الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 19:02

هل سينجح المؤتمر في تقوية فتح؟


نُشر: 24/04/09 07:48

هل سينجح المؤتمر الحركي السادس في تقوية فتح وإستنهاضها؟

* ليس هناك ما هو أسوأ من أن يغمض القياديون في حركة فتح أعينهم ويغلقوا آذانهم هربا من الحقيقة

*لفتح وديمقراطيتها المعروفة بديمقراطية غابة البنادق تاريخ تحسد عليه وسجل مليء بالتجنحات والإنشقاقات

* المؤتمر لن يصل لدرجة متوقعة من النجاح تؤهله للخروج بنتائج إيجابية ومرضية تضمن إعادة الإعتبار والمكانة للحركة

* إذا كان الهدف من عقد مؤتمر فتح السادس هو تجديد الدم ومنح ما يسمى بجيل الشباب الفرصة للإنخراط في هياكل الحركة القيادية ، فهذا قد تم!


على فرض أن حركة فتح قد نجحت فعلا في التوافق على عقد مؤتمرها الحركي السادس ، وبغض النظر عن مكان إنعقاده وعدد المشاركين فيه ، هناك سؤال كبير بكبر تاريخ الحركة وحجم تضحياتها ومسيرتها النضالية والسياسية والوطنية حول إمكانية نجاح هذا المؤتمر في تقوية فتح وإستنهاضها ؟!!! وهل أنه سيساعد في تعميق حالة الترهل والضعف والتشرذم التي توغلت في جسم الحركة وأطرها المختلفة ، على الأقل منذ بداية عام 2004 ؟!!!
أتابع جيدا التقارير والمقالات والتصريحات التي تتحدث عن الجهود والإجتماعات الحثيثة والمتواصلة في عمان ورام الله ، لإنجاز عقد المؤتمر الحركي السادس لفتح ، والآليات والتطورات المتسارعة فيه ، وأهم العقبات التي تواجهه والتي من المحتمل أن تتسبب في إفشاله ، وتلك الآراء المتناقضة المتباينة التي تتناول سلبيات إنعقاده في ظل هذه المرحلة الحساسة والخطيرة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية وحركة فتح في مقدمتها ، نتيجة الإنقسام والإنفصال والجمود السياسي والحصار الأمني والإقتصادي ، وتصاعد وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على جماهير شعبنا في قطاع غزة ومدينة القدس وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، وعلى أسيراتنا وأسرانا الفلسطينيين والعرب داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، والتي تنذر بإنتفاضة أو هبة شعبية جديدة .
كما أنني أعرف جيدا ، ان أحدا من قيادات حركة فتح لم يسمع أو لم يقرأ تلك التقارير والمقالات والتوصيات التي حملت في عناوينها الصغيرة والكبيرة حرص الكادر الفتحاوي على تنظيمه الريادي وحركته الأصيلة ، لا بل أن العديد من هذه القيادات قد إستمعوا مباشرة ولساعات طويلة لإنتقادات وتخوفات أبناء الحركة والكوادر المتقدمة فيها ، ممن يشهد لهم التاريخ بأصالتهم وصدق إنتمائهم وتضحياتهم ،والذين إنتقدوا ضعف الآليات والإمعان في تهميش وتغييب مئات الكوادر الذين لا زالت اسمائهم وشخوصهم مغيبة عن قوائم العضوية للمؤتمر المنتظر ، وإعترضوا على معايير إعداد تلك القوائم التي غيرت وبدلت أكثر من مرة لتنسجم مع مصالح التكتلات والكوتات المتصارعة على دخول اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة ، كما أن كثير من المناضلين الفتحويين قد أبدوا تحفظاتهم على نهج الإضافة وتوسيع الهامش وفق أمزجة وحسابات ليست بريئة وتسعى لمليء المؤتمر وتحصيصه بطريقة تخدم تحالفاتها .

