يقال\" الجنون فنون \" لكن حين تصبح \" فنون  الجنون \"عرض اغتصاب وساحات للقتل  يصل  الى درجة الوحشية يجب ان ننتبه , وحين  يصبح الجنون مطرقة تطرق آخر الأحاسيس والمشاعر الأنسانية  يجب ان نرفض , وحين يحولون الكتلة البشرية \" الجنود \"الى معدن صدىء لها مبرراتها الحربية والأزمات والضيق والخوف من المجهول  ويطلقون  صفة الجنون  على القتلة  والمغتصبين وفي المقابل تكون الضحية لاشيء مجرد خبر يدخل النسيان , ينام فوقه التاريخ  كي يغطي بشاعة القتل , هنا يجب ان نحاسب المسؤولين ولا ننام لأن النوم معناه المزيد من القتل والأغتصاب والعبث في كرامة الأنسان .
\"كل شيء مباح في الحروب\" عبارة تمددت وتحولت الى فيض من صور القتل والتعذيب والسجون والتفجير والتدمير وسحق كل ما تبقى من المشاعر , لكن في المشهد العربي اصبح\" المباح\" جرعات سم يشربها المواطن كل لحظة , لقطات ذل يجب ان يعيشها , فساد يجب ان يُسبح بحمده , وقد تخدرت حواسه من الأنظمة العربية المهترئة  ومن شدة الأهتراء لم يعد يثيره صفاقة وتنازل أي رئيس يملأ الدنيا ضجيجاً ولكن في الواقع هو مجرد خيط يشده الرئيس الأمريكي متى يشاء. 
ارقام القتلى لم تعد تخلف الغضب , نسمع ونقرأ ارقاماً مفزعة , والشارع العراقي والفلسطيني والسوداني والصومالي وو.. الخ  يؤرخ لتاريخ مذعور ,  و شهداء القتل لايجدون من يسأل عنهم ويثأر لهم بل هناك لعنة \"الصمت والتواطؤ\" التي يستمتع بها الرؤساء العرب حتى اصبح يخيل الينا ان قمة استمتاعهم عندما يصنعون من جلود المواطنين احذية لهم وللمرتزقة المحيطين بهم .
صرخة \" وامعتصما\" اصبحت نكتة ساذجة وسخيفة في عصر هؤلاء , ولم يعد المواطن يثق بصرخته ويفضل ان يخرسها لأن صداها لن يصل الى قصر المسؤولين حتى لو وصلت فلن يجد من يحقق ويهتم ويسأل ويثأر .
\" عبير الجنابي \" فتاة عراقية كانت تحلم كأي فتاة بمستقبل مشرق , لكن في يوم تحولت الى مغتصبة وقتيلة , ثلاثة جنود امريكان , من الذين أتو الى العراق كي يحروره من ديكتاتورية \"صدام \" اغتصبوا الفتاة \"عبير الجنابي \"  ثم اقتادوا والديها وشقيقتها الصغرى البالغة  من العمر ست سنوات الى غرفة ثانية حيث تم قتلهم , ثم رجع الجندي \"غرين \" الى الفتاة عبير واغتصبها مرة ثانية ثم وضع مخدة على وجهها واطلق عليها ثلاث رصاصات .
\"اغتصاب ورصاصات \"والأحتلال كالساحر لانعرف ماذا سيخرج من جيوبه وقبعته والأصعب حين  تمر هذه الجريمة دون عقاب من الجانب العراقي اما الجانب الأمريكي فقد تعاطف مع هؤلاء الجنود وبعد فحصهم تبين انهم يعانون من عقد نفسية نتيجة الخوف  , قد يحكم عليهم بالسجن بضع سنوات وقد يسرحون من الجيش  او يبقون كي يذهبون الى احتلال آخر .
حكومة \"المالكي\" اصرت على محاكمة \"منتظر الزيدي\"  الذي رمى بوش بحذائه , رغم تعاطف العراقيين وجميع الشعوب العربية معه , بل قامت بتعذيبه واهانته امام وسائل الأعلام ولم ترحمه , لماذا صمتت وتصمت يومياً على حوادث القتل والنهب والأغتصاب ؟ لم تحاول التحقيق في قضية عبير وعائلتها ؟ ولماذا تنتظر الحكم الأمريكي الذي لن ينصف لأنه (الخصم والحكم)!ّ!
قصص السجون العراقية التي اصبحت ماركة مسجلة للتعذيب الأمريكي , واصبح الخارج منها مولود والداخل فيها مفقود,  شاهدة عيان على طغيان هذا الأحتلال لكن المسؤولين العراقيين يتصرفون من منطلق طواويس الغطرسة  والغربة عن شعبهم . وحكومة المالكي صورة \"كربونية \" لباقي الحكومات العربية بما فيها السلطة الفلسطينية .
الذي يفسر شخير الحكام العرب كأنه \" انشودة الضمير \" يخطىء لأنه شخير المتشبثين  بكراسيهم فقط .