الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 21:01

الإدارة الأمريكية تسعي لتغير وجهها


نُشر: 06/05/09 07:55

إننا كشعوب أصبحنا نتعاطف ونتبنى الترحيب بأي تصريح يصدر بما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بغض النظر عن من صدر هذا التصريح أو ذاك.
وان سرعة انجذابنا لهذا التصريح وتعطفنا مع القضية الفلسطينية من منطلق الويلات التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني يجعلنا نبتعد كل البعد عن التعمق في تحليل هذه التصريحات ونسارع إلى القول بان هناك تغير في السياسة نحو التعامل مع قضيا المنطقة.
إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك اوباما من خلال خطابه أمام البرلمان التركي في الأسبوع المنصرم بان الولايات المتحدة الأمريكية تدعم قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تتعيشان بسلام ((وامن)) .
لقد تعودنا نحن كشعوب في المنطقة على سماع هذه التصريحات ونعتبرها جرعات مسكنة تعيشنا في وهم الأمل بان تكون هذه التصريحات بداية لانفراج في حل هذا الصراع ,بعكس ما يعتبره قادة الأنظمة العربية الذين يعتبرون أن هذا التصريح هو توجه جديد وسياسة جديدة للإدارة الأمريكية في المنطقة وأنها عازمة للضغط على الحكومة الإسرائيلية وكأن مفتاح الحل قد وجد, ولم يستخلصون العبر من الإدارة الأمريكية السابقة والمتعاقبة.
جاءوا لنا بخارطة الطريق والمبادرة الرباعية الدولية والرباعية العربية والتي جميعها تشترط في الاعتراف في إسرائيل ونزع سلاح المقاومة وان تعترف التنظيمات الفلسطينية في إسرائيل ((وامن إسرائيل)) دون وجود شرط أو ضغط ملزم لإسرائيل من اجل نيل موافقتها على قيام دولة للفلسطينيين ونيل موافقتها على أي حكومة لدى الفلسطينيين ,لأنه أصبح لدينا واقع سياسي أي حكومة فلسطينية يتم تشكيلها لا تنال اعتراف دولي كامل وللأسف عربي أيضا\" إلا إذا رضيت عنها إسرائيل,وان ما حصل للشهيد والقائد الرمز أبو عمار من حصار قي المقاطعة وثم اغتياله اكبر شاهد ودليل على هذا الواقع السياسي المؤلم.
ومن اجل أن نحلل التصريحات على ماذا بنيت وأسست يجب علينا أن نرجع إلى تصريحات كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية  في شرم الشيخ التي اشترطت بان تكون الحكومة التوافقية الفلسطينية بعد المصالحة بتشكيلتها أن تكون معترفة بإسرائيل والاتفاقات السابقة ولم يشترط بذلك على تشكيلة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بان تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم, فأين مصطلحات الضغط على إسرائيل نجدها بذلك.
نعم قالوا لنا قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية يتعيشان بسلام وبعدها تأتي كلمة ((في امن )) إن هذه الكلمة سوف تلغي ما قبلها لأنهم سوف يرجعون إلى ما كانوا عليه بان الفلسطينيون لم يقدموا ما طلب منهم إنهاء المقاومة والاعتراف  بإسرائيل والاتفاقيات السابقة, أما إسرائيل التي يعلن وزير خارجيته بان إسرائيل غير ملزمة فيما مضى من اتفاق وعلى أمريكا أن لا تتدخل في شؤون إسرائيل ,وكذلك تهديداته في من اجل القضاء على العرب. بكل سراحه سمعتها بألم وتمنيت يوما أن يقولها قائد عربي أو وزير خارجية عربية على الأقل لتشعر الإدارة الأمريكية أن هذه الأنظمة بدأت تفيق من سباتها العميق وان أصبح لهم حس في المسئولية نحو قضاياهم. 
وبما يتعلق بالتوجه الجديد للإدارة الأمريكية نحو الدول التي وصفتها الإدارة السابقة بأنها محور الشر وإنها سوف تعتمد الحوار السياسي إنما انطلق ذلك من منطلق الانهيار العالمي الاقتصادي وان دل هذا على شيء وإنما يدل على عجز أمريكا بعد ويلات الحروب في العراق وأفغانستان وكذلك اتجاه نحو تكوين واقع سياسي جديد وخطير بحد ذاته إن تمكنت أمريكا من تكوينه .
وذلك من منطلق سياسي جديد نحو هدف جديد وهو الانتقال من ترويض الدول التي كانت تعرف بدول الطوق وتم ترويضها أمريكيا وبقيت سوريا كدولة وحزب الله كتنظيم مقاومة وليس دولة طوق.
وان هذا التوجه سوف يكون توجه سلسل بعيد كل البعد عن أي تلويح عسكري أو فرض حصار إنما انطلاقا من ادعاء السياسة الأمريكية الجديد أي البحث عن وجه جديد لأمريكا في المنطقة وحسب اعتقادي سوف يكون وجه أبشع مما سبقه لان هذا التوجه جاء بعد إبادة غزة وشعرت أمريكا والأنظمة الأوروبية وبعض العربية بان توجهات الشعوب وتعاطفها يتجه نحو هذا المحور وان عداء ونقمة الشعوب يتجه نحو الدول التي تم ترويضها أمريكيا وأصبحت من دول طوق إلى دولا موالية وتحسن الاستماع فيجب التحول لترويض ما تبقى من خلال حوار سياسي لان العجز الاقتصادي لا يسمح في الترويض العسكري.
ومن هذا المنطلق شاهدنا كيف تتسابق الدول العربية بأنظمتها للمصالحة العربية لكي يحصل كل منهم على مقامه أمام أسياده دون أن يمعنوا في التفكير بان ما هو قادم من تفكك وسوء علاقات بين الأنظمة نتيجة هذا التوجه الأمريكي والذي هو بالتأكيد يسعى لذلك انطلاقا من فرق تسود من اجل تعطيل أي وحدة عربية في المنطقة وتبقى القضية الفلسطينية عالقة بين هذه النزاعات والخلافات  فهذا هو وجه أمريكا الجديد .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.03
EUR
4.70
GBP
245112.52
BTC
0.51
CNY