الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 16:02

المستعبدون لا يحررون العبيد


نُشر: 27/04/09 07:19

في غفلة من الزمن استغل محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الأجواء العكرة والتناطح الفلسطيني الفلسطيني والعربي العربي وتسلل وطار فوق أجنحة الهزيمة حتى وصل الى بغداد في العراق شاهراً بيده البطاقة الدبلوماسية كي تحظى هذه الزيارة بعنوان زيارة سياسية وتكون كسابقاتها من الزيارات التي لا يكف عن القيام بها الى دول العالم، حتى أن البعض اتهمه بأنه أصبح مدمناً على السير فوق البسط الحمراء.
جاءت هذه الزيارة المفاجئة الى العراق الشهر الماضي لكنها أذهلت بل أحرجت غالبية الفلسطينيين أمام فصائل المقاومة العراقية لأنها فارغة من أية مضمون ايجابي وتعني اعتراف عباس بشرعية الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين وخطوة للتطبيع مع هذا الاحتلال.
نعم فعلها محمود عباس وزار حكومة المالكي في العراق فزاد الهزيمة هزيمةً وفشله فشلاً وأكد بأن غالبية تحركاته عشوائية وموجهة من قبل قوى وعناصر معادية لارادة الشعب الفلسطيني.
في هذه الزيارة انتقل عباس من المنطقة الخضراء الواقعة تحت الوصاية الأسرائيلية والأمريكية في رام الله الى المنطقة الخضراء في بغداد الواقعة تحت الوصاية والحماية الأمريكية والكردية وقد عانق الدمية الأمريكية نور المالكي وهو تحت حماية الحراب الأمريكية كما يعانق ضيوفه في رام الله تحت حماية الحراب الاسرائيلية.
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا وجد عباس في بغداد وماذا ينتظر من طابورها الخامس اداة الاحتلال؟ هل ذهب كي يستجير بحكومة المالكي التي خرجت من رحم الأحتلال؟ هل تملك هذه الحكومة أية مصداقية أو شرعية كي يلجأ اليها؟ هل فات عباس بأن العبيد عاجزون عن تحرير المستبعدين مثلهم.
جميع المتعاونين مع الاحتلال الأمريكي في العراق ما هم الا عبيد غير قادرين على تحرير عباس وحكومته والشعب الفلسطيني من نير الاحتلال الاسرائيلي.
عندما سئل أحد أبواق عباس ما هي الغاية من زيارة بغداد أجاب في الحال تفقد الجالية الفلسطينية في العراق وهل تذكر عباس الفلسطينيين في العراق بعد مرور ست سنوات من الاحتلال، بعد الاحتلال مباشرةً قام أعوان الاحتلال الأمريكي والذين جاءوا فوق دباباته قاموا بالفتك بالفلسطينيين ونهب ممتلكاتهم وتشريدهم في مقدمة هؤلاء كانت عصابات البشمركه الكرديه وعصابات طائفيه مختلفة.
ابتلع الشعب الفلسطيني تداعيات زيارة عباس الى العراق واعتبرت بقعة سوداء في تاريخ نضال هذا الشعب من أجل نيل حريته، لكن صورة العراق العربي الوطني الحر لا تزال مترسخة في أذهان الفلسطينيين لأن العراق كان وسيبقى الظهير الأول الذي يدعم الشعب الفلسطيني.
لم يكتفِ عباس بالخطيئة التي ارتكبها عندما زار العراق المحتل فقد عاد بعد مدة قصيرة جداً وارتكب خطيئةً أكبر عندما أذعن للضغوط الأمريكية والاسرائيلية وقام بزيارة اقليم كردستان العراق في الأسبوع الماضي، أثارت هذه الزيارة كل التساؤلات والدهشة حتى أن البعض اعتبرها رغبةً أمريكية لخلق توازن بين العراق الدولة والسياسة والجغرافية وبين اقليم كردستان الذي يعتبره الأمريكان نداً للعراق الكبير المستقل.
أذهلت هذه الزيارة الخالية من كل معنى قادة المقاومة العراقية العسكرية منها والسياسية واعتبرتها المقاومة تشجيعاً واعترافاً بكل محاولات هذا الاقليم الانشقاق عن الوطن الأم العراق وقد اعتبرها ( حارث الضاري ) رئيس هيئة العلماء المسلمين وأحد أقطاب المعارضين للاحتلال بأنها أي الزيارة (سابقة خطيرة جداً وغدراً والتفافاً حول كل الوطنيين في العراق الذين يرفضون سلخ اقليم كردستان عن الوطن الأم العراق).
