* خدمة الوطن واجب على كل واحد فينا ولكن يجب أن ننتبه وأن لا نكرر الكلمة لفظا وننسى الفعل

* الصراع السلبي يضر بالمجتمع من جهة ومن جهة أخرى يخلق صراعات وعداوات، تؤدي إلى تفريق المجتمع وتمزيقه

خدمة الوطن كلمتين مترابطتين وما اروعهما من كلمتين خدمة الوطن صورة مشرقة في مجالات عدة ، والتميز الحقيقي بين الأفراد والجماعات لا يأتي إلا من خلال خدمة الوطن ، هاتين الكلمتين لو كل واحد فينا يعلم المعنى الحقيقي لهمـا لأنحسرت كثير من المشاكل التي تواجهنا.
فخدمة الوطن واجب على كل واحد فينا ولكن يجب أن ننتبه وأن لا نكرر الكلمة لفظا وننسى الفعل ، فهناك الكثير ألسنتهم تعبت من تكرار الكلمتين من دون فعل ولا عمل ، والسؤال المهم والذي نبحث عنه في كل مكان وزمان ألا وهو هل أنت في خدمة الوطن ؟

جولة في حياتنا العامة اليومية:
لو أخذنا جولة على كثير مؤسساتنا وجربنا التعامل معها لوجدنا اختلاف كبير في التعامل في كل مؤسسة ، فهنا موظف محترم ، وهناك موظف متكبر ، وتلك موظفة تعاملها رائع بينما تلك ترفع رأسها وتصرخ على المراجعين وكأنها في بيت أبيها ، ومدير هنا طوال اليوم مشغول ولا يمكن الدخول عليه إلا بالفيتامين الخاص ، وهناك مدير آخر مكتبه مفتوح طوال فترة العمل لجميع المراجعين ، تلك الفئات والظواهر وغيرها نشاهدها ونتعجب من هذا الإختلاف في تلك المعاملات ، حتى قال احد المراجعين ذات يوم كنت متواجدآ بالصدفة في إحدى المؤسسات أنه يجب على المسؤولين النظر والإستفادة من المؤسسات ذات المعاملة الحسنة و في تعاملها مع المراجعين حيث وجد التعامل المحترم والتنظيم وعدم التأخير في خدمة المراجع وعلى المسؤولين تكريم هذه المؤسسات حتى يكون فرصة للتنافس الحضاري بين المؤسسات والأفراد في تقديم الخدمة المميزة ، وهذه آراء والآراء تختلف!!!!!

وهنا تتساءل لماذا هذا الإختلاف ؟ لماذا لا نجد التنافس الحقيقي في تقديم التعامل الحسن و المحترم مع المواطن وخروجهم من المكاتب مبتسمين وراضين بل تكريم هذه المؤسسات والذي تعتبر مثالية في إنجاز معاملات المواطنين وسرعة إنجازها بالوجه الأكمل وتكريم موظفيها.
وهنا نشير أنه يجب تفعيل ظاهرة تكريم ممن قدموا وخدموا البلد والمميزين والذين أفنوا حياتهم في مجالاتهم بل الأستفادة من تجاربهم وأعمالهم على الأقل حتى يلقوا حصاد تعبهم  إلى متى سنبقى على هذا الحال ما يلبث هذا وذاك ممن خدموا بالرحيل عن الدنيا أو بالتقاعد فيصبح لا يذكر ويتذكره  إلا عائلته على قاعدة الناس مع القوي والموجود.

ظاهرة(الطراشة) أي مسح الأيجابيات ممن يخدمون أو خدموا موجودة أحيانآ !!! لماذا لا نتذكر ونشيد دائمآ بهم وبإعمالهم  أو إبرازها ولتكن تجربة يستفيد منها الجميع وإلى متى ستبقى حقائق كثيرة تائهة أو حقائق سوداء منتصرة أو حقائق مختزل.

لننشر ونجذر ثقافة التنافس الأيجابي في خدمة الوطن والمواطن:
الإنسان السوي بطبيعته وفطرته يطمح إلى التفوق على غيره ، والتنافس بين الأفراد والجماعات من سمات المجتمعات المتقدمة والمتحضرة ، حيث تكثر فيها التوجهات والقيادات والنخب والكفاءات والأفكار، وتسعى فيها هذه التعددات إلى التنافس فيما بينها. بينما تظلّ سمة الركود هي السمة الغالبة على المجتمعات المتخلفة بل أن في هذه المجتمعات والتي تعتبر راكدة ينزعجون أحيانآ من زعامة متمكنة و الفوائد الاجتماعية كثيرة لوجود حراك تنافسي إيجابي بين الأفراد والمؤسسات والجماعات
فالتنافس: حالة فطرية حالة طبيعية يدعمها العقل، والمتنافس إنسان لديه طاقه وكفاءة، والتنافس في مصلحة المجتمع فبه يفجر كل إنسان طاقته و قدراته، وكل جهة من جهات المجتمع تسعى للتقدم وهذا من مصلحة المجتمع.

