عقد في المركز اليهودي العربي في جامعة حيفا يوما دراسيا تحت عنوان "الصحة والحيز للنساء العربيات في مجتمع متغير"، وقد تناول اليوم الدراسي عرض أبحاث في مجال صحة المرأة العربية في البلاد، حيث تم عرض نتائج أبحاث هامة جدا أشارت بغالبيتها إلى التغير الكبير الحاصل على صحة المرأة العربية في البلاد من جميع الجوانب منها النفسية والفزيولوجيه والبيولوجية.
وقد افتتح اليوم الدراسي بكلمات ترحيب من قبل رئيس مجلس إدارة المركز العربي اليهودي السيد دان بابلي ورئيس المركز الدكتور فيصل عزايزة والسيدة انيتا حبيب ممثلة صندوق فريدريك ابرت.

في الجلسة الأولى في اليوم الدراسي والتي أدارتها سحر روحانا نائبة الممرضة المفتشة اللوائية في وزارة الصحة في لواء حيفا تم عرض ثلاثة أبحاث للبروفيسور منفرد غرين من "المركز الوطنية لمراقبة الأمراض في وزارة الصحة" والذي تحدث عن اتجاهات لانتشار الأمراض بين النساء العربيات في إسرائيل حيث تبين من خلال عرضه أن هناك ارتفاع حاد في الإصابة بمرض السكري في أوساط النساء العربيات وقد تصل نسبة النساء المصابات بالسكري من 40 % إلى 50 % . أما فيما يتعلق بظاهرة السمنة الزائدة فهناك نسبة 30 % من النساء العربيات مصابات بالسمنة الزائدة الأمر الذي يتسبب لهن بأمراض أخرى.
أما الدكتورة نهاية داوود من المدرسة للصحة الجماهيرية في جامعة بن غوريون فقد عرضت بحث أكاديمي حول صحة النساء العربيات حيث تبين أن صحة النساء مرتبطة بشكل مباشر بالأوضاع السياسية الاقتصادية التي تعيشها العائلة العربية حيث أن الكثير من النساء ليس بإمكانهن شراء كافة احتياجات المنزل ويضعن أنفسهن في أخر سلم أولويات البيت والعائلة، وتبين أيضا أن البعد الجغرافي للعيادات الطبية يشكل عاملا مباشرا لامتناع النساء عن السفر للفحوصات الطبية او تلقي العلاج وذلك بالأساس لأسباب اقتصادية واجتماعية.

أما الدكتور اورن تمير من قسم الصحة الجماهيرية في كلية الطب في جامعية بن غوريون الذي عرض نتائج بحث أكاديمي عن أوضاع المجتمع البدوي في النقب قال أن حتى سنة 1961 لم تسجل أي إصابة في مرض ضغط الدم بين سكان النقب العرب البدو إلا أن هذه الظاهرة أخذة في الارتفاع بشكل كبير جدا ومقلق في السنوات الأخيرة.
أما الجلسة الثانية لليوم الدراسي والتي أدارتها الدكتورة ميخال غرانوت مديرة قسم التمريض في جامعة حيفا فقد ناقشت قضية الزواج المبكر والعنف في العائلة الدرزية.
السيد محمد خطيب من قسم التمريض في جامعة حيفا والذي احد بحثا عن الزواج المبكر بين الصحة والثقافة في المجتمع العربي قال أن متوسط عمر الزواج لدى النساء العربيات بشكل عام هو 24.5  وان 43.1 % من النساء العربيات تزوجن وهن دون سن التاسعة عشر. و 38.9 % من النساء العربيات متزوجات داخل العائلة 38 %  في منطقة الشمال و 25 % في منطقة المركز و 64.3 % في منطقة الجنوب.

أما د. هداس غولدبلات فقد عرضت بحثا عن العنف التي تتعرض لهن النساء العربيات الدرزيات تبين من خلاله ان 17.8 % من النساء الدرزيات قالوا خلال البحث أنهن تعرضن لنوع من أنواع العنف (الجسدي والجنسي). وان غالبيهن عرضة أكثر من غيرهن لأمراض وأوجاع جسدية دائمة ومزمنة.
أما الدكتورة ميري كوهن، رئيسة قسم الغرينتولوجيا وقسم الشؤون الاجتماعية في جامعة حيفا والدكتورة طوفا فاينترشتين فقد تحدثتا عن ميزات صحية وتربية تعكس حالات التنكيل في أوساط المسنات العربيات.
خلال الجلسة الثالثة لليوم الدراسي فقد تم التطرق لقضية تطوير مجالات الصحة واستخدام خدمات الصحة بين النساء العربيات حيث تحدث الدكتور نبيل جرايسي نائب رئيس قسم الطب النفساني في وزارة الصحة في لواء الشمال عن انتشار الأمراض والسيمات المميزة في أوساط النساء العربيات. أما الأخصائي النفسي نمر سعيد فقد تحدث عن التوجه إلى مراكز الطوارئ والاستعانة بالخدمات النفسية.
وقد اختتم اليوم الدراسي الدكتورة ميري كوهن والدكتور فيصل عزايزة حيث قاما بعرض برنامج للتدخل المسبق لتحسين وتطوير الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وذلك بناءا على بحث شامل أعداه السنة الماضية عن الفحوصات الطبية لدى النساء العربيات لاكتشاف مرض سرطان الثدي.