ليس هناك ما هو أسوأ من أن يغمض القياديون في حركة فتح أعينهم ويغلقوا آذانهم هربا من الحقيقة أو أن يشعر أبناء فتح الحريصين والغيورين أنهم يتامى لا مرجعية لهم ، أو أنهم بلا أم أو أب ، أو أن يتولد لديهم شعورا ، بأن التجربة المقيتة لتمرير الديمقراطية المغلوطة في هياكل حركتهم قد عادت من جديد لتهدد وحدتهم وتقدمهم وتماسك تنظيمهم الرائد ، فالتجربة الديمقراطية غير المضبوطة في حركة واسعة هلامية كحركة فتح  ، لم تعد تؤتي أوكلها في تقوية الحركة والنهوض بها ، ولحركة فتح وديمقراطيتها المعروفة بديمقراطية غابة البنادق تاريخ تحسد عليه وسجل مليء بالتجنحات والمبادرات الفردية والإنشقاقات والدكاكين المتنافسة ، وبغير العودة إلى سنوات السبعينيات والثمانينيات ، يكفي أن نعود إلى محطتين لا زالتا راسختين في أذهاننا :- الأولى محطة الإنتخابات التمهيدية ( البرايمرز ) وما نتج عنها من تراجع في تقدم الحركة في الإنتخابات التشريعية الثانية ، والمحطة الثانية هي إنتخابات الأقاليم والمناطق والمكاتب الحركية ، مع إحترامي لكل الأخوات والأخوة الذين حملوا أعباء المحطتين بصدق ووفاء ، وهنا لا بد من الإعتذار أيضا إلى الشهداء والجرحى والمهجرين والمنكوبين والمختطفين والملاحقين الذين ظلمتهم المحطة الثالثة لفشل فتح وإنتكاستها ، تلك المحطة التي سيطرت فيها حركة حماس بالكامل على قطاع غزة والتي لا زلنا نعيش مآسيها حتى يومنا هذا .
يرى الكثيرون أن النهوض بحركة فتح وإستعادة هيبتها كرائدة وقائدة للنضال الوطني الفلسطيني لا يمكن أن يتحقق بالتشبث بحسابات وآليات تخدم مصالح شخصية وأجندات لا يهمها مستقبل الحركة ومصيرها ، كما أن تقوية فتح وإستنهاضها في وجهة نظرهم ستكون عملية بالغة التعقيد والصعوبة إذا ما تم عقد المؤتمر بمحتواه الحالي ، ووفق معطيات سياسية وأمنية وتنظيمية لديهم فإن هذا المؤتمر لن يصل إلى درجة متوقعة من النجاح تؤهله للخروج بنتائج إيجابية ومرضية تضمن إعادة الإعتبار والمكانة لحركة فتح ، وتنال ثقة ورضا قاعدتها الجماهيرية في الداخل والخارج وخلف قضبان المعتقلات والسجون الإسرائيلية .
وهناك من يرى ، أن التريث والتروي في عقد المؤتمر بهذه الظروف والمعطيات قد يكون مهما للتعمق في دراسة سبل تذليل وتجاوز كافة الإشكاليات والصعوبات التي تهدد نجاحه مما يساهم في منع حدوث إنقسامات وإنشقاقات جديدة في الحركة ، ويعتمد اصحاب هذا الرأي على تجربة فتح والفصائل الفلسطينية الاخرى التي عقدت مؤتمراتها ولم تصل بعد إلى حالة الإستنهاض والتقدم التي كانت تنشدها ، وتلك التي أنجزت إنتخاباتها الداخلية عن طريق الإقتراع السري وإستطاعت أن تحافظ على تماسكها وتقدمها على باقي الحركات والأحزاب السياسية المنافسة لها .
أما إذا كان الهدف من عقد مؤتمر فتح السادس هو تجديد الدم ومنح ما يسمى بجيل الشباب الفرصة للإنخراط في هياكل الحركة القيادية ، فهذا قد تم منذ سنوات ، عندما أشركت الحركة جيل الشباب ورعيل الصفين الثاني والالث فيها – إن جاز الوصف- ودمجتهم أو ألحقتهم في العديد من المؤسسات التنظيمية والإدارية فيها .
ثم أن فتح قد قامت بترشيح عددا منهم  لتمثيلها في عضوية المجلس التشريعي وسهلت من مشاركتهم في التشكيلات الوزارية المختلفة في السلطة الفلسطينية وفي مناصب وظيفية متقدمة في مختلف المجالات المدنية والأمنية والسياسية والنقابية ، وآخرين من هذا الجيل أصبحوا سفراء وممثلين دبلوماسيين في العديد من السفارات والممثليات الفلسطينية في العالم  .
في نهاية المطاف ، يجب أن يدرك الفتحاويون أن الكل الفلسطيني ينتظر إن كانوا سيحسنون التصرف هذه المرة ، أم انهم سيقعون بنفس الإشكاليات والنتائج التي وقعوا فيها خلال الخمس سنوات الأخيرة ، كما أن عليهم أن يدركوا معاني الحقيقة العلمية التي تفيد \" بأنه ليس شرطا لكي يرتقي الحزب أو التنظيم بأوضاعه ويعيد ترتيب أدواته وبرامجه ، أن يقوم أعضاؤه بالإنقلاب على بعضهم وعلى زملائهم الذين أفنوا أعمارهم للرقي بشانه ومكانته \" .
إن مفاهيم الإستنهاض والريادة والديمومة ، أسمى وأعظم من حسابات ومصالح الأفراد والقيادات ولهذه المفاهيم ضوابطها وآلياتها وقوانينها التي بدون إتقان العمل بها لن يكتب لها الحياة والنجاح  وسيكون مصيرها ومصير كل من يدّعيها الفشل والإنتكاس .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
242584.79
BTC
0.53
CNY