الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 21:01

المواطن العربي بين صفعات نتنياهو


نُشر: 28/06/09 18:14

المواطن العربي بين صفعات نتنياهو وعجز الحكام العرب

* صادرتم الوعي القومي والثقافي وحولتم المواطن الى أله مجرده خالية من كل معنى للحياة والشعور بالمسؤولية الوطنية والقومية

* لقد تغاضى الشرفاء في مصر عن حالة الانهراق والجنون الذي لحق بالطهمه الحاكمة لأنها جعلت من الكرم العربي برذعةً وبغلاً امتطاه اوباما أثناء زيارته للقاهرة

* لماذا يُطلب من نتنياهو الخروج عن الاجماع والثقافة الصهيونية الذي تعتبر قتل الفلسطيني واجباً دينياً وقومياً وبالاستيطان شريعة من شرائع الله والبشر؟.


لا أحد يعرف ما اذا كانت الصفعه أو رذاذ البصاق الذي وجهه العنصري الفاشي بنيامين نتنياهو الى وجوه وجباه كل الذين يلهثون وراء اسراب السلام مع اسرائيل، هل ستوقظ هذه الصفعه المدروسة المبرمجة هؤلاء الساده من سكرتهم وغفوتهم بعد أن حقنهم الرئيس الأمريكي اوباما أثناء زيارته الأخيرة الى الرياض والقاهرة ورام الله؟.
تساؤلات كثيرة من حق المواطن العربي أن يسألها الى هؤلاء الحكام، متى ستتحررون من عبوديتكم الى كل ما هو أجنبي؟ متى ستقفون بخطوط متوازية بمحاذاة واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب تقبلون التحدي وتقولون لا التي تدل على الكرامه واستقلالية الرأي؟
هل تخافون على عروشكم وجاهكم وأموالكم؟ انها لكم رغم أنكم سرقتوها من بطون الشعب الا أن أحداً لا ينافسكم عليها.
أدخلتم شعوبكم في أقنان وحظائر ودفيئات جردتهم من كرامتهم بعد أن فقدوا روحهم الوطنية، صادرتم الوعي القومي والثقافي وحولتم المواطن الى أله مجرده خالية من كل معنى للحياة والشعور بالمسؤولية الوطنية والقومية.
حاصرتم هذا المواطن بعد أن وجد نفسه أمام خيارين ــ اما الاستماتة من أجل نيل لقمة العيش أو الموت داخل غياهب سجونكم، الوطنية في عصركم أصبحت من المحرمات لأنها في عرفكم تعني الشقاء والرعب والتحقيق والملاحقة، بينما الوطنية في الدول الحرة والدول الديمقراطية أصبحت نوعاً من الرفاهية والكماليات لا حاجة لها..
لقد تغاضى الشرفاء في مصر عن حالة الانهراق والجنون الذي لحق بالطهمه الحاكمة لأنها جعلت من الكرم العربي برذعةً وبغلاً امتطاه اوباما أثناء زيارته للقاهرة، تفهّم الكثيرون هذا الموقف وقالوا ( معلش هذا واجب الضيافه ) الرجل أي اوباما سوف يمسك اسرائيل من رقبتها.
غض الشرفاء طرف حسرتهم وحزنهم وهم يشاهدون انهراق النظام في مصر بعد أن جعل من كل مواطن في القاهرة رهينة لهذه الزيارة وشمعة تضيء الطريق أمام اوباما وسجادة حمراء يمشي فوقها وباقة من الأزهار يتمتع بمنظرها ويشتم روائحها، قدم الكثيرون أنفسهم وحرية تنقلهم قرابين من أجل الزيارة لعلها تكون فاتحة جديدة ومفصلاً تاريخياً هاماً في الولايات المتحدة المنحازة دائما لاسرائيل، عاش الجميع في أحلام من اليقظة لعل اوباما يكون العصا التي تؤدب الكيان الصهيوني.
لكن سرعان ما انقشع هذا السراب عندما كشف نتنياهو الخديعة وكذبة اوباما وتعاسة كل الذين قلدوه النياشين وقلائد الذهب والتحف والهدايا الفرعونية، بدد نتنياهو خلال خطابه في جامعة بار ايلان وبسرعة كل أحلام اليقظة العربية بوقاحته وجرأته، فقد بق سموم مواقفه ومواقف حكومته ورؤيته لعملية السلام وخارطة الشرق الأوسط، السلام الذي يريده سلام اسرائيل مع نفسها، سلام الأمر الواقع الذي تفرضه القوة، انه يعرف مع من يتعامل من القادة والزعماء العرب، انه يبحر معهم في سفينة واحده وهو وحده ملاحها،
