الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 02:01

تنهيدة تبحث ثورة


نُشر: 14/07/09 18:39

السؤال الذي ينحصر داخل تنهيدة طويلة , هل مازال هناك مساحات للثورة والغضب لدى الشباب العربي ؟ ام الأنظمة السياسية العربية استطاعت ان تجفف بقايا الحماس والأشتعال وتدجن مشاعر الشباب وتدفع احاسيسهم خارج القضايا الوطنية والقومية ؟ هذا السؤال, الأجابة عليه بحاجة الى دراسات وابحاث , لكن من يتأمل حال صمت  الشباب  العربي امام الأحداث السياسية والمصيرية يجد ان هناك خللاً في الساعات البيولوجية (الوطنية ) التي من المفروض ان تدق لحظات الخطر والضعف والأنهيار ومسح الكرامة وتزوير التاريخ , وعندما يترك الشباب الزعماء العرب في حالات من التراخي لدرجة الذوبان في مستنقعات الذل وقبول هذه المسرحيات السياسية  الهزيلة التي وصلت الى حد الغثيان , نؤكد ان هذا الشباب يعاني من عقم في غضبه وقد نجحت الأنظمة في ترويض واخضاع احاسيسه القومية والعربية وفصله عن قضايا امته, وحصرته داخل دائرة ضيقة لاتتجاوز همومه الشخصية هذا اذا وفرت له الامكانيات ولم تدفعه للهجرة والهروب من الوطن .
هناك تناقضات مؤلمة تصل الى طريق السوداوية , حفلة لمطربة او مطرب قد تقيم مظاهرة جبارة بينما حصار وقتل وتجويع واتفاقيات مترهلة تسرق ما تبقى من الوطن لا تحرك ساكناً , اجانب يتضامنون ويحاولون كسر الحصار على غزة , ومعبر رفح العربي \" المصري\" مغلق لايفتح الا بعد \"طلوع الروح \" ثم يعاد أغلاقه حتى اشعار آخر, لانعرف متى تتحرك النخوة \"المباركية \", حتى تعاود فتحه , ولا احد يعترض وكأن هؤلاء المحاصرين يعيشون في كوكب بعيد عن الحدود المصرية .
كأننا نرى  دولاً عربية كهلة لا تتمتع بعناصر الشباب الفتي الثائر , اشتقنا لرفع اصابع النصر , اشتقنا للخطابات التي تملأ الصدور بالحماس , حتى على المستوى الفلسطيني لم يعد بريق الثورة يلمع ولم يعد \" الفدائي \" يمشي متباهياً , رحم الله ايام زمان عندما كانوا يغنون للفدائي ( غندرة مشي الفدائي غندرة) وكان للفدائي قي العالم العربي  مرتبة القدسية .  ومع تداخل  الأحداث التنظيمات والأتفاقيات دخلنا في البرود والتخويف والتخوين وضياع ما تبقى من حكاية الثورة . 
كانت الفتاة العربية في الستينات عندما تريد الزواج تختار ان يكون العريس في الجيش مدافعاً عن الوطن حتى درجت مقولة ( اما ان يكون العريس مولازم او مو لازم ) . واذا كانت المقولة فيها مبالغة , لكن تختصر زمناً فيه المباهاة بالجيش والدفاع وحماية الأرض , وليس تسيباً واستقبالاً واحتضاناً لمن داسوا وقتلوا ونهبوا . وهنا لابد من توجيه اصابع الأتهام الى القادة والزعماء العرب الذين شاركوا في عملية (تنويم الشباب ) بل صاغوا دساتير الخنوع بدقة وتواطؤ حتى يعجز الشباب عن الرفض .
اصبحنا نصاب بداء الغيرة عندما نشاهد ونسمع عبر الفضائيات عن المظاهرات والأنقلابات في العالم ونتساءل لماذا لايحدث عندنا مثلهم ؟ نصاب بالغيرة عندما نرى الشوارع وهي تتدفق بالجماهير المطالبة بالتغير  , نصاب بالغيرة عندما تفرز الأنتخابات وجوهاً  جديدة  بينما الوجوه عندنا محنطة آيلة للسقوط , كراسي الزعامة عندهم لخدمة الشعوب وكراسي الزعامة عندنا للبقاء في متحف التوريث .  مقارنة لا تقلق احدا لكن ترغم المستقبل على الصراخ. غيرتنا ليست كلاسيكية , مع انها اصبحت جزءاً من التنهد العربي كما نتنهد على اطلال التاريخ والفتوحات والخلفاء . غيرتنا شرعية في زمن غير شرعي ينضح باللقطاء .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.79
GBP
242043.78
BTC
0.53
CNY