أتذكر دومآ مشاهد فيلم كنت قد شاهدته قبل سنوات ، حقيقة هذا الفيلم كان مؤثرآ بالنسبة لي ودومآ أذكره وأتذكره ، الفيلم له دلالات ومعاني كثيرة وقراءات يمكن لمسها على أرض الواقع رغم أن السينما أحيانآ تكسر المألوف،  الفيلم الدرامي تدور أحداثه حول تنافس زبال أراد أن يجمع المال عن طريق جمع الزبالة وبين أستاذ جامعي على فتاة كان الأستاذ الجامعي قد خطبها وتنتهي أحداث الفيلم الدرامي بأن يكتب الأستاذ الجامعي على اللوح في المحاضرة وأمام الطلبة \"عنترهو الحقيقة\" ويقضي الأستاذ الجامعي أيامه الأخيره في حالة جنون ومن حق هذا الأستاذ الجامعي أن يصاب بالجنون وخصوصآ أن منافسه \"عنتر\" قد أستحوذ على كل شئ  وعلى الفتاة ورضى ومحبة وتقدير أهلها وأنتصر المال على الكفاءة وأنتصرت الأمية على العقل والفكر و أن  مثل هذه المشاهد أصبحت تتكرر كثيرآ في مجتمعاتنا العربية في الوقت الحاضر وهنا طبعآ ليس التقليل من شأن أي إنسان يعمل في مجاله حتى ولو كانت الزبالة ولكن المفارقة هنا هو المعيار للمفاضلة بين إنسان وآخر ومعيار التعامل الأنساني وفق العرف الأنساني الصحيح والسليم .إن مثل هذه المشاهد والحوادث تهديد مباشر للسلم الأجتماعي والأنساني  وقد يصل مرحلة الخطر يخسر فيه الأنسان كل شئ بدءآ من نفسه وينذر في عواقب يتعذر مستقبلآ إستدراكها وخصوصآ أننا قد نجد حالات وحوادث كأباء يخرجون أبناءهم  من المدارس والسبب هو الأعتقاد السائد أن السوق هو مصدر الدخل الصحيح ويجني مالآ أكثر وعلى قاعدة \"اللي معوش بلزموش \" و\"شو معك شو بتسوا\" وغيرها من الثقافات الخطيرة والتي أصبحت دارجة وللأسف أننا أصبحنا نتناسى أن ديننا الأسلامي والعرف الأنساني حثنا على العلم والمعرفة ومعلوم أن من يملك العلم يكون قادرا علي صنع الحضارة.
وعلى قاعدة \"عنتر هو الحقيقة\" وعلى مثل \"أختلط الحابل بالنابل\" هناك حوادث وحالات  وثقافات كثيرة أصبحت دارجة ، أحيانآ تتوه الحقيقة معها نجد منها قاعدة \"الناس مع القوي\" أو مع \"الحيط الواقف\" مظاهر عادات وتقاليد وأعراف ماانزل الله بها من سلطان وتلك المعتقدات الفاسدة التي صنعها الجاهلون أصبح  واجب على الجميع التخلص منها.
ويقال أحيانأ  أن \"الطيب ملوش نصيب \"  أي الشر هو المنتصر حقيقة أن حياتنا هذه على بساطتها وتعقيداتها ما هي الا مزيج من الحب والحقد ... الخير والشروان أردنا ان نتفاعل في هذه الحياة فعلينا أن نتفهم أطباع الناس وليس هناك من طريقة لنتفاعل بها مع محيطنا أقوى وأفضل من الود والمحبة فالمحبة  تمحو كل البعد وتقرب كل المسافات.
وأخيرآ من لا يميل  ولا يتأثر  بالكلام الذي ليس له أساس ومن لا يغير  مبادئه وقرارته بسهولة ويكون صارم حازم في أصعب المواقف هذا هو الشخص القوي حقآ  فالنظر ما في أيدي الآخرين وما يملكون من نقاط ومظاهر قوة  وضعف  يضع الشخصية في موضع الضعف والجهل..وعنتر ليس هو الحقيقة.