الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 12:01

قصيده البحيره:نقلها يسري ابو دبوس

كل العرب
نُشر: 02/08/09 23:23

أهكـذا أبــداً تمـضـي أمانيـنـا نطوي الحياةَ وليلُ المـوت يطوينـا

تجري بنا سُفُـنُ الأعمـارِ ماخـر ةًبحرَ الوجـودِ ولا نُلقـي مراسينـا؟

بحيرةَ الحـبِّ حيّـاكِ الحيـا فَلَكَـمْ كانـت مياهُـكِ بالنجـوى تُحيّينـا

قد كنتُ أرجو ختامَ العـامِ يجمعنـا واليـومَ للدهـر لا يُرجـى تلاقينـا

فجئتُ أجلس وحدي حيثمـا أخـذتْ عنـي الحبيبـةُ آيَ الحـبّ تَلْقينـا

هـذا أنينُـكِ مـا بدّلـتِ نغمـتَـهُ وطـال مـا حُمّلـتْ فيـه أغانينـا

وفوق شاطئكِ الأمواجُ مـا برحـتْ تُلاطم الصخرَ حينـاً والهـوا حينـا

وتحت أقدامها يا طالَ مـا طرحـتْ من رغوة الماءِ كفُّ الريـحِ تأمينـا

هل تذكرين مسـاءً فـوق مائـكِ إذ يجري ونحن سكوتٌ في تصابينـا؟

والبرُّ والبحـر والأفـلاكُ مصغيـةٌ مَعْنا فـلا شـيءَ يُلهيهـا ويُلهينـا

إلا المجاذيـفُ بالأمـواجِ ضاربـةً يخـالُ إيقاعَهـا العشّـاقُ تلحينـا

إذا برنّـة أنغـامٍ سُـحـرتُ بـهـا فخِلـتُ أن المـلا الأعلـى يُناجينـا

والموجُ أصغى لمن أهوى، وقد تركتْ بهـذه الكلمـاتِ المـوجَ مفتونـا :

يا دهرُ قفْ، فحـرامٌ أن تطيـرَ بنـا من قبـل أن نتملّـى مـن أمانينـا

ويا زمانَ الصِّبا دعنـا علـى مَهَـلٍ نلتـذُّ بالحـبِّ فـي أحلـى ليالينـا

أجبْ دعاءَ بني البؤسى بأرضـكَ ذي وطرْ بهم فهمُ في العيـش يشقونـا

خُذِ الشقـيَّ وخـذْ مَعْـه تعاستَـهُ وخلّنـا فهنـاءُ الـحـبِّ يكفيـنـا

هيهات هيهات أن الدهرَ يسمع لـي فالوقتُ يفلـت والساعـاتُ تُفنينـا

أقولُ للّيـل قـفْ، والفجـرُ يطـردُهُ مُمزِّقاً منـه سِتـراً بـات يُخفينـا

فلنغنمِ الحبَّ مـا دام الزمـانُ بنـا يجـري ولا وقفـةٌ فيـه تُعزّيـنـا

ما دام في البؤس والنُعمى تصرّفُـهُ إلى الـزوال، فيَبْلـى وهـو يُبلينـا

تاللهِ يا ظلمةَ الماضي، ويـا عَدَمـاً في ليلـه الأبـديّ الدهـرُ يرمينـا

مـا زال لجُّـكِ لـلأيـام مبتلِـعـاً فما الـذي أنـتِ بالأيـام تُجرينـا؟

ناشدتُكِ اللهَ قُولي وارحمـي وَلَهـي أتُرجعيـن لنـا أحـلامَ ماضيـنـا؟

فيـا بحيـرةَ أيـامِ الصِّبـا أبــداً تبقيـن بالدهـر والأيـامُ تُزريـنـا

تذكارُ عهدِ التصابي فاحفظيـه لنـا ففيكِ عهدُ التصابـي بـات مدفونـا

على مياهكِ في صفـوٍ وفـي كـدرٍ فليبـقَ ذا الذكـرُ تُحييـه فيُحيينـا

وفـي صخـوركِ جـرداءً معلّـقـةً عليكِ، والشـوحِ مُسْـوَدُِّ الأفانينـا

وفي ضفافـكِ والأصـواتُ راجعـةٌ منهـا إليهـا كترجيـع الشجيّينـا

وليبقَ في القمر السـاري، مُبيِّضـةً أنوارُه سطحَكِ الزاهـي بهـا حينـا

وكلَّما صافحتْكِ الريـحُ فـي سَحَـرٍ أو حرّكـتْ قَصَبـاتٌ عِطفَهـا لينـا

أو فاح في الروض عطرٌ فليكنْ لكِ ذا صوتاً يُردّد عنـا مـا جـرى فينـا

أحبَّهـا ومــوأحبَّتـه، ا سلـمـا مـن الـردى، رحـمَ اللهُ المحبّينـا

مقالات متعلقة