بعد ان سادت حالة من الهدوء الحذر في مخيم نهر البارد بعد المواجهات العنيفة التي أوقعت اكثر من 78 قتيلا من الجيش اللبناني ومقاتلين من فتح الإسلام، تجددت الاشتباكات المتقطعة بين الاطراف في ظل مواصلة الجيش اللبناني حصاره للمخيم في حين أفادت انباء متواترة عن أن قناصة "فتح الإسلام" يمنعون سكان المخيم من مغادرته.
شهود عيان
يصف الدكتور على حبوس ( جراحة عامة) الوضع داخل المخيم، بأنه مأساوي والحالة الصحية صعبة جدا، وبخاصة بعد فقدان الأدوية، وعدم وجود مراكز جاهزة للإصابات الصعبة، وعدم تمكن الاسعافات من الدخول لنقل الجرحى أدى إلى وفيات كثيرة.
ماذا فعلتم كأطباء في ظل هذه الظروف؟
كنا نعمل في البيوت بسبب الوضع الحربي، لأن القصف كان عشوائيا، والتجول كان حرجا جدا والمستوصفات متعطلة بسبب عدم جهوزيتها، الوضع مؤلم ومؤلم جدا.

ما هو سبب الإصابات؟ وكم عدد الموتى؟
من جراء القصف، قذائف متفجرة وطلقات رشاشات، الأعداد كثيرة لا استطيع أن احصيها، أنا كنت بقطاع "ج" والمخيم حوالي 7 قطاعات، في هذا القطاع حوالي 50 وفاة، وأكثريتهم من الشيوخ والأطفال من أهالي المخيم وليس من فتح الاسلام، أما اخر حادثة عندما قصفوا سيارة الأونروا بثلاث قذائف مباشرة مما أدى إلى أربعة وفيات واصابة طفلين خلال الهدنة.
ويتابع القتلى تجمّع في البيوت أو الكاراجات، ولإخلاء المخيم من الجثث من تحت الأنقاض والشوارع نحتاج أكثر من اسبوع.
بماذا تذكرك احداث مخيم نهر البارد؟
كما حدثنا اهلنا شبيهة بنكبة 48، تعتبر نكبة ثانية الناس هربت من اسرائيل حفاظا على أولادها وهكذا فعلت في مخيم نهر البارد، كما تذكرني بصبرا وشاتيلا وتل الزعتر، قتل المدنين لأسباب سياسية يعد مجزرة غير مسؤول عنها الشعب البرىء.

وتتحدث فاتن اسد غنيم بحرقة بالغة: أنا حامل ولم يحن موعد ولادتي ولكن من كثرة الركض والهروب من مكان إلى اخر" نشفت مية الراس" طلعنا لحارة صفورية وطلبنا الصليب الأحمر. فاتن ولدت ولادة  قيصرية طفلا اسمته محمدا، ولكنها غير مطمئنة على مستقبله.
ويحدثنا أبو أحمد مصطفى ( لبناني الجنسية) عن الصورايخ التي كانت تقصف المخيم بأنها محرمة دوليا من عيار 155 و165 كلم وراجمات غراد204 ، تنزل دموعه وهو يقول" راحت الأطفال كلها ما خلوا مسجد الا ضربوا، ضربوا مسجد صفورية ومسجد خالد بن الوليد ومسجد الصحابة والملاجئ، وبالنهاية ضربوا الناس ب3 صواريخ ومات 6 و12 جريح". أنا لبناني ولكن زوجتي فلسطينية وأولادي في المخيم. ويضيف إلى الأن ما تزال الموتى والجرحى بالشوارع ولم ينقلها أحد "كله شغل اسرائيل وامريكا".
يوسف أبو راضي طفل في الثانية عشر من عمره في الصف الخامس أصيب بالباص الذي تم اطلاق النار عليه في منطقة بحنين، وأدى إلى وفاة سائق الباص نايف صلاح، وأمه منتهى أبو راضي وأصيب والده راضي وعمته زهرة واخته جنى.

عدد الجرحى والأموات في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني( صفد)
وكنا قد حصلنا على احصائية لعدد الحالات التي تم معالجتها في الهلال:
84 معاينة انهيار وهستريا وخوف واصابات مختلفة خفيفة.
19 معاينات طارئة للنساء الحوامل.
8 حالات ولادة طارئة وقيصرية ونزيف.
12 اصابة عسكرية.
3 جثث، ويوجد في المستشفى 36 سريرا فقط، مما يعني أنه غير مؤهل لاستقبال حالات كثيرة وحرجة.
اجتماعي صباحي طارىء
كما وعقدت الأونروا والمؤسسات الأهلية الفلسطينيةNGOS  اجتماعا صباحا لبحث ألية الطوارى وتنظيمها، وقد حضر الاجتماع مسؤولة الصليب الأحمر الدولي مرجانة، وقد طالبها المجتمعون بضرورة إخلاء الجرحى والمرضى والعجزة من مخيم نهر البارد، والإفراج عن المعتقلين عند الدولة اللبنانية، اللذين تم اعتقالهم لأنهم فلسطينيون فقط.
وصل عدد الأهالي الوافدين إلى مخيم البداوي وأطرافه حوالي 12 الف نسمة، في مدارس الأونروا وعند الأقارب والأحبة.
جدير بالذكر ان سكان مخيم نهر البارد الواقع في شمال طرابلس ينحدرون من: صفد، عكا، حيفا، الناصرة، بيسان، البروة، السموعي، صفد، حرفيش سبلان، الصفصاف، عكبرا، مغر، الخيط، الجاعونة،  الظاهرية، التحتا، دلاتة، سحماتا، صفورية، علما، الدامون، جاحولا، ديشوم، سعسع، عرب زبيد، قديثا، عمقا، طيرة الكرمل، الغابسية، كفر عنان، بلد الشيخ، بيسان المرصص.