الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 20:01

الانتحار.... ضعف وهروب من المواجهة


نُشر: 28/07/09 14:45,  حُتلن: 17:07

الانتحار.... ضعف وهروب من المواجهة
بقلم : ريم ابو لبن
*معالجة نفسية ومختصة بالبرمجة اللغوية العصبيةNLP
ازدادت حالات الانتحار في الاونة الاخيرة, ومع ان الابحاث والدراسات العديدة التي اجريت في البلاد او في البلاد العربية والاجنبية في العالم تشير الى ان هذه الظاهرة كانت منذ قديم الزمن وما زالت احدى الطرق التي يلجىء اليها الفرد للهروب من ازماته عند تعرضه لازمة وضغط معين.
ان الحالات التي يتم الاعلان عنها او نشرها في وسائل الاعلام ليست الحالات الوحيدة التي يتم بها التعرض الى عملية الانتحار او المحاولة فهنالك العديد من حالات محاولة الانتحار تصل الى العيادات او المستشفيات وتكون هنالك محاولة لتغطية او اخفاء الموضوع وذلك حسب رغبة الاهل, اضف الى مكاتب الشؤون والعيادات للعلاج النفسي التي يصل اليها العديد من الافراد الذين فكروا او حاولو الانتحار.
ان التكتم واخفاء هذه الظاهرة لا يساعد في تخفيف حدتها فانها موجودة وفي الاونه الاخيرة اصبح الامر اخطر مما نتصور.
ان علاج ظاهرة خطيرة مثل عمليات الانتحار او محاولة الانتحارالمتكررة في الاونة الاخيرة يتطلب من جميع من هم في موضع المسؤولية للتفكير بهذا الموضوع بصورة اعمق والاسراع في اعداد برامج للحد من هذه الكارثة التي نالت مجتمعنا بصورة قوية, مهم جدا ان يكون هنالك توعية للاهل, للابناء تمرير محاضرات وورشات عمل تعمل على رفع ودعم ثقة الفرد بنفسه.
ان حالات الانتحار المتكررة  نجدها في جميع الاعمار والبلاد فنجد عمليات الانتحار تقع بين الشبيبة وجيل المراهقة وكذلك بين البالغين ومن الجنسين, فنسمع عن ام وضعت حد لحياتها وكذلك اب وزوج في عمر ال40 او ال50 وكذلك ال60 شباب وفتيات في جيل المراهقة فان هذه الظاهرة الخطيرة طالت جميع مجتمعنا في هذه البلاد.
هنالك العديد من الحالات التي قام بها الفرد بقتل نفسه ضانا منه انه سوف ينهي هذه الازمة او الاضطراب النفسي الذي يعاني منه, ولكن في حقيقة الامر ان موت الشخص المنتحر لا يزيل المشكلة وانما يزيد من حدتها بل وتؤثر كذلك على المحيط والمجتمع وبالاخص الاهل.
ان شخصية المنتحر او المنتحرة  تكون عبارة عن من تركيبة من الصفات والميزات التي تدفعه الى التفكير والقيام بعملية الانتحار ومنها: عدم الثقة بالنفس, الاحساس بالضعف, الاحساس باليأس , الاكتئاب وعدم قدرته على تحمل الظروف التي يعاني منها كشعوره بان الامه لم تعد تطاق وهو غير قادر على تحمل او استيعاب الوضع  مما يجعله يفكر بعدم  الاستمرار في الحياة.
ومن العوامل والاسباب التي لا يمكننا ان نتجاهلها او نستخف فيها هو عامل الاضطرابات النفسية وهو اخطر العوامل التي "تساهم" بشكل خطير الى قدوم الفرد لوضع حد لحياته.
يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية إن ما بين 6-15% من مرضى الاضطرابات النفسية –خاصّة الاكتئاب- يقدمون على الانتحار، بالإضافة إلى 7-15% من مدمني الكحوليات و4-10% من مصابي انفصام الشخصية (schizophrenics ).
