الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 05:02

صفيه المشتفيه -تميم المنصور


نُشر: 07/07/09 16:05

معذرةً لكل الصفيات والصوافي في وطننا العربي من لواء الاسكندرونة شمالاً الى مدينة جوبا جنوباً ومن تطوان غرباً والى البصرة وأم قصر شرقاً.
معذرةً لهن لاقحام اسمهن في هذا المثل الشعبي واستثماره في عالم السياسة، لكل من يريد أن يعرف فان هذا المثل يأتي على مقاس كل الذين يضمرون الوقيعة والضغينة والشر والتشفي بالأخرين من باب الغيرة والحسد المجاني الرخيص.
أكدت الاضطرابات الأخيرة في ايران أن التشفي كان ولا يزال وجهاً من أوجه الممارسات السياسية ونوعاً من الاصطياد في المياه العكرة والعداء المفلس، هذا كان موقف العديد من الأنظمة العربية المنهارة، المفلسة من الاضطرابات المذكورة في ايران، مدعوماً بالموقف الاسرائيلي والرباعية الاوروبية، جميعهم تدحرجوا (كالبعر) فوق بعضهم البعض ووجهوا نيران حقدهم للنظام الحالي في ايران وكأن أنظمة الحكم في اسرائيل والدول العربية المتشفية أفضل من نظام الحكم في ايران.
اسرائيل التي تتباكى على الديمقراطية في ايران قامت ونشأت فوق جماجم مليون فلسطيني منذ بداية الصراع حتى اليوم، من يتباكى على الديمقراطية لا يملأ سجونه بأحد عشرة ألف سجين فلسطيني ثلثهم من النساء والأطفال ولا يصادر حرية شعب بكامله منذ النكبة حتى اليوم.
أما الولايات المتحدة شيطان هذا العصر التي تذرف الدموع على الديمقراطية
في ايران وضحايا الاضطرابات فيها فهي من يقف اليوم في مقدمة القوى الامبريالية العالمية التي تقهر الشعوب، في أقل من خمس سنوات دمرت دولتين وصادرت حرية شعبيهما هما افغانستان والعراق وهي اليوم تدعم أنظمة الطغيان والرجعية بعيدة عن حياة العصر في السعودية ونظام مبارك ودويلات الخليج وتونس والمغرب وغيرها.
هذا هو حال كل من ألمانيا وايطاليا وبريطانيا وفرنسا فان مفهومها للديمقراطية ينسجم مع امتداد مساحة مصالحها واستراتيجيتها واستمرار ضخ النفط ليصل الى مؤسساتها الصناعية، مهما كان موقف هذه الدول المذكورة من أحداث الشرق الأوسط فهي متذيلة دائما الى سياسة الولايات المتحدة.
أما الأنظمة العربية المتواطئة التي عقدت حلفاً غير مقدس مع اسرائيل والولايات المتحدة من أجل محاصرة ايران ومعاداتها وأخص بالذكر نظام مبارك ونظام سلالة بني عنيزة المتخلفه القابضة على مقدرات الشعب في السعودية، كان موقف هذه الأنظمة حرجاً أمام شعوبها وأمام من يحركونها عشية الانتخابات في ايران، أما لماذا هذا الحرج فهي من جهة تخجل أمام جميع دول العالم عندما تتذكر هذه الدول سيناريو مسرحيات الانتخابات فيها لأن هذه الانتخابات صورية موجهة تعرف فيها النتائج قبل الانتخابات، في حين فان انتخابات الرئاسة الايرانية فيها كل الشفافية اذا ما قورنت بطريقة وباسلوب الانتخابات في مصر ودول الخليج والأردن والمغرب وتونس.
تحت طائلة هذا الحرج بقي لهذه الأنظمة أن تتمنى اما فشل وسقوط النظام
الملتزم والمعادي للولايات المتحدة والصهيونية برئاسة أحمدي نجاد، واما أن تتحول هذه الانتخابات الى كارثة وعاصفة توقف المد الثوري داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية وتوقف عجلة التطور التكنولوجي فيها.
بعد رفض المنافسين للرئيس الايراني التسليم بخيار غالبية أبناء الشعب الايراني وانفجار أعمال العنف المؤسفة وسقوط الضحايا التقط خصوم ايران انفاسهم وخرجوا من جحورهم وفي مقدمتهم الأنظمة العربية التي ركبت موجة العداء الرخيص غير المبرر لايران، هؤلاء وغيرهم ارتدوا ثوب صفيه المشتفيه الأسود وكأن لسان حالهم يقول حان وقت غروب شمس الثورة الايرانية التي تدعم سوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية وتقف بالمرصاد لكل مشاريع الصهيونية.
لقد دلقوا لعاب التشفي بعد المواجهات في شوراع طهران والمدن الايرانية الأخرى موجهين رسائل الى شعوبهم بطرق كثيرة يقولون فيها (شايفين ماذا تفعل الديمقراطية)، ظن هؤلاء أن ايران الدولة والثورة والمؤسسات سوف تسقط فقاموا في الحال بسحب سكاكينهم على أمل أن يشاركوا في عملية سلخ جلد الثورة، لكن تماسك النظام والشعور بالمسؤولية لدى شعبه وقادته أعاد الأمور الى ما كانت عليه فأجبر الحاقدين والمتشفين على رد سكاكينهم الى نحورهم وقطع دابرهم وأوقف كل ما أعدوه من مدائح ينعون فيها النظام القائم في ايران.
ظهرت قصائد ومدائح الردح على ايران ونعي النظام فيها في وسائل اعلامية كثيرة المقروءة والمسموعة والمرئية في مقدمتها الفضائيات الرخيصة
التابعة للسعودية وبعض الفضائيات المصرية وصحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن المتخصصه بالتشكيك وقلب الحقائق والمكلفة بخدمة النظام الرجعي السعودي والمؤيدة للاحتلال الأمريكي للعراق والمعادية للمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية.
انضمت هذه الصحيفة وغيرها من الصحف الصفراء مثل صحيفة الاهرام المصرية الى مواقف الصحافة الاسرائيلية في التحريض لتأجيج نيران الفتنة داخل ايران لحرق الأخضر واليابس حتى تعود اسرائيل وتدخل ايران من جديد من الأبواب التي دخلت منها الى القاهرة وعمان وبغداد والرباط وتونس.
المضحك المبكي أن فضائية السلطة الوطنية في رام الله دخلت هي الاخرى على الخط المعادي  لايران كأن هذا النظام هو من يحتل فلسطين ويقف سداً منيعاً أمام العودة، نحن نختلف ونناقش ايران في الكثير من مواقفها لكننا نرفض التآمر عليها وعلى نظامها تحت كل الظروف.
من خلال الدخان المتصاعد من هذا المشهد المتواطئ تسلل وجه كان غارقاً في عالم النسيان منذ أن خلع والده من الحكم ( انه نجل شاه ايران ) لقد استيقظ من سباته وخرج عن صمته وطلب من اسرائيل مساعدته العودة الى ايران كما فعل خونة العراق مع الاحتلال الأمريكي وعادوا الى بغداد فوق الدبابات الأمريكية، لكن اللحم الايراني مرٌ وهضمه ليس سهلاً وهذا ما تعرفه اسرائيل والولايات المتحدة.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.03
EUR
4.71
GBP
248531.37
BTC
0.51
CNY