الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 09:02

التعرف على الإسلام في السجن


نُشر: 21/04/07 16:15

إيفون ريدلي الصحافية البريطانية، التي تعرفت على الإسلام لأول مرة في حياتها في سجون طالبان، قبل اندلاع الحرب الأميركية على افغانستان، وظلت وسائل الاعلام تتناقل اسمها خلال الحرب الأميركية على افغانستان، بعد اعتناقها الاسلام يوم 30 حزيران عام 2003.
ريدلي تحدثت  عن حياتها  بعد اعتناقها الاسلام، ونظرة الغرب إليها بعد ارتدائها الحجاب، وهموم الجالية المسلمة في بريطانيا. وقالت ان "النور" الذي كان يشع من وجه رجل دين التقته في جلال اباد، ايام الأسر، والذي جاء اليها في الزانزانة يتحدث عن الاسلام الحنيف كانت "الشرارة" التي جعلتها تهتم بالدين، وتقول إن الشيخ لم يكن من البشتون، وكان في بداية الثلاثينيات من العمر، ولكنه كان يحظى بأهمية خاصة وتقدير من الحراس، الذين أبلغوها قبل قدومه انها ستلتقي ضيفا مهما. وأضافت ان الرجل كان يتحدث ببساطة عن الدين الحنيف، ووعدته ان تقرأ القرآن الكريم، اذا ما أفرجت عنها حركة طالبان وأمنت حياتها. وكشفت عن انها عرفت بعد ذلك من خلال زياراتها الى افغانستان، ولقائها بالصدفة مع أحد حراسها اثناء موسم الحج الأخير، ان الافغان العرب كانوا يطالبون برأسها ويحثون قادة الحركة على اعدامها بزعم انها جاسوسة، بينما حركة طالبان الأصولية كانوا أكثر رأفة ورحمة بها في ايام الاسر، مشيرة الى ان الملا عمر بنفسه، عندما عرف انهم يحتجزون صحافية في جلال اباد، امر بترحيلها الى سجون النساء في العاصمة كابول، قبل ان يأمر بالافراج عنها وترحيلها الى خارج حدود افغانستان.