كما أظهرت الدراسات الحديثة التي تمت على الشباب المنتحرين أن 20-50% منهم كانت لديهم اضطرابات في الشخصية متمثلة في الاضطراب الاجتماعي للشخصية مثل الشخصية المتكلّفة والشخصية النرجسية والشخصية الاندفاعية.
ومما لا شك فيه ان عامل العنف هو من اسباب تفكير الفرد في الانتحار فان تعرض الابناء وخاصة المراهقين منهم الى العنف من قبل الاهل او من قبل مجموعة من الشباب او أي طرف اخر يجعل هذا المعنف يبحث عن وسيلة للتخلص من هذه الممارسة التي تمارس ضده وخصوصا اذا لم يلقى الاذن المصغية له او انه لا يؤمن ان الاهل يستطيعون توفير له الحماية وايقاف العنف ضده.هذا بالإضافة إلى زيادة نسب الانتحار بين المصابين باضطراب الذعر( الخوف المرضي) او الذين يعانون من اضطرابات التغذية مثل فقدان الشهية ما تسمى ( بالانوريكسية: anorexia- تجويع النفس) او الاضراب الغذائي من النوع الذي يسمى ( بالبوليميةbulimia- الشراهة ومن ثم التقيؤ)
ولا ننسى دور المخدرات والكحول فان المدمن في حالة تناوله للمادة السامة فيكون في وضع وحالة غير قادر فيها على التصرف بعقلانية, فهو لا يعي ما يقوم به. اضافة اذا كان المتعاطى او المدمن ممن كشف امرهم امام الاهل والمجتمع فهم يجدون بالانتحار الوسيلة للهروب وعدم مواجهة الامر والتخلص منه.
اما بالنسبة لحالات الانتحار بين المراهقين والشباب فهنالك اسباب عديدة تتأثر بالفروق الفردية بين الافراد والظروف الاجتماعية التي يعيش بها الفرد ونقصد هنا الوضع  الاجتماعي ومن هذه الاسباب الظروف  العائلية من جهة  وقدرة الفرد وحالته العاطفية من جهة اخرى فما بين التفكك الاسري والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع يضيفها الفرد الى مشاكلة وازماته الخاصه منها الفشل المدرسي فالشخص الذي يتعرض لفشل في دراسته يعيش هو في حالة خجل وتوتر واحباط فهي بمثابة جرح ل"الانا" واذا اضفنا الى ذلك رد فعل الاهل لهذا الفشل وعملية الاسقاط من طرفهم للابناء يزيد من حدة الموقف وخطورته مما يزيد عنده المشاكل العاطفية وغيرها من المشاكل وما يتعرض له الشخص من كبت وحرمان عاطفي ونفسي.
 لا يمكننا ان نتجاهل الانتماء الى جماعات الاصحاب والاصدقاء فهنالك بعض الافراد وخصوصا من جيل المراهقة الذين يفشلون في انشاء علاقات اجتماعية وصداقة مع اقرانهم فيلجئون الى الانفراد ويعود سبب هذا السلوك الى مرحلة الطفولة وتأثيرها على بناء ثقته بنفسه والدعم الذي تلقاه الفرد من الاهل. وهنالك حالات من الحماية الزائدة من قبل الاهل للابناء كتعلق الطفل الى ما بعد جيل المراهقة بامه وعدم قدرته على التواجد مع شخص اخر دون تواجدها معه مما يجعله محل سخرية واستهزاء من قبل الاقران وقد سمى العالم يونج هذه الظاهرة بالتقوقع داخل الرحم.