فبعض الناس يكره أن يبرز منافس له وينزعج ويحزن ويتألم أحيانآ ، لماذا لأنه :لا يريد أن يكون له منافس!!! وهنا الطامة الكبرى لأنها قد تصل إلى حالة حسد وأحيانآ إلى حالة حقد وكراهية !!!! وأحيانآ للأسف وأقولها بقول مرارة من تجارب ألمسها على أرض الواقع أنه قد يتجرأ البعض فيسيء للمنافس سواء بتسقيط شخصيته أو حرقها كلاميآ أو تشويه سمعته، أو عرقلة أعماله، أو أن يسيء له بأي طريق كان.
والسؤال لماذا يتجه البعض لتسقيط الآخرين(ظاهرة نجدها أحيانآ هنا وهناك )؟؟ ؟؟؟؟نقول له أنت تقدم، وطور نفسك. لماذا تتعدى على الآخرين وتسيء لهم وتشوه سمعتهم؟ لأنهم سبقوك؟ لأنهم تفوقوا عليك؟ لأنهم أحرزوا ما لم تحرز؟ هذا لا يخولك ولا يبرر لك لك الاعتداء عليهم وإذا كنت تحب أن تتقدم، ولا يتفوق عليك الآخرون، عليك أن تضاعف جهدك وتطور عملك وانجازك.
والحقيقة!!! والحقيقة يجب أن تقال !!!فالصراع السلبي يضر بالمجتمع من جهة ومن جهة أخرى يخلق صراعات وعداوات، مما يؤدي إلى تفريق المجتمع وتمزيقه. وعندما أتكلم عن التنافس الايجابي لا أتكلم عن حاله مثالية خيالية غير موجودة أو غير متعامل بها أو غير مجربة ، فنحن نرى في المجتمعات الأخرى المتقدمة، قد فتحت الباب للمنافسة في كل المجالات، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والأهم من ذلك كله هم يتنافسون على أشياء مهمة، وعلى أرفع المستويات.

وهنا نقول نحن إذا كنا أبناء مجتمع وشعب واحد، وتهمنا خدمة مجتمعنا، فعلينا أن نتعاون في خدمة المجتمع. لماذا تحطمني وأحطمك؟ لماذا تعرقل طريقي وأعرقل طريقك؟ لماذا تشوه  سمعتي واشوه سمعتك؟ نحن من مجتمع واحد، أي قوة تنشأ هي قوة لنا جميعاً، وأي نشاط هو لصالح الجميع. فالمهم أن يكون هناك تعاون وتواصل بين الجميع والمهم هنا أن نتجه نحو التنافس الإيجابي حتى نخدم مجتمعنا، وعلينا أن نتعاون إيجابيا لا أن نتصارع صراعاً سلبياً نهدد به وحدة المجتمع.

إذن التنافس الإيجابي مشروع ولكن يجب أن تجمعنا مصلحة واحده وقواسم مشتركة ألا وهي خدمة الوطن والمواطن وهذا هو التنافس الإيجابي الذي يجب أن نهتم ونتعاون من أجل تعميق جذوره في المجتمع.

والحقيقة !!!والحقيقة يجب أن تقال حتى لا تتوه الحقيقة وحتى لا تنتصر الحقائق السوداء !!! أن خدمة الوطن تحتاج إلى شخصيات بمواصفات معينة ، فليس كل شخص لديه مفهوم صحيح وسليم للمعنى الكبير ألا وهو خدمة وطن ، فالمواصفات مطلوبه وأهمها الإخـلاص في العمل والإجتهـاد على تأديته على أكمل وجه وأيضـا الإحترام في التعامل وما يرسم البسمة على وجوه المواطنين وهو وجود شخصيات تحمل هذا المعنى الكبير وهو خدمة الوطن والمواطن ، شخصيات لا تخاف في الله لومة لائم بل تسعى لإظهـار الحق وعدم الهروب منه ، وإن شاهدوا الخطأ حاولوا تعديله والوقوف على أسباب ظهوره ، فهؤلاء هـدفهم خدمة الوطن ، وما علينا إلا أن نقول الله يكثر من أمثالهم

وأخيراً علينا أن نبذل كل الجهد في نشر ثقافة التنافس الايجابي، ومن المؤسف أن تكون هناك حالة من التفرج أحيانآ على المشاكل التي تحصل بين الفئات والجماعات وغيرها هنا وهناك ، وهذا أمر خاطئ، فمن الضروري أن نتوجه لإصلاح ذات البين، ونشر ثقافة التنافس الايجابي وأن نخلق بيئة في مجتمعنا تتسع للجميع وتذكي التنافس الايجابي لصالح الجميع وعلى مختلف الأصعدة