الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 02:01

الإعلامي نادر أبو تامر في ثلاثة كتب


نُشر: 14/05/07 08:04

بالإضافة إلى أربع قصص للأطفال كانت قد صدرت للإعلامي نادر أبو تامر خلال الأشهر الماضية وشاركت في مسيرة الكتاب التي تنظم في المدارس لاختيار أجمل قصة، ودخول بعض قصه إلى الجهاز التربوي، فقد انضمت إليها هذا الأسبوع ثلاث قصص أخرى لجمهور الأطفال هي :"سوار تبحث عن سنها"، "القرية التي نسيت اسمها" و"رقصة الخضار".
وقد كتب الدكتور بطرس دلة بعد صدور الدفعة الثانية من القصص مقالة تحليلية لمضامينها جاء فيها أن لغة نادر أبو تامر تشبه الأطفال في براءتهم وطيبتهم.



وأشار الناقد نبيل عودة إلى أن هذا الأسلوب الجديد يتسم بمخاطبة الطفل وكأنه كبير بالفعل ولا يوجد استهتار بنفسيته أو معنوياته بل يتحدث نادر أبو تامر إلى أطفاله وابطال قصه بلغة الكبار السلسة والواضحة ويبتعد عن المواعظ وإصدار الوصايا والنصائح التي سرعان ما تذوب وتتبخر.
يُشار إلى أن نادر أبو تامر ألف خلال العام الأخير أكثر من عشرين قصة للأطفال تناولت العديد من المواضيع الحيوية والهامة مثل العلاقة بين الآباء والأمهات من جهة والأبناء من جهة أخرى، خطر حوادث الطرق، علاقة الطفل بالطبيعة، الصحة والتغذية السليمة ومحافظة الأولاد على صحتهم وأسنانهم، قضايا اجتماعية ونفسيه خاصة وعامة، خيال الطفل وعالم الأحلام لديه، الأسئلة الكبيرة لدى الأطفال الصغار، العلاقات بين الإخوة والأخوات داخل البيت، الأجواء العائلية بالإضافة إلى قصص قد تبدو للوهلة الأولى أسطورية غير أنها عندما نعيد فيها النظر نرى إلى أي مدى تبشر بانتصار الأطفال على كلّ القوى الشريرة في العالم، فالأطفال في قصص نادر أبو تامر هم الخير، ولا بدّ لهذا الخير أن ينتصر.



ومما كتب عودة في هذه القصص: "تتميز لغة نادر بالسلاسة والوضوح ، وهو مميز هام جدا في مخاطبة الطفل ، ومع ذلك يخضع نادر النص لمتطلبات الفن القصصي، بكل تركيبته غير البسيطة ، محاذرا الوقوع في التعقيد ، او تراكم الاحداث والشخصيات والافكار ، التي قد تصعب على الطفل ان يندمج مع النص ويتواصل مع ابطال قصصه واحداثها .
يُشار إلى أن الدفعة الجديدة من قصص نادر أبو تامر رسمت بريشة الفنان محمد زحالقة.
وكان نادر أبو تامر قد أصدر حتى الآن بالتعاون مع مركز كامل الكيلاني لأدب الأطفال في المعهد الأكاديمي لإعداد المعلمين العرب في بيت بيرل أربع قصص هي : "رامي لا يشبه احدًا"؛ "كيف صار رامي يحب العتمة"؛ "جزيرة المطر" و"الشمس لا تزعل من أحد".
القصص السبع التي صدرت عن دار الهدى عبد الفتاح زحالقة راجعها البروفيسور لطفي منصور مدير المعهد الأكاديمي لإعداد المعلمين العرب في بيت بيرل.



ومما جاء في نقد عودة لهذه القصص: "من المهم التأكيد على قدرة نادر اللغوية الممتازة في ملاءمتها لعالم الاطفال اللغوي .هذه ميزة ليست سهلة، بعض كتاب الاطفال يلجأون للتواصل مع الطفل الى سرد وحوار طفولي .. اي تقريبا الهبوط الى اللغة التي يستعملها الطفل . نادر يذهب الى الجهة المعاكسة ، يفترض ، بصواب ، ان الطفل كيان واع ، ويجب مخاطبته بلغة عربية سليمة . حقا بسيطة في مفرداتها ، وعبر استعمال المفردات الاكثر تداولا ووضوحا وفهما في اللغة العربية الفصحى المبسطة ، وهو بذلك يقوم بمهمة ابعد اثرا من مجرد الهدف التربوي والاخلاقي في قصصه ،.. يقوم بتعويد الطفل على قراءة وسماع واستعمال اللغة العربية الصحيحة والكاملة ، بعيدا عن التلحين وكسر المفردات ظنا ان الطفل لا يستوعب اللغة السليمة المتكاملة ، وهذا ينعكس ايجابا على تفكير الطفل وتطوير ملكاته اللغوية ، والاستعمال الصحيح للغته العربية . ولا بد ايضا من التنويه الى ميزة اخرى تبرز في قصص نادر ابو تامر ، وهي قدرة نادر على فهم نفسية الطفل واتجاهات تفكيره حول المواضيع التي تحيط به او يتعرض لها او يتعود على معايشتها والتواصل معها ، الى جانب العلاقات المختلفة مع محيطه الاجتماعي القريب او البعيد ... ونادر بفنية وجمالية واحساس عميق بروح الطفولة يتعامل مع السرد والديالوغ الذاتي لابطاله ، دون تهميش شخصية الطفل ، ودون القرار المسبق بانه غير قادر على الفهم ، فيتسلل الى اعماق شخصية الطفل .. الى هذا العالم الساحر ، ليكشف ، حتى لنا نحن الكبار ، روعة هذا العالم الذي يختبئ وراء النظرات الطفولية ، وكانه يقول لنا : لا تغركم القامة القصيرة والوزن الخفيف والعينان الصغيرتان ، فوراءها ينمو شخص يستحق ان نكرس له اهتماما كبيرا ، ان نعامله كانسان له وعيه ، وان لا ننفي شخصيته باعتباره طفلا لا يفهم .



"الفكرة التربوية في قصص نادر تجيء بلا انفعال وبلا رتوش تجميلية ، وبلا دفش مواعظ مما هب ودب ، بل تتطور بطبيعية وتلقائية ... ومن الواضح ان نادر عرف كيف يستفيد من تجربته وممارسته اليومية كأب ، ونلمس بوضوح انه متنبه لكل التفاصيل ، بل ويعيش بدقة مراحل تطور وعي الطفل ، يرصدها ويغمره الفرح كأب ، وينقلها بحرارة واحساس ، وبفنية وبلغة تشد لقراءتها حتى الكبار" .

مقالات متعلقة