حياتنا تكاد تكون مسلسل متتالي الحلقات, وكل حلقة نكتشف الشيء المفقود بيننا ...نحن الممثلون في مسارح مسلسلنا ...لكن انت البطل فيما  بيننا...
كنت ومازلت وستبقى البطل في دراما حياتنا ..!!
فقدناك قبل خمسة اعوام من الان , بمثل هذا اليوم بالتاريخ المحدد وهو 18-4- 2004 في الساعه العاشرة والنصف تماما في سهل بلدتنا( قانا) والبلدة المجاورة طرعان...دخلت القطعه الحديدية التي اخترقت قلبك ونسميها( بذات الرصاص) ..نمت على سنابل الوطن,رميا بها...وزٍينت حبوب القمح بدمائك الطاهرة..!!
عندها اختفى الاحساس ..وتجمدت المشاعر..ووقفت قلوبنا عن النبض
حينها علمنا ما معنى فقدان بطل حياتنا....معنى فقدان البطل المكون برجل...سلبوك منا غصبا..بعدما سلبنا ارضا ..
ذهبت لتلتقي ربك راضيا مرضيا
ولكن قتلوك جسدا يا بني ولن يقتلوك روحا فكما قال سبحانه وتعالى...بعد بسم الله الرحمن الرحيم..( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياءا عند ربهم يرزقون..) صدق الله العظيم..
فلن ننساك ايها الساكن  لأرواحنا وحياتنا الباقية ..فنحن سنعتبرك وستبقى كذلك انك تعيش معنا وتشاركنا ايامنا ...
احسسنا لوعة الفراق من بعدك ..لكن روحك الساكنة بيننا تطفئ ألهبة اشواقنا المتبقية ..
فلو اردنا وصفك لتفجرت الكلمات ولو وصفت حناني اليك يا أماه..لتفجرت قلوب امهات الكون
اتعلم..!!  .. اماه..بعثت لك القمر لينير دربك فعاد القمر حزين..سألته عن السبب فقال..نور الشهيد أعماني..!
اماه ومقلة عيوني..أردت بهذا اليوم أن اباركك لله عز وجل بشهادتك الحرة...وروحك الطاهرة
فنم قرير العين...ولتذهب لجنان الخلد يا حبيبي ونور العين...ففراقك مكتوب علينا....(قل لن يصيبكم الا ما كتب الله لكم)
وبارك لك الله بعيدك الخامس مني ومن اباك واخوانك الثاكلين على رحيلك..........
..فعندما قالو عن الذهب..قلت غالي...وعندما قالو عن القمر ..ايضا قلت عالي....وقالوا الشهيد محمد..وابنك..قلت دائما في بالي..وام الشهيد رأسها عالي...