الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 01:02

عناق/ ابو وديع

كل العرب
نُشر: 17/07/09 09:28

اقبلت.. رايتها تاتي من بعيد..تمشي ببطء شديد..تسير وهي مغمضة العينين كانها تعرف طريقها دون ان تراها..وتعرف الى اين هي متجهة..كان ذلك منذ سنين طويلة حين رايتها في اخر مرة..عندما ودعتني وتركتني دون ان تراف بقلبي الذي هزم على ابواب مملكتها..تاتي اليوم وقد خفت الجرح القديم..تاتي لتوقظ حب قديم..تاتي لتعلن عودة الحياة الى قلب كان قد فقد كل اماله واحلامه منذ زمن..ما اصعب اللقاء ما اقساك يا قدر..لقد نسيت كيف يكون الكلام فانا صامت منذ رحيلها..ساكن دون حراك متجمد في مكاني الذي ودعتني فيه..هل اغير ملامح وجهي وتعابيره ام ابقى كما انا؟ ماذا افعل؟ هل ابقى واقفا؟ام اتحرك واقود اول حوار بعد صمت سنين..بدات اجمع كلمات مبعثرة تطايرت قديما..بدات استعد للمواجهة حاولت وحاولت دون فائدة ولم اقدر ان اصنع بضع احرف اواجه بها ضيفتي.بدات تقترب اكثر فاكثر بدات استطيع ان اقرا ملامحها رايها تبتسم وفي عينيها اثر لسفر طويل وهم كبير ماذا حل بها؟ما بها كل ما فيها جديد؟ انها تقترب مني وتبدو كمحارب قادم من معركة ضارية هزم فيها..يا الهي انها مكسورة..لم اتمالك نفسي حاولت ان اتحرك نحوها..انها تتهاوى..انها تسقط..لقد فقدت توازنها وسقطت..انها تدفع يدها نحوي..يدها تنخفض رويدا رويدا..اقتربت منها انحنيت ارضا لاحملها..انها ثقيلة..عينيها محدقة نحو السماء الى البعيد..كنت قد تعلمت في ايامي الخالية ان الميت يكون يكون ثقيلا ويبقى محدقا في مكان واحد..اغمضت عينيها حملتها وعدت بها الى المكان الذي كنت اقف فيه..كان هنا الوداع الاول وسيكون هنا الوداع الاخير والموت الاخير..اني ارى ورقة تطل من جيب سترتها..فتحتها لقد كتب فيها..ودعتك في اول مرة وانا اتية لاستعيدك من جور السنين..اعدت الورقة مكانها انها لم تستعدني بل السنين التي اخذتها ولكن هذه المرة بدون لقاء قادم..غابت الشمس بدات تختفي ليحل ظلام دامس..انا احتضنها وابكي بحرقة حتى بللتها بدموعي الحارة..حتى القمر خجل ان يظهر في تلك الليلة ..يريد ان يترك الكون يشهد عناق حبيبين..عناق بلا حياة..عناق اخير..

مقالات متعلقة