هل فات محمود عباس الادراك أن هذا الأقليم المنشق ما هو الا خنجراً مسموماً في خاصرة العراق والأمه العربية وأنه بؤرة مليئة بأوكار التأمر على جميع الدول العربية خاصةً العراق وسوريا وأنه موطئ قدم لاسرائيل تستخدمه قاعدةً لشبكاتها الجاسوسية في المنطقة خاصةً ضد ايران والمقاومة العراقية.
لقد قاد مصطفى البرزاني والد مسعود البرزاني رئيس الاقليم الحالي حركة عصيان ضد الحكومات العراقية الشرعية المتعاقبة منذ سنوات الخمسين من القرن الماضي، استمر هذا العصيان بفضل الدعم الاسرائيلي المتواصل فقد قامت اسرائيل بتزويد عصابات البرزاني الأب بالاسلحة والأموال والمدربين بهدف اضعاف العراق واشغاله في معارك جانبية حتى لا يتمكن من دعم الشعب الفلسطيني، بعد موت مصطفى البرزاني قاد حركة العصيان في اقليم كردستان ابنه مسعود البرزاني والى جانبه جلال الطالباني الذي فرضه الاحتلال الأمريكي رئيساً لجمهورية العراق حالياً.
استجابت الحكومات العراقية المتعاقبة للعديد من مطالب الأكراد على مر السنين في مقدمتها الاعتراف باللغة والهوية الكرديه كما تم منح الأقليم الحكم الذاتي مع العلم أن ايران وتركيا ترفضان حتى اليوم اعطاء ملايين الأكراد المتواجدين في كلتا الدولتين أية حقوق كما فعلت الحكومات العراقية.
تجدر الاشارة الا انه يوجد في تركيا اليوم حوالي 13.000 مليون كردي وفي ايران ما يقارب 7 ملايين كردي .
اثناء العدوان الامريكي على العراق الذي ادى الى احتلاله قدم الانفصاليون الاكراد بقيادة البرازاني الابن والطالباني رئيس الجمهورية اليوم كل الدعم والتعاون لقوات الاحتلال، كما قامت عصابات البشمركه بطعن قوات الجيش العراقي من الخلف دعماً للمعتدين وساهمت هذه العصابات في مهاجمة طرق الامدادات العراقية وزرع الألغام ونسف الجسور لقطع أوصال العراق، بعد الاحتلال الأمريكي شاركت العصابات المذكورة بالاعتداء على العرب
المقيمين في منطقة كركوك وضواحيها وحاولت ترحيلهم من هذه المناطق للسيطره عليها تحت حماية قوات الاحتلال الأمريكية.
ان قادة اقليم كردستان العراق يتصرفون اليوم كأنهم دولة مستقلة تحت الحماية والرعاية الأمريكية والدعم الاسرائيلي الدائم، وهم في الحقيقة يمسكون بزمام الأمور في كلٍ من اقليم كردستان دون منازع وفي نفس الوقت لهم اليد الطولى في حكم العراق ونهب ثرواته فهم يشكلون نسبة كبيرة في حكومة الدمى برئاسة المالكي وفي بقية الجهاز الأداري في الدولة، فرئيس الجمهورية الطالباني كردي ووزير الخارجية كردي ورئيس أركان الجيش العراقي كردي وقائد شرطة بغداد كردي، هذا الى جانب سيطرتهم على الأجهزة القضائية في العراق كما أن ثلث أعضاء البرلمان العراقي تابعين للأحزاب الكردية.
هذا هو اقليم كردستان الذي زاره محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية تحت غطاء من الذرائع الواهية، انه اسرائيل ثانية داخل الوطن العربي، اننا على يقين أن عباس قد التقى بالعديد من الاسرائيلين الذين يعرفهم داخل مدن العراق الكرديه لأن الطريق سالكة بين تل أبيب وهذه المدن وبعد الزيارة أصبحت سالكة أكثر بين رام الله عاصمة السلطه وبين توأمها في اقليم كردستان العراق مثل أربيل والسليمانية وداهوك وغيرها.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.09
EUR
4.77
GBP
243067.12
BTC
0.53
CNY