ان هذه الاسباب وغيرها هي الدوافع الاساسية لقيام الفرد بالانتحار فاذا عرفنا الاسباب مهم جدا ان نتطرق ونعلم كيفية التعامل معها ومنع الفرد من قتل نفسه:
هنالك دور قوي وكبير للاهل والعائلة فالمراهق والابناء يحتاجون لمساندة ودعيم الاهل لهم وذلك من خلال الاصغاء لهم ولحاجاتهم, مشاركتهم في الحياة وتحديد المصير والكف عن اهانة الابناء واسقاط مشاكل الاهل على الابناء. اما بالنسبة للشخص البالغ فهنالك اهمية لدعم العائلة ان كان ذلك من قبل الزوج او الزوجة او افراد العائلة القريبة الاخوة الاخوات والاقارب على جميع انواعهم.
مهم جدا ان يفهم كل شخص تعرض للازمة او ضائقة ان الازمات لها نهاية وان لم تنتهي اليوم فهي بالتأكيد ستزول بعد فترة قصيرة لانه ليس هنالك مشكلة في هذا العالم الا وقد زالت في يوم من الايام فمهما عظمت مشاكلك ومصائبك فالوقت كفيل بان يخفف من حدتها. كما ان هنالك اهمية لدعم الاهل والاقارب للشخص الذي تعرض لازمة او مشكلة اثرت على نفسيته وهذا مهم جدا وله الدور الاول في تخفيف الاصابة فان الانسان الذي يشعر ويرى حب الاشخاص الذين حوله لا يستطيع ان يتجاهل هذا الحب المرسل اليه فيستعمله كشحنات من الطاقة تعطيه الامل في الاستمرار والتغيير, ولكن مهم ان نتذكر دائما اذا لم نجد الدعم من الاقارب فهذا الدعم موجود في مكان اخر ممكن عند صديق او جار او حتى مدرس او اي شخص موجود في محيطك حتى وان ضننت بانه لا يستطيع او لا يريد ان يساعد فلا تيأس حاول طلب المساعدة فهنالك المؤسسات التي وجدت لهذا الامر: الشؤون الاجتماعية في بلدك, مكتب الخدمات النفسية, المدرسة المستشار\ة وغيرهم. ممكن ان تجد الحل وتخفيف حدة الموقف بمجرد انك فرغت ما بداخلك لشخص معين ممكن ان يكون غريب لم تعرفه من قبل فتجد الحل عنده, غير مهم من هو المهم ان تقوم بطلب المساعدة فهنالك العديد من احبائك الذين سيفرحون لمساندتك والتخفيف عنك, ليس الضعف ان اطلب المساعدة ولكن الضعف هو الهروب من المواجهة واتباع طرق تؤذيك انت بالاول فانت تحرم من من يحبك وكذلك تبقى الالم والحسرة والتساؤلات عند اهلك, اقربائك, افراد مجتمعك وغيرهم.
فكر قبل كل خطوة فكر في شبابك, في مستقبلك مستقبل احبائك: فكر في الاهل في الابناء في الزوج\ الزوجة فكر في نجاحاتك  فكر في قوتك الذاتية وتحدث لنفسك فانت قادر على مواجهة والتصدي للازمات فلديك القدرة والقوة ان تحاربها ان تنتصر عليها لا تجعل هذه الصعوبات والازمات والضغوطات تجعل منك الة تسيرها كيفما تشاء خذ المسؤولية على حياتك قرر ان تجابه فانت تستطيع ذلك لديك القوة والشجاعة ان تنتصر على الظروف.
وتذكر دائما اخي\ اختي الافاضل
" عش كل لحظة كانها اخر لحظة في حياتك, عش بالايمان, عش بالامل, عش بالحب, عش بالكفاح, وقدر قيمة الحياة".
وكما قال د. وليم جيمس اقتبسها واقولها لكل افراد مجتمعي الكبار منهم والصغار النساء منهم والرجال: " هذه اخر كلماتي لك, لا تخف من الحياة, آمن بان الحياة تستحق ان تعيشها, وسوف يساعدك امانك على تحقيق الواقع".
للتواصل مع الكاتبة على البريد الالكتروني: jana-center@gmail.com

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.71
USD
3.99
EUR
4.64
GBP
231161.17
BTC
0.51
CNY