الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 08:01

لن ندخل في عالم القبل


نُشر: 06/04/09 17:19

* وراء كل قبلة واحتضان تجد مئات الخناجر وخزائن من الكره والحقد

* صورة التزوير في القبلات قد تصل الى حد التشويه ومحو فكرة الحب النبيل

* تغيظني قبلات الزعماء والرؤساء اعتبرها قمة في النفاق والكذب السياسي 


لن ندخل في عالم القبل حيث تكون الرعشات منسجمة مع ملمس الشفاه , وتكون المشاعر المضاءة جسراً للغة الصدق , مع اعترافنا ان صورة التزوير في القبلات قد تصل الى حد التشويه ومحو فكرة الحب النبيل .
لكن هناك صوراً من القبلات نتأمل تفصيلها , ونجلس امام هول عبثها التاريخي , حيث نصاب بغربة تنتهي بوجع يترك نبضات القلب على رماد من سأم , ونرسم صورنا كحمير لباعة متجولين .
تقتحم ذكرى زيارة السادات الى اسرائيل الشاشات الفضائية , وتنطلق الصور من الأرشيف حادة , ضاحكة , لدرجة اللطم , والذهول يوقظ الحزن , هذه الحرارة التي تغطي اللقاءات , هذا الود الممزوج بفرح يذوب عند ملامح – مناحم بيغن , غولدا مئير , وغيرهم من الذين فتحوا الجروح وزعموا ان لهم الحق في توسيعها وفي وضع اقدامهم في احلامنا وسلخ جلودنا واستئصال ذاكرتنا.
تغيظني قبلات الزعماء والرؤساء , اعتبرها قمة في النفاق والكذب السياسي , ووراء كل قبلة واحتضان تجد مئات الخناجر وخزائن من الكره والحقد , ولن اتطرق الى قبلات الرؤساء العرب في كل اللقاءات والمشاهد لأنها تحولت الى كرنفالات واعياد وما ان تنتهي الفترة حتى تتحول القبلات الى خنادق واكياس رمل وكل رئيس وزعيم يقف خلف متراسه معلناً كرهه للآخر , لكن خروجاً من الصور الروتينية صعقتني صور الرئيس المصري انور السادات  حين التقى مع مناحم بيغن وغيره , بعد ثلاثين عاماً اتأمل الصور واغوص في حرارة القبلات الساخنة واتساءل كيف علق السادات ذاكرته على مسمار التجاهل ومضى في لحظات الضحك الواسع كأن الوطن قد دخل مأوى الأنتصار , هذه الحممية التي داهمت عناق السادات بيغن وجولدا مئير وباقي الوجوه التي ما زال الأرشيف يحمل ابجدية نفايات حقدها ضد العرب والفلسطينين , رأيتها اقرب الى التواطؤ التاريخي , وتزيف للحظات لايظهر فيها المواطن العربي .
من خلال فتح ارشيفات الحروب واللقاءات والأتفاقيات بين الدول الغربية , لم اجد صوراً فيها حرارة وسخونة وقبلات وضحكات من الأعماق مثل صور الزعماءالعرب حين يلتقون بمسؤول او رئيس او وزير غربي او اسرائيلي, حتى اشهر الصور التي نشرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ولقاءات الزعماء والقادة الذين انتصروا في هذه الحرب لم نجد ابتسامتهم تتجاوز فتح الشفاه بأسلوب يدل على حفظ المسافة بين مشاعرهم واحترامهم لمشاعر شعوبهم المليئة بذكريات لاتمحوها أي اتفاقيات , لأن ذاكرة الشعوب لا تهادن ولا تصالح ولا تغفر مهما حاول الرؤساء جر المشاعر الى بيت الطاعة .
لايعتقد البعض ان مجاملات القادة الفلسطينين التي وصلت الى حد القبلات الساخنة , وقد شاهدناها وهي تترهل في لقاءات ابو مازن اولمرت وتسيبي ليفني وكوندليزا رايس وغيرهم كانت تقف على رصيف اللحظات العابرة , بل كانت تحفر في وجدان الذاكرة تساؤلات تفتش عن اجوبة لهذه السخونة التي كانت اشبه بأسنان اصطناعية سرقت من فم رجل ميت ويحاولون وضعها في فم رجل يحتضر وهكذا تنتقل الأسنان من فم الى آخر .
يجب ادخال علم \"احاسيس الشعوب \" الى العلوم السياسية وايضاً التركيز على علم تفاصيل صور لقاءات الزعماء والرؤساء , خاصة صور القبلات الساخنة والتي اذا دلت على شيء تدل على الفجوة الواسعة بين الحاكم والشعب , فطريق مجاملات القبل مصيرها العبث في الذاكرة الشعبية .
كرهنا القبلات الساخنة ويا خوفنا ان يستقبل \" ليبرمان \" ايضاً بالقبلات الساخنة , واذا ردد الفنان عادل امام في مسرحية  \" شاهد ما شفش حاجة \" (متعودة دايماً) حيث يضحك الجمهور منتشياً من هذا التعبير البيسط الذي يصل الى ما لانهاية في التعود , نخاف ان نكون تعودنا على القبلات لدرجة عدم التفريق  بينها وبين حقيقة الواقع الذي يحاولون تلميعه بدهان احذيتهم.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
237861.17
BTC
0.51
CNY