على الرغم من كون عيلبون قرية صغيرة معروفة بجمالها وهدوئها وعدد سكانها لا يتجاوز الخمسة الاف نسمة الا ان حركة السير والازحامات الشديدة في مركز القرية تعكر هذا الهدوء الذي طالما تحدث الاهالي عنه. ما سر هذه الازدحامات وما سر الاجواء المشحونة في عيلبون؟



بدأت قصة الازدحامات بحسب رواية المواطنين بعد ان اصبح يدخل عيلبون مئات السيارات بشكل يومي لاناس من خارج القرية وبالذات من القرى المجاورة التي ليس فيها بنوك، هذا السبب جعل المئات من الاهالي في القرى المجاورة يفتحون حسابايهم في فرع البنك بعيلبون، وهنا بدأت معاناة الاهالي كما حدثونا، ليس بسبب الضيوف انفسهم الذين يزورون القرية بل بسبب الازدحامات المرورية الكبيرة وقلة مواقف السيارات، والضجيج الذي لا ينتهي وحوادث السير التي ازدادت يوما بعد يوم. بعد الشكاوى التي وصلتنا والشجارات التي لحقت التوتر والتذمر لدى الاهالي، زرنا قرية عيلبون واستمعنا الى الاهالي.



فرح سمعان (ابو رايق) البالغ 72 عاما والذي يسكن في مركز القرية حدثنا عن معاناته وعن عدم الشعور بالخصوصية في البيت، بسبب استعمال موقف سيارته واغلاق مدخل المنزل على الرغم من وضعه لاشارة مرور تمنع الوقوف او ستعمال الموقف ويقول ابو رايق:  "اصبحت اكره المنزل والسكن في هذا الحي مع العلم انني كنت مرتاحا جدا، فانا رجل كبير بالسن وكل المرافق العامة قريبة مني كعيادة الطبيب، الصيدليات وغير ذلك، لكن صدقني ان الامور اصبحت لا تطاق والمجلس المحلي يتقاعس في حل الموضوع منذ فترة طويلة، اين يمكن للانسان ان يشعر بالراحة اذا لم يشعر فيها في بيته. بهذه الكلمات حدثنا معظم الاهالي في عيلبون والتوتر ملحوظ والسخط عارم نتيجة ما وصلت اليه الامور، وفي هذا الموضوع كان لنا حديث مع الدكتورة أمل يوسف فقالت " انا اتواجد في مركز القرية عادة نهاية الاسبوع والحقيقة ان ازمة السير والضجيج لا يُحتمل، كيف لمؤسسة عامة التي تخدم بلدات عدة ان تفتح دون وجود موقف واسع خاص بها، ولهذا فان السائقون يوقفون سياراتهم بشكل يعرقل السير وهذا الامر سبب في السابق توتر بين الناس وشجارات عديدة".



ميلاد مطر ( ابو عيسى) الذي يسكن في منطقة بعيدة عن مركز القرية صرح ل "العرب " : "على المجلس المحلي حل الموضوع بسرعة نحن قرية صغيرة ولا تستوعب كل هذه السيارات، حركة المرور كبيرة جدا ولذلك اضطر ان اترك سيارتي بالبيت واصل الى المركز مشيا، هذا الامر غير مقبول بالمرة، هل هذه الظروف التي يجب ان نعيش بها " .



اما السيد رشاد زريق صاحب "ميني ماركت" وسط البلدة فكان شديد الغضب فقال "هذا الشيئ اجرام في حق الاهالي، البنى التحتية للقرية غير جاهزة لاستيعاب سيارات اربعة قرى، نحن نحترم اهالي القرى المجاورة لكن المسؤول عن هذا الشئ هو المجلس المحلي الذي يوجد له مصلحة في ابقاء الوضع على حاله لانه يكسب الاموال من وراء ايجار البناية التي يملكها لمؤسسة عامة، يجب اخراج المؤسسات العامة من المركز وبالاخص البنك وتخصيص مواقف لسيارات الزبائن".



جميل شوفاني صاحب محل الهدايا " فالنتاين"، :"من الصعب علينا كمواطنين الوصول الى المؤسسات العامة بسبب ازمة السير، عدا عن الضجيج المشاكل التي تحدث". السيدة دعاء خوري صاحبة " بوتيك سيرين"  قالت " ازمة السير تعطي شعور غير مريح ،هذا الشيئ لا يلائم قرية بحجم قريتنا، عدا عن خطورة حوادث الطرق والمشاكل بين الناس"
هذا ويأمل الاهالي ان تقوم المؤسسات ذات الصلة بالموضوع وعلى وجه الخصوص المجلس المحلي بمعالجة هذه القضية التي جلبت المعاناة الكبيرة للمواطنين حتى يعود الهدوء الى عيلبون من جديد.
تعقيب رئيس المجلس السيد سمير ابو زيد
هذا وصرح السيد سمير ابو زيد رئيس المجلس المحلي في حديث مع "العرب":  " انا استمعت لشكاوى المواطنين وقمنا كمجلس محلي باجراء تغييرات كبيرة في حركة السير وباعمال توسيع وبناء مواقف للسيارات، للاسف قسم منها لا يستعملها المواطنين بسب رغبتهم بالوقوف في اقرب نقطة للبنك، على كل حال سنستمر بمراقبة الامور وفي حال عدم تحسن الامور نتيجة التغييرات التي نفذناها فاننا في جلسة المجلس المقررة في شهر تموز لمتابعة هذا الموضوع سيكون اخراج البنك من مركز القرية مطروح بقوة"