الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 08:01

غدًا... أمي.. زاهد عزت حرش

كل العرب
نُشر: 07/04/09 18:20

مع بداية صباح يوم غدٍ.. الواحد والعشرين من آذار الجاري، عيد الأم. بعد أن أتغلب على شقائي، يقظة وارتداء.. سأحاول قبل أن يستيقظ الكثير من الناس، أن آتي إليك.. هناك حيث رفاتكِ جاثمة، بالقرب من رفات أبي.. آتي إليكما معًا، كما عرفتكما معًا.. بقيتما معًا، في رحلة العمر والنهاية، هناك.. عند قبركما، سأجلس دقيقة صمت.. وهنا سأقول بعض ما لم أقوله هناك.

 سيدتي..
 لن أصلي على قبركما..
لن أتلو "أبانا" ولا "السلام"..
 لن اقرأ الفاتحة على قبركما..
 ولا أي جزء من إحدى فصول الإنجيل المقدس..
 ولا كلمة أو بعض كلمة من سفر داوود
 لن أتضرع إلى الله، طالبًا منه أن يتغمدكما بواسع رحمته.. ليس لأني على خلاف معه! بل لأنكما تستحقان ذلك وأكثر.
الحق، انكِ لا تحتاجان صلاتي وتضرعي، كي تحصلان على ما تستحقونه من رحمة وذكرى طيبة.. لأنكما تستحقان ذلك فعلاً.

سيدتي..
مولاتي البعيدة..
 أتيت اليكِ ومعي باقة من الورد.. باقة عادية جدًا، ربما لن يكترث لها احد، باقة عادية، لأنك لا تحبين الأشياء المبالغ فيها، كنتِ بسيطة وطيبة كالطبيعة، أتيت بباقة الورد عربون وفاء ومحبة، علها تحمل بعضًا من شوقي وحنيني اليكِ.. شوقًا وحنينًا يمدني بالحياة، وذكريات تمدني بالصبر والبقاء.

 سيدتي..
 سيدي..
 ما زال حولي الكثير من الأحبة والأصدقاء والرفاق..
 ما زلت مفعمًا بالعمل والحياة.. رغم الوجع الذي فاق سنين حياتي.
 ما زلت ثائرًا على الكثير من الأشياء.. إيمانا بمستقبل بشري أفضل..
 ولكن رغم مضي أربع سنوات على رحيلكِ.. وخمسة وعشرين عامًا على رحيل أبي.. فما زلت اشعر كل يوم بأن شيئًا قد ضاع مني.. ضاع مني إلى الأبد.

 سيدتي أمي
 سيدي أبي
 استودعكما الصباح.. ورائحة النرجس..
 استودعكما الحنين والذكريات
 استودعكما خاطري..
 زمني الآتي.. وأطيب الأمنيات.

مقالات متعلقة