قال المراسل العسكري لصحيفة هارتس الاسرائيلية عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، ان الاجهزة الامنية الفلسطينية حصلت على معلومات مؤكدة مفادها ان نشطاء في حركة الجهاد الاسلامي يخططون لاغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بواسطة سيارة مفخخة. واضاف انه لدى الاجهزة الامنية الفلسطينية بلاغات من مصادر متعددة تؤكد نية الجهاد الاسلامي اغتياله، الامر الذي دفع الاجهزة الامنية الى تشديد الحراسة عليه بشكل غير مسبوق، على حد زعم صحيفة هارتس الاسرائيلية. وشدد المراسل العسكري الاسرائيلي في تقريره الحصري ان قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية قاموا في الاونة الاخيرة بعقد سلسلة من الاجتماعات مع نظرائهم الاسرائيليين وابلغوهم بالخطة لاغتيال الرئيس عباس، وحسب المعلومات المتوفرة فان الخطة تقضي بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من مكان تواجد الرئيس عباس وان السيارة تحمل كمية كبيرة من المتفجرات. يشار في هذا السياق الى ان مصادر اسرائيلية زعمت قبل عدة اسابيع ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اعدت هي الاخرى خطة عسكرية لاغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبعد النشر في وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية اصدرت حماس بيانا استنكرت فيه هذا النشر الذي يهدف الى دق الاسافين بين ابناء الشعب الواحد، ونفت في بيانها جملة وتفصيلا انها اعدت خطة لاغتيال عباس.
وزعم المراسل الاسرائيلي انه بعد تلقي البلاغات بشأن التخطيط لعملية الاغتيال شددت الحراسة على الرئيس عباس وقامت الاجهزة الامنية الفلسطينية بتوكيل مهمة الحراسة عليه الى وحدات مختارة من الامن الفلسطيني، واضاف ان وحدة حماية الاشخاص التابعة للحرس الرئاسي التي تلقى افرادها تدريبات في الاردن ومصر لحماية الشخصيات المهمة هم الذين يقومون بحراسة الرئيس عباس بشكل مكثف لم يكن معهودا في السابق. واضافت الصحيفة الاسرائيلية، نقلا عن مصادر امنية في تل ابيب، ان الوحدة الخاصة التي تحرس محمود عباس تقوم بفحص الشوارع التي سيدخل موكبه اليها، وانها تعكف على عزله عن المواطنين في مناسبات عديدة تخوفا من اخراج مخطط الجهاد الاسلمي الى حيز التنفيذ، على حد زعمه. كما ان افراد الوحد يقومون بفحص سيارات مختلفة يشتبهون بانها مفخخة قبل السماح لعباس بالمشاركة في مناسبة، او قبل سفره من مكان الى اخر في قطاع غزة او في الضفة الغربية المحتلة.
واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان قرار الرئيس عباس بان تكون الاجهزة الامنية الفلسطينية تابعة له وليس للحكومة الفلسطينية كما كان متبعا في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات نابعة من مصالح شخصية للرئيس عباس الذي يخشى كثيرا على حياته. واشارت الصحيفة الى ان الرئيس عباس ابلغ رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ان القوة الخاصة التي اعلن عنها وزير الداخلية سعيد صيام والتي يقودها المطلوب رقم واحد لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية جمال ابو سمهدانة هي قوة امنية غير قانونية، الا انه وفق المصادر الاسرائيلية، لن يدخل في صراع جديد في هذه القضية مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ولكنه اذا شعر بان القوة الجديدة تتعاظم فانه لن يتورع عن الاعلان عن حلها والاعلان انها خارجة عن القانون الاساسي في السلطة الوطنية الفلسطينية.