تحولت مدينة أم الفحم الى ثكنة عسكرية , قرار المحكمة السماح لعناصر عصابة مرزل المتطرفة تنظيم مسيرة اعلام في هذه المدينة العربية هو تعليق المشاعر والاحاسيس العربية خلف قطار الأستخفاف الذي تعددت محطاته , وبدأ دخانه يرسم في الأجواء اشكالاً  لأشباح مخيفة تنذر ان ديمقراطية \" دكتور جيكل ومستر هايد \" حاضرة في الشارع الأسرائيلي الذي يتغنى بديمقراطيته المميزة والتي يناطح بها دكتاتورية الأنظمة العربية .
حوالي مئة عنصر من عصابة مارزل يأتون ليس للزيارة , والعربي كما هومعروف يستقبل ضيوفه بالترحاب , ولا نريد ان نسحب من تاريخنا صور وحكايات الكرم العربي والذي يعتبره البعض نوعاً من السذاجة المغلفة بالمبالغة ,  لكن هذا المارزل يأتي مع عصابته لكي يثبت ان هذه المدينة التي تسبب له ولغيره الصداع التاريخي هي جزء من ارض اسرائيل الكبرى وطرد العرب الدواء الشافي لهذا الصداع .
ام الفحم لقنت اليمين الأسرائيلي درساً في ثقافة الكرامة , ومنحت وسائل الأعلام وقفةً لاتصلح ان تكون رشوة لهذه الوسائل كي تستفيض في تعليقاتها وبث صورها , لكن تصلح ان تصل للمسؤولين والوزراء كي يعرفوا \" ان حبة البندورة الخضراء لا يمكن عصرها \" ورغم سنوات العربدة فوق تاريخنا والقمع والملاحقة والأصرار على وضعنا في خانات التميز ومحاولة عزلنا في غرف الذل الا اننا مازلنا نملك الحق في الدفاع عن وجودنا ,  ان وقفة اهالي ام الفحم ووادي عارة وجميع المواطنين العرب كانت ملاطمة الكف للمخرز الذي حمله مارزل وارد التباهي به عبر رجال الشرطة والقوات الخاصة التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية وسيارات رش المياه على المتظاهرين , كأن الشرطة بهذا الأستعداد  المتعاطف مع هذه العصابة تريد ان تؤكد انها جزء من مختبر التجارب الذي يمد اليمين بغطاء واق من التفهم والصداقة والهدف .
لم يستطع مارزل ورجاله الدخول الى ام الفحم , وامام عناد  الشباب والرجال ولى هارباً معلناً ان عضلاته التي فرشها مستخفاً بالمواطنين  العرب قد انكمشت وتهدلت وتحولت الى مساحة من \"الجعجعة  حتى يحفظوا ماء وجوههم \"و سيدخلوا مدناً عربية اخرى\" وو.. ونعرف بقية العبارات التي تحولت الى مارشات عنصرية كأننا نحن في سيرك وهم جاؤا لترويضنا .
انتهت حكاية مارزل مع ام الفحم , الحكاية التي عشنا ابجدية تفاصيلها ورقص قضاة المحاكم على جثة العدالة والحق واحترام الآخر , القضاة اعطوا الضوء الأخضر لسباق الفاشية , وكان مارزل وغيره يتقاسمون الكره نحو العرب بحجة اصلاح البيت الصهيوني .
ام الفحم كانت بروفة لهؤلاء , وستكون هناك بروفات اخرى ما دام منطق راعي البقر يفوح من تصرفاتهم , بمحاولة دخولهم الى المدن العربية بهذه الطرق الأستفزازية التي يحاولون بها الضغط على نخاعنا الشوكي \" صمودنا , كرامتنا , بقاؤنا , اعتزازنا بهويتنا الفلسطينية \" .