عقد الرئيس محمود عباس، أمس، جلسة مباحثات ثنائية هامة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الاسود جنوب روسيا.
وجرى خلال اللقاء تناول كافة القضايا التي يمر بها الشعب الفلسطيني، خصوصا الأوضاع الاقتصادية والأزمة المالية الحادة التي يعاني منها، جراء توقف وصول المساعدات الدولية.
وشدد الرئيس على أن الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها شعبنا تأخذ طابع العقاب الجماعي ويتطلب من المجتمع الدولي عدم معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي.

وأطلع أبو مازن الرئيس بوتين على الصعوبات التي تواجه مستقبل عملية السلام في ظل استمرار إسرائيل تنفيذ إجراءاتها أحادية الجانب، وادعائها بعدم وجود شريك فلسطيني. مؤكدا على أن ذلك يعني عملياً القضاء على الحل القائم على أساس الدولتين.
وشدد الرئيس على التزام القيادة الفلسطينية بعملية السلام وضرورة العمل من أجل دفعها إلى الأمام وصولاً إلى حل عادل وشامل ودائم في المنطقة.
وفي هذا الاطار ثمن الرئيس عاليا استمرار الرئيس بوتين في بذل جهوده سواء الشخصية أو على مستوى اللجنة الرباعية الدولية من أجل إيصال المساعدات للشعب الفلسطيني ودفع عملية السلام.
وقد تعهد الرئيس بوتين بمساعدة الرئيس عباس في مواجهة الازمة الناجمة عن وقف المساعدات الغربية المباشرة للحكومة الفلسطينية.
واعلن الرئيس الروسي لدى استقباله محمود عباس في مقر اقامته في سوتشي المطلة على البحر الاسود "يسرني ان ابحث معك اليوم المشاكل التي تواجهكم ومساعدتكم على تسويتها".
لكنه لم يوضح اذا كانت روسيا مستعدة لزيادة مساعداتها للسلطة الفلسطينية، علما انها لا تقاس بالمساعدة السنوية التي كان يقدمها الاتحاد الاوروبي والبالغة 500 مليون يورو.
وكانت روسيا قدمت مساعدة طارئة بنحو عشرة ملايين دولار الى السلطة الفلسطينية بعد اعلان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تعليق مساعداتهما اثر تشكيل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحكومة الفلسطينية.
وبدات المفاوضات بين الوفدين في المقر الصيفي للرئيس الروسي. وتناولت سبل انشاء آلية دولية لارسال المساعدات الى الفلسطينيين في اسرع وقت، وهو العنوان الذي يطغى على الجولة الاوروبية لعباس.
د. نبيل ابو ردينة: الغلاقات متينة
من جهته وصف نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية في اتصال هاتفي مع وفا اللقاء بين السيد الرئيس والرئيس الروسي بأنه ممتاز مؤكداً على عمق العلاقات بين الجانبين.
وقال أبو ردينة أن اللقاء بحث في تعزيز العلاقات بين البلدين وكيفية تطويرها على كافة المستويات، مشيراً إلى ان الرئيس عباس توجه بالشكر للرئيس بوتين على المساعدة الروسية العاجلة التي قدمت للشعب الفلسطيني.
وأكد أبو ردينة على أن روسيا لها دور مهم في اللجنة الرباعية والرئيس عباس ناقش مع الرئيس بوتين سبل الخروج من الازمة المالية ومأزق عملية السلام.
ويرافق الرئيس في هذه الزيارة الدكتور النائب صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، اضافة لابو ردينة.
مطالب روسية من حماس
واثر المحادثات بين الجانبين، شدد مسؤول دبلوماسي روسي رفيع على ضرورة ان تعترف حركة حماس والحكومة التي شكلتها بحق اسرائيل في الوجود.
وقال الكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية الروسي للصحافيين ان على حماس ان تلبي سلسلة من الشروط التي طرحها المجتمع الدولي، منها التخلي عن ''العنف'' والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.
وسئل سلطانوف عن الانقسام بين حركتي فتح وحماس والمواجهات العنيفة بين مناصريهما في بداية الاسبوع الفائت، فاجاب ان هذا الموضوع تم التطرق اليه خلال المحادثات مع الرئيس الفلسطيني، مؤكدا ان روسيا تدعو الى الحوار الوطني بين كل الحركات والفصائل الفلسطينية.
واوضح ان احتمال تقديم مساعدة روسية جديدة الى السلطة الفلسطينية لم يتم تناوله في سوتشي. وقال ليس هناك طلبات ملموسة جديدة وحتى الان ليس مطروحا موضوع مساعدات اضافية.
وعبر دعوته رئيس السلطة الفلسطينية قبل ان يتوجه الى اوروبا، اظهر الرئيس الروسي مجددا ان بلاده العضو في اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط الى جانب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة عازمة على بسط نفوذ فعلي في الشرق الاوسط.