أعلن الناطق باسم الجيش اللبناني مقتل أربعة من الجنود خلال تجدد الاشتباكات العنيفة مع مليشيات "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان.
واعتبرت الاشتباكات التي تجددت في المخيم القريب من مدينة طرابلس، هي الأعنف منذ بدء المواجهات بين قوات الجيش اللبناني ومسلحي الحركة، التي يُعتقد أن لها علاقة بتنظيم القاعدة، قبيل قرابة الأسبوعين.

وشوهدت سحب من الدخان وهي تتصاعد في سماء المخيم، الذي تردد في أرجائه دوي القصف المدفعي والأسلحة الرشاشة، فيما يعد أسوأ موجة عنف داخلية تشهده لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية في العام 1990.
واستهدفت مدفعية الجيش، الذي تلقى المزيد من التعزيزات العسكرية من الدبابات والمركبات المدرعة لإحكام طوقه على المخيم، مواقع تمركز مقاتلي "فتح الإسلام في قلب المنطقة، وفق المصادر العسكرية.
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت الجمعة، أسفرت عن مصرع جنديين لبنانيين، وفق ما نقلت مصادر عسكرية، آثرت عدم الكشف عن هويتها، فيما أشارت تلك المصادر إلى تدمير وحدة من "فتح الإسلام"، إلا أنها لم تقدم أرقاماً بالخسائر.

وبلغت حصيلة القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع المواجهات في 20  أيار الفائت 83 قتيلاً بينهم 38 جندياً، بحسب التقديرات الرسمية.
وقصف الجيش اللبناني مراكز "فتح الإسلام" بالمدفعية الثقيلة، كما أطلقت بارجة حربية نيرانها على المخيم حيث حوصرت المليشيات المسلحة في منطقة واحدة.
واستدعيت القوارب القتالية للمشاركة في العمليات، وفق الجيش اللبناني الذي قال إنه تمكن من تحديد مناطق قوى المليشيات المسلحة لتفادي إسقاط ضحايا بين المدنيين.
هذا وقد أعلن الجيش اللبناني السيطرة على مواقع مقاتلي فتح الإسلام في الحلقة الخارجية للمخيم، التي استخدمها المقاتلون للهجوم عليه، وقال إن مواقع  المسلحين  في الأبنية المرتفعة داخل المخيم كذلك تحت سيطرة نيرانه.
واتهم الجيش اللبناني مقاتلي "فتح الإسلام" استخدام المدنيين كدروع بشرية، كما حذرها  من استخدام المساجد والمؤسسات الإنسانية منطلقاً لشن هجمات.