كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم ان تنظيم القاعدة، الذي يتزعمه اسامة بن لادن، قد نشر على احد مواقع التنظيم على شبكة الانترنت صورا لثلاثة دبلوماسيين اسرائيلين، وان التنظيم دعا الى تعقبهم وتصفيتهم. وقال ايتمار ايخنر المحلل العسكري للصحيفة ان صور الدبلوماسيين الاسرائيلين الثلاثة واسمائهم قد نشرت ضمن قائمة سوداء تحت عنوان "هؤلاء اعدائنا"، اعدها التنظيم وتشمل عددا من الدبلوماسين الاجانب، من الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا. وقالت الصحيفة ان صور الدبلوماسيين الاسرائيلين قد اخذت من مواقع السفارات الاسرائيلية على شبكة الانترنت، والتي تشمل صورا وتفاصيل شخصية لمعظم العاملين في السفارات الاسرائيلية.
وتفيد الصحيفة ان الخارجية الاسرائيلية قررت - على ضوء ما وصفته بالخطر الجديد الذي يهدد دبلوماسيها في الخارج - ازالة جميع صورهم من مواقع الانترنت حفاظا على حياتهم. ونقلت الصحيفة على لسان موظف كبير في الخارجية الاسرائيلية قوله:" نشر صور الدبلوماسيين الاسرائيلين يقلقنا جدا، واضح بالنسبة لنا ان تنظيم القاعدة استخدم الصور التي نشرت على مواقع سفاراتنا وهذا يحتم علينا ازالتها كي لا نسهل المهمة عليهم".
وعلى ضوء ذلك قررت الخارجية الاسرائيلية رفع مستوى الاجراءات الامنية في سفاراتها وممثلياتها في عدد من دول العالم، وعلى وجه الخصوص في دول حوض الابيض المتوسط.
تجدر الاشارة هنا الى ان السفارات والممثليات الاسرائيلية في دول العالم تتمتع بحماية امنية مشددة لا مثيل لها في سفارات دول اجنبية اخرى الى حد تبدو فيه السفارات الاسرائيلية اشبه بحصن منيع، وتعد الاجراءات الامنية المتبعة في السفارات الاسرائيلة الاكثر تشددا وتأتي في المرتبة الثانية بعد السفارات الامريكية. ويفرض مسؤولو الامن في السفارات الاسرائيلية على السفراء والقناصل والعاملين معايير امنية مشدد تصل الى حد تقييد حرية حركتهم  ومنعهم احيانا من التحرك لحظة واحدة بدون حراسة امنية او سيارات مصفحة. وترفع اسرائيل من اجراءاتها الامنية في الدول الاسلامية وفي مصر والاردن التي تقيم معهما علاقات دبلوماسية كاملة.
يشار هنا الى ان الدبلوماسيين الاسرائيليين والسفارت في الدول الاجنبية كانوا  هدفا لعمليات مسلحة في الماضي، ففي العام 82 تعرض سفير اسرائيل في لندن شلومو ارغوف الى اطلاق النار، مما ادى الى اصابته بجروح بالغة. وفي العام 92 قتل ثلاثة دبلوماسيين اسرائيلين في الارجنتين بسيارة مفخخة، وفي العام نفسه قتل في تركيا ضابط امن السفارة الاسرائيلية ايهود سدان. وسبق هذا في العام 86 ان قتلت زوجة احد حراس السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وتشير الصحيفة ايضا الى ان ما وصفتهم بالارهابين خططوا، مؤخرا، للاعتداء على السفارة الاسرائيلية في موريتانيا، غير ان قوات الامن الموريتانية نجحت في احباط المحاولة والقاء القبض على اعضاء الجماعة قبل اخراج مخططهم الى حيز التنفيذ.