* الطلاب يجرون أبحاثا حول قضايا المجتمع ويطرحون حلولا إبداعية تثير الإعجاب

منحت وزارة المعارف جائزة أخرى لمدرسة الجليل التجريبية في الناصرة، وهذه المرة لمعلمي المدرسة، الذين "عملوا بمهنية عالية على تطوير وحدات تعليمية بحثية تعزز لدى الطلاب روح البحث العلمي بجمع المعلومات من مصادرها الأولى واستخلاص النتائج الصحيحة وتقديم الحلول الابداعية لمشاكل مجتمعهم".

وجاءت هذه الجائزة تقديرا للمشروع الذي تديره هذه المدرسة وبموجبه يمنح طلاب صفوف العاشر فرصة إعداد بحث علمي ميداني حول قضية تشغل بالهم في مجتمعهم. فتقام فرق بحثية من 3 – 5 طلاب، يختارون موضوعا للبحث ويجرون الاتصالات واللقاءات مع المؤسسات المجتمعية ذات الشأن ويطرحون الأسئلة ويتناقضون حول الأجوبة ثم يعدون تقريرا تلخيصيا يتوصلون فيه الى نتائج وتوصيات لمعالجة هذه القضايا.
ويقول الأستاذ فيصل طه، مدير المدرسة، ان هذه الأبحاث، فضلا عن نتائجها المهمة فعلا للمجتمع كشفت عن كنوز ذهنية لدى طلابنا مثيرة للاعتزاز والاعجاب. وقال: "نحن كمجتمع، نكثر من الشكاوى من الجيل الجيد وأطباعه ونتحدث بكثير من السلبية عن أولادنا. ونحن، المربين في مدرسة الجليل، مع تفهمنا لشكاوى الأهل، نجد ان أبناء وبنات الجيل الجديد يمتلكون طاقات ومواهب مذهلة. إذا فتح المجال لهم، وتزودوا بالإرشاد السليم، سيفاجئون بقدراتهم، ليس فقط التعليمية، بل أيضا بفهمهم قضايا المجتمع وتكوينهم آراء مدهشة في استيبان مشاكله وتقديمهم المقترحات المسؤولة لمعالجة هذه المشاكل".
ومن مراجعة عينية لبعض هذه الأبحاث، نجد ان إحدى الفرق اختارت لبحثها موضوع استقبال الموظفين في مؤسسات الدولة وكيف يتسم في بعض الأحيان بالاهمال والبيروقراطية وفرقة أخرى بحثت في ضرورة اقامة متحف للناصرة وفرقة ثالثة اختارت قضية ما يسمى بالقتل على خلفية شرف العائلة وفرقة رابعة لم تكتف بالاهتمام في مشاكل المدينة فاختارت موضوع القرى غير المعترف بها وهكذا..
وقال الأستاذ فيصل طه ان الطلاب أظهروا وعيا كبيرا لمشاكل مجتمعهم، على عكس الصورة المأخوذة عنهم.

يذكر أن هذا المشروع يقوم في المدرسة منذ خمس سنوات. وبفضله وبفضل غيره من النشاطات في هذه المدرسة  أصبحت مدرسة تجريبية، يأتي المعلمون من مختلف أنحاء البلاد للمشاركة في دورات تدريب واستكمال عليه. وقد حصدت المدرسة عدة جوائز تقديرية مهمة، بينهما جائزة "المدير المتفوق" وجائزة وزارتي المعارف والبيئه على التفوق في الابحاث البيئيه وجائزة التربية من قبل منظمة المعلمين على التعايش وجوائز تقدير اخرى عديدة, وشهادة امتياز في كتابة الأبحاث العلمية كبديل عن وحدة في امتحان البجروت واختارتها صحيفة "معريب" واحدة من أفضل ثماني مدارس في اسرائيل بسبب "اعتمادها طرق غير تقليدية تعتمد التجديد في النهج التربوي والتميز في المبادرات التربوية".
والجائزة الجديدة منحت لطاقم المعلمين في المدرسة، مع تخصيص للمعلمين الذين يشرفون على هذا المشروع بشكل محدد، وهم: د. سهير بشارات وغانم حبيب الله وغادة حلو وأمينة عمري ونبال حماتي وغصوب سرحان.