمل في قادتها وزعمائها , وخروج اتهامات تضاف الى التاريخ المهزوز سيهز ما تبقى من الثقة , خاصة ان الثورة المصرية قامت بمجموعة من الرجال وانتهت الى تبعثر واتهامات واخفاقات , لكن ضوء هذه الثورة ما زال ينير ويؤثر بالأجيال القادمة .
من حق"  هدى " ان تثير الشك في مقتل والدها , من حق "هدى " ان تتهم ما دام هناك دلائل تشير الى بقعة الشك , ولا اظن ان "هدى" تريد ان تلقى العبارات جزافاً وان تزج بأسم السادات دون ان تكون مشاعرها واثقة من الأتهام , ولا ننسى ان هدى لم تحاول اتهام السادات عبر سنوات رحيل والدها الا عندما اصبح هناك شيئاً في متناول يدها يدفعها الى الأتهام بصوت عال .
هناك من يقول اننا من  الشعوب التي لاتؤمن الأ بنظرية المؤامرة , وان موت الزعماء محاط دائماً بعلامات سؤال واستفهام , هذا قد يكون وجهة نظر , لكن في ظل تاريخ الأغتيالات , وفي ظل التصميم على التخلص من هذا الزعيم اوذاك لتنفيذ الخطط وتمرير المعاهدات وفتح ابواب السلام المزعوم على فضاء التطبيع لابد ان نحضن نظرية المؤامرة ونتغلغل داخل تفاصيل الموت لأن بهذا الموت تموت احلام وضمائر وتخسر الشعوب مستقبلها لأنها ترهنة بين أيدي تجار يتجارون فقط من اجل مصالحهم السياسية .