الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 18:02

حرب العراق تثير ملل الأميركيين

كل العرب