وأصدرت ريدلي كتابان هما "بين يدي طالبان" و"تذكرة للجنة"، وهي مشغولة هذه الأيام بالإعداد لكتاب عن بن لادن زعيم القاعدة، من خلال عيون الذين عرفوه واقتربوا منه، وتشير الى أن صعوبة هذا الكتاب، تكمن في ان هؤلاء الاشخاص لا يريدون ان توثق أسماءهم حتى لا يقعوا تحت المساءلة القانونية أو الملاحقة الأمنية التي لا تتوقف من الشرق الى الغرب، وبسبب هذا الكتاب زارت ريدلي عددا من العواصم العربية والغربية، والتقت عددا من الاسلاميين الذين عرفوا بن لادن عن قرب، منهم بعض من اقاربه وزملاء دراسته في السعودية. وتعتقد الصحافية البريطانية، ان بن لادن ما زال على قيد الحياة، وأنه مختبىء في مكان ما، وما زال يمسك بزمام المبادرة من جهة اختفائه، بجعل التكهنات الغربية تصب لصالحه، مشيرة الى ان الاستراتيجية التي تتخذها القاعدة من جهة اختفاء بن لادن منذ اكثر من ثلاثة اعوام، تتميز بالذكاء والحنكة السياسية. وتتذكر ريدلي الساعة التي نطقت فيها بالشهادة، وهي الحادية عشرة والنصف صباحا يوم 30 يونيو (حزيران 2003).
 لقد تأثرت خصوصا بالقرآن والأحاديث النبوية. كلما تعرفت على الإسلام، تيقنت أني اكتشف دنيا جديدة، لقد بدأت بالإحساس أن شعورا جديدا كان يمنعني من الوقوف في مكاني، بدأت بالشعور تدريجيا ان الإيمان يسكن قلبي، شعرت أن الله سبحانه وتعالى كان يزرع الإسلام في كل روحي، وينقيني من دنس الحضارة التي نشأت فيها.
ومن الأمور الغريبة التي تذكرها ريدلي، ان اهلها وقفوا الى جانبها، بعد ان اعتنقت الاسلام، ولم يقف أحد ضدها، سوى قلة، أما أمها فقد التزمت اكثر الدين المسيحي، وبدأت تواظب على الصلاة. وتتذكر ريدلي انها كانت اول صحافية تجري لقاء مع المغني كات ستيفن، الذي تحول الى الاسلام، وبات الداعية المعروف يوسف اسلام، بعد ان اعتنق الاسلام.
ومن غرائب ما ذكرته ريدلي قولها: "ان آخر مرة زرت فيها القاهرة العام الماضي، نعتت بـ "المتطرفة". والاتهام جاْء من شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، لأنه عندما مد إليّ يده لمصافحتي ثلاث مرات، رفضت المصافحة، التزاما بحكم شرعي، فقال لمن حوله إنها متطرفة".
وأشارت  ريدلي  أن دخولها  إلى الإسلام حدث بعد فترة اعتقال على يد جماعة طالبان، وكانت التهمة أنها  دخلت إلى الأراضي الأفغانية بطريقة غير شرعية، وقد كان ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكنت وقتها اعمل رئيسة لقسم الاخبار الخارجية في صحيفة "ديلي اكسبريس البريطانية".
ومن الأمور الغريبة التي لم تجد لها ريدلي تفسيرا، هو ان المحققين الافغان كانوا يتحاشون النظر الى عينيها، وكانوا ينظرون الى السقف او الى الأرض عندما يوجهون اليها الأسئلة، عبر مترجم لم يكمل العشرين عاما من العمر، ولم تفهم سببا لذلك، إلا بعد ان اعتنقت الاسلام.وتقول ريدلي: "بعد فترة من الزمن شرعت في قراءة القرآن وقد أهداني المصحف الذي كنت أقرأ منه رجل الدين الذي زارها في جلال أباد.
وخارج نطاق كل التوقعات قامت جماعة طالبان بالإفراج عني صبيحة اليوم الذي أعقب بدء انطلاق الهجوم الأميركي البريطاني على أفغانستان بالصواريخ والقنابل، الذي مات من جرائه الكثير من الأبرياء.
 وتتابع ريدلي قولها :"واصلت قراءة القرآن والتدبر في آياته ومعانيه، واحفظ اليوم بعض قصار السور، ويساعدني زوجي في مهمة الحفظ والتفسير. وكانت تلك الأيام تمثل بالنسبة لي بداية تحول روحي رائع في حياتي. وعن الاسباب التي دفعتها إلى اعتناق الاسلام تقول ريدلي: "في اليوم السادس من اعتقالي في مدينة جلال آباد، سألني الشيخ الذي التقيته في جلال اباد، إن كانت لدي رغبة لاعتناق الإسلام، وأجبته بأنني لا أستطيع أن أتخذ قراراً فورياً بأمر يرتبط بتغيير أساسي في حياتي، وأنا من وراء قضبان السجن، ولكن إذا أطلقتم سراحي أوعدكم بأنني سأبدأ في قراءة القرآن، ودراسة الإسلام بوجه عام.
وتضيف ريدلي: "عندما عدت إلى لندن سالمة، أيقنت تماماً بأن طالبان حافظت على كلمتها ووعدها بإطلاق سراحي.
وحافظت طالبان على وعدها فشعرت بأنه يجب أن أكون انا ايضا عند عهدي معهم، فبدأت بقراءة القرآن.
وشرعت فوراً في تتبع آيات القرآن الكريم التي تتناول أوضاع المرأة في الإسلام، لأنني كنت أتعطش لمعرفة حقيقة ما يزعم من أن الإسلام لا يفي بحقوق المرأة، وللحق لم أجد صدى لذلك بين دفتي القرآن الكريم، فهناك سورة خاصة تحمل اسم سورة "النساء" تتعلق بحقوق المرأة في الاسلام، وما وجدته غير ما سمعته بل هو تأكيد أن الإسلام حفظ لها نفس تلك الحقوق التي كفلها للرجل مثل حقها في التعليم وحقها كمرأة متزوجة، ونصيبها في الميراث وغير ذلك من الحقوق الأخرى. وتقول: "عرفت أيضاً أن الله سبحانه وتعالى جعل الجنة تحت أقدام الأمهات ".

وعن تأثير اعتناقها للاسلام على من حولها تقول ريدلي: "اسرتي أيدتني ولن تعارضني، فيما ان امي اقبلت على التدين بالدين المسيحي، وواظبت على صلوات الآحاد، وربما كان ذلك ردة فعل لاعتناقي الدين الحنيف، أما قلة من اصدقائي فقد ابتعدوا عني".
التحول الإيجابي ولد من رحم أحداث 11 سبتمبر، التي ما كان يتصور أحد أن افرازتها ذات الطابع السلبي المعادي للإسلام، ستتحول إلى شأن إيجابي يخدم الإسلام. الأشخاص العاديون من أمثالي بدأوا يبحثون عن الحقيقة، ووجدت أن ما يروج عن الإسلام إنه دين الإرهاب وازدراء المرأة واضطهادها، امر غير صحيح.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
244085.09
BTC
0.53
CNY