"فوجئت منذ أيام بحملة تحريض غير مسبوقة وغير مفهومة من كافة وسائل الإعلام العبرية، وعددمن المأجورين العرب من خدام المؤسسة الحاكمة هذه الحملة التي ما لبثت أن تحوّلت إلى موجة تؤكد أنهم يُعدّون لأمر خطير"

خاص بموقع "العرب"
تطرق رئيس التجمع الوطني الديموقراطي النائب عزمي بشارة في أول تصريح لوسائل الإعلام وخاص بـ"العرب" الخميس لموجة التقولات والشائعات المتعلقة باستقالته من الكنيست ووضح دواعيها متحاشيا توضيح مسألة عودته للبلاد. وتتزامن تصريحات بشارة مع سلسلة تحريضات وهجمات سلطوية اعتبرها التجمع الوطني الديموقراطي الأخطر منذ تأسيسسه فيما دعا قادة الفعاليات السياسية العربية للتصدي لها مبدية تضامنها معه.
وحول عملية التحريض، قال بشارة لـ "العرب" أنه فوجئ منذ أيام بحملة تحريض غير مسبوقة وغير مفهومة من كافة وسائل الإعلام العبرية، ومن وصفهم بالمأجورين العرب من خدام المؤسسة الحاكمة لافتا إلى أنها ما لبثت أن تحوّلت إلى موجة تؤكد أنهم يُعدّون لأمر خطير. وأضاف" جرى هذا أثناء وجودي خارج البلاد، بعد أن سافرتُ في رحلة عمل بدأت بمحاضرة في رابطة الكتاب الأردنيين تلتها ما شاهدتمونه من مرافقة القمة العربية على قناة "الجزيرة" ثم مداخلة في منتدى الإعلام في الدوحة، ثم توجهت إلى عمان لمقابلة عائلتي لأنّ الأولاد في عطلة."
وأوضح بشارة أنه يعلم أنه بدأ تحقيق ضده وأنه ذا طابع أمني لا يزال قيد منع نشر عن طبيعة التهم الموجهة له منوها ‘لى أنه بات واضحًا للجّميع، من تصريحات السّاسة الإسرائيليين وما سُرِّب لهم وللصحافة، أنها تهم أمنية. وأضاف"أنني أنكرها جملة وتفصيلا. وواضح أنّ الفصل الجديد في الملاحقة ليس دستوريًا، كما في حالة عدم الاعتراف بيهودية الدولة، ولا جنائيًا كما في حالة التهمة المتعلقة بالتحريض على العنف، ولكنه "أمني" بالمفهوم الإسرائيلي للأمن."
وأشار د. بشارة إلى النوايا المُبيّتة والآليات المخابراتية التي تُستخدم ضده مشيرا إلى أن حجم التحريض يدلّ على أنهم اتخذوا قراراتٍ خطيرة أوصلتهم حدّ تصوير بيته ونشر عنوانه والاهتمام بتحركات عائلته ونقلها إعلاميًا وأضاف" هذه قواعد لعبة جديدة، لا تمتّ للقضاء والعدل ولا حتى بمفهومه الإسرائيلي بصلة، ولا حتى بمفهوم من يريدونه أن يعتاد على أن يثبت براءته للمجرمين، من دون توقف. لقد أمضيتُ طيلة الفترة الماضية مُهتمًا بقضايا الناس اليومية بشكل مُكثف، بما فيها إدخال تقليد زيارات السبت للقرى العربية".
وأكد بشارة أن ما قام به في الكنيست بات مُتاحًا للجميع، وأن هنالك كتلة تجمعية قوية مشددا على أنه آن الأوان لأن يفرد وقتا لما أعتبر ويعتبره الناس مفيدًا أكثر، في هذا الجيل وأضاف" لقد أقمنا مؤسسات حزبية بالضبط لتكون غير مُشخصَنَة. ويجب أن يُقيّم هذا إيجابيًا. لم أعُد قادرًا على أن أعمل كنائب في ظروف تعرفونها وأن أكتب وأنتج فكريًا وأعمل على بناء مؤسسات الحزب وغيرها، كل ذلك في نفس الشخص ونفس الوقت."
وحول مسألة عودته والخطواته المستقبلية قال بشارة لـ  "العرب": "نحن ندرس خطواتنا حاليا، ولم نتخذ أية قرارات. ولكن هنالك التزامات فعلية عندي عليّ أن أنهيها، فلستُ عبدًا لقواعد لعبة وإيقاع ناس يتعاملون معنا كأعداء، ولا أسمع نصائحَ من أعرف أنه يرغب بتصفيتي، ولا أعاني عقدة نقص تجعلني أرغب بإثارة إعجاب المحرضين ضدي، أو ينهار عالمي إذا شنّوا حملة تحريض. فعالمنا أوسع وأرحب من عالم صغار السياسيين والصحافيين الإسرائيليين ومُخبريهم من العرب، وبعضهم لا يعرف أني حتى لا أقرأ ما يكتب".
وفيما يخص النشر حول طلب الأردن لبشارة ترك المملكة وكل الشائعات والتقولات الأخرى، قال بشارة مؤكدًا: "لقد استغربتُ السؤال أصلاً. الترحيب هناك رسمي وشعبي، كالعادة، وفقط عندكم الحالة غير عادية، ويحسبون أنّ العالم كله يدور حول إسرائيل".