الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 22:02

وماذا عن أطفال غزة يا اوباما!!

كتب: يوسف شداد
نُشر: 05/06/09 19:12

* ما قدمه اوباما في خطابه في القاهرة للعالم الاسلامي هو كلام لطيف ذو وقع خفيف على الأذن

* اوباما تحدث عن المحرقة ومعاناة الشعب اليهودي وإبادة 6 ملايين منهم، وندد بالصواريخ التي تطلقها أذرع حماس وتجاهل رد اسرائيل العنيف والدامي والمتمثل بعملية عسكرية حصدت ارواح الاطفال الأبرياء ما زالت صور جثثهم واشلائهم عالقة في اذهان كل عربي في هذا العالم

* المسلمون يعرفون دينهم جيدا وليسوا بحاجة لتعزيز لتفسير القرآن الكريم.. أوباما بكلماته قرص العالم الاسلامي بيد وداعبهم بيده الأخرى

* حماس وفتح قناة حوار واتصال معها هو بمثابة التحدي الكبير امام اوباما الذي سيواجه ضغوطات من اللوبي الصهيوني في البيت الابيض


كان اقل ما يمكن للرئيس الامريكي باراك أوباما خلال خطابه في القاهرة ادانة العملية العسكرية الواسعة التي عرفت بإسم الرصاص المصبوب، والتي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في شهري كانون الأول وكانون الثاني الماضيين وراح ضحيتها 1400 شهيد معظمهم من الأطفال.
لقد تحدث اوباما عن المحرقة ومعاناة الشعب اليهودي وإبادة 6 ملايين منهم، وندد بالصواريخ التي تطلقها أذرع المقاومة الاسلامية حماس على جنوب اسرائيل، ثم تحدث عن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة وأكد على معاناته طوال عقود مضت، لكنه تجاهل أمرا مهما..لقد تجاهل اوباما النتائج السوداوية لعملية الرصاص المصبوب وما خلفتها من قتل أطفال أبرياء، ما زالت صور جثثهم وأشلائهم عالقة في الأذهان، وما زال المئات من الفلسطينيين على فراش الموت يصارعونه، ومنهم من شردوا ودمرت منازلهم وشتتوا وقطع نسلهم..إن احداث غزة وما ترتب عنها من جرح عميق ليس مجرد حدث عابر نمر عليه مر الكرام يا أوباما وما دمت مددت يدك للسلام مع المسلمين كان عليك أن تبدي تعاطفا وتعبر عن تنديدك لاستعمال السلاح ضد الاطفال.
وما دام اوباما استذكر الصواريخ التي تطلق على اسرائيل ومعاناة اليهود نتيجة ذلك، كان عليه ان يكون منصفا في المقارنة وطرح الحقائق المؤلمة وتحديدا تلك المتعلقة بالشعب الفلسطيني لان غزة بعد كانون الثاني من هذا العام لم تعد غزة التي نعهدها وإلا فما الداعي من ارسال محققين دوليين الى المنطقة؟!!.
كان على اوباما التعريج على الكارثة الانسانية التي حلت على قطاع غزة. فعدم ذكرها في اعتقادي هو تجاهل لواقع فلسطيني مآساوي، وهو تجاهل لمعاناة سكان القطاع الذين يعيشون أياما سوداء بعد الكارثة التي حلت بهم جراء القصف بالقنابل والصواريخ والآلات الحربية المتقدمة. فالسلام في هذه المرة يبدأ بعملية تسهيل اعادة اعمار غزة وإزالة المعابر ونقاط التفتيش المهينة والمذلة، والسماح بإدخال الأدوية والمؤن في محاولة لإحتواء أزمة الانسانية المتفاقمة في القطاع، ووقف الامراض وانتشارها ومحاولة منع حدوث كوارث أخرى.

بعد استماعي الى كلمة اوباما المتلفزة عبر منصة جامعة القاهرة أردت أن أدون بعض النقاط  الهامة التي تقتضي التنويه:
ما قدمه اوباما في خطابه في القاهرة للعالم الاسلامي هو كلام لطيف ذو وقع خفيف على الأذن، خصوصا عندما تحدث عن حركة حماس ولم يصفها بالحركة الارهابية (كما كان يصفها بوش) وقال عنها إنها ذات شعبية في الشارع الفلسطيني، لكنه لم ينس تذكير الحمساويين ان عليهم الاعتراف بإسرائيل ويهوديتها وتغيير استراتيجيتهم وخطوطهم العريضة، وان يكونوا في صف السلام على حد قوله، وان تعترف حماس بكل الاتفاقيات السابقة التي أبرمت بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية أمام المجتمع الدولي. اما بالنسبة لحديثه عن الاسلام ففي اعتقادي لم تكن هنالك حاجة لأن يتحدث اوباما بإستفاضة عن الدين الإسلامي وتعاليمه. فالمسلمون يعرفون دينهم جيدا وليسوا بحاجة لتعزيز لتفسير القرآن الكريم أو الاستشهاد به..أوباما بكلماته "قرص" العالم الاسلامي بيد(عندما أعطى أمثلة عن التسامح في الدين الاسلامي وكأنه يقول كيف تتحدثون عن التسامح وتفعلون العكس بإسم الدين والمقصود القاعدة وطالبان وكل المجموعات المسلحة وممارساتها؟) وداعبهم بيده الأخرى بكلمات اختلفت عن تلك الكلمات التي كنا نستمع اليها من الرئيس الأمريكي السابق بوش، عندما تحدث عن مساهمة المسلمين في نهوض الولايات المتحدة الامريكية على المستوى الاقتصادي والتعليمي والصناعي على مدار مئات السنوات.
لقد زار اوباما القاهرة ليعزز من قوة الرئيس المصري حسني مبارك ويرفع من شأن مصر التي انهالت عليها انتقادات لاذعة كثيرة من العالم العربي لموقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولكي يوجه رسالة الى حزب الله الذي من المتوقع أن يفوز بالانتخابات اللبنانية بعد أيام وحاول زرع خلاياه في القاهرة للسيطرة، وهي رسالة واضحة: الولايات المتحدة الامريكية تدعم المصالح المصرية في المنطقة ومعنية بنظامها وثباته، وإن مصر ما زالت صديقة قوية للإدارة الأمريكية..هذه رسالة اوباما.
إذا أرد أوباما دخول التاريخ من خلال مساهمته في قيام دولة فلسطينية فعليه ان يكون شريكا في توحيد الصف الفلسطيني من جديد وفتح قناة حوار واتصال بحركة حماس ذات الشرعية في الشارع الفلسطيني، الى جانب مجهوده وقنوات اتصاله بالسلطة الفلسطينية، كما عليه الحد من مناورات حكومة اليمين بقيادة نتنياهو واجباره على بدء المفاوضات لا كسب عامل زمن، وايقاف الاستيطان نهائيا، وتقسيم القدس للوصول الى الحل: دولتان لشعبين. فكما يجب قبول حق اسرائيل بالوجود، كذلك يجب قبول حق الفلسطينيين في الوجود.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
242412.08
BTC
0.53
CNY