انه يدرك أن شركائه في قيادة هذه السفينة لا يملكون الا التودد لاسرائيل وسياسة الترضية معها، اذاً لماذا ومن أجل من يتنازل ويتراجع ويوقف الاستيطان ما دام حلفاؤه شركاء في مواقفه التي تعتبر المقاومة ارهاباً بدلاً من أن تكون حقاً شرعياً، ومعارضة واشنطن كفراً وجنوناً والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني فلتاناً.
لماذا يُطلب من نتنياهو الخروج عن الاجماع والثقافة الصهيونية الذي تعتبر قتل الفلسطيني واجباً دينياً وقومياً وبالاستيطان شريعة من شرائع الله والبشر؟.
لماذا نطلب من نتنياهو الانحراف عن خط اولمرت وشارون ورابين وشمعون بيرس وبراك ما دامت اسرائيل تنعم بالهدوء والاستقرار وراحة البال في الداخل بعد أن أجهض رئيس السلطة الوطنية عباس وطهمته المتواطئة الفاسدة كل حواجز المقاومة وآلياتها.
اليوم وبعد الحرب الأخيرة على غزة ينام الاسرائيليون بأمان لأنهم يعرفون أن أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تشارك في حماية جيش الاحتلال وحماية المستوطنين والجيوش العربية خاصةً على الحدود المصرية والأردنية واللبنانية تحمي حدودهم وتمنع رجال المقاومة الوصول اليها.
لماذا لا يتنكر نتنياهو لكافة حقوق الشعب الفلسطيني ما دام هذا الشعب يُمنع من المقاومة، وما دامت سفارات ومكاتب وشركات ومصانع اسرائيل تسرح وتمرح وتتجسس داخل غالبية الدول العربية من المغرب حتى الخليج ومن
مصر حتى العراق.
لقد كان خطاب نتنياهو واضحاً وصريحاً عبر من خلاله عن مواقف غالبية الاسرائيليين ومواقف جميع أعضاء حكومته وبرلمانه، قال ما أراد لأنه يعرف وعلى يقين أن أحداً لم ولن يقف أمام سياسته وأنه سينال اعجاب قادة الدول الأوروبية والولايات المتحدة، انه يعرف أن زعيماً عربياً واحداً من حلفائه العرب لن يعاتبه ولن يلومه، نتنياهو يعرف أكثر من غيره أن غنج الكلمات التي قدمها اوباما في القاهرة ورام الله ما هي الا جمارك كلامية الهدف منها رفع درجة حرارة هذه الزيارة وادخال القادة العرب وشعوبهم في غرف  التخدير.
الواضح ان أكثر الرابحين من خطاب نتنياهو هو محمود عباس وحكومته الفاسدة الذين حاربوا قبل سنتين في مدينة أريحا أجهزة الأمن الاسرائيلية
\" بكلاسين \" عناصرهم الأمنية، أما اليوم فقد قاتلوا بشراسة بأسلحة دايتون رجال المقاومة الفلسطينية في مدينة قلقيلية.
هؤلاء هم أكثر الرابحين من خطاب نتنياهو لأنه سوف يطيل أعمارهم في الحكم الواهي في رام الله، سوف يستمرون بخداع الشعب الفلسطيني من خلال جولات عباس بين عواصم العالم لاجترار وتكرار مشاريع واقتراحات وهمية للسلام مثل أتفاق اوسلو وخارطة الطريق وأنابوليس ولقاءات الضيافة والكيف التي أقامها عباس مع اولمرت.
محمود عباس كغيره من الحكام العرب يعرف أن الشعوب العربية خاصةً الأجيال الشابة منها ولدت مهزومة، راقدة، خامدة، غير قادرة على الوثوب مثل بقية شعوب العالم، هذه الأجيال تسير على دين حكامها، لم تعد اسرائيل عدوها الأول، لقد خلق لها حكامها أعداءاً جدد أخرين، ايران ، حزب الله ، سوريا ، وحركة حماس ، أما اسرائيل فهي في نظر هؤلاء الحكام حليفاً استراتيجياً وطرفاً مركزياً في الاستقرار في الشرق الأوسط.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.03
EUR
4.70
GBP
245112.52
BTC
0.51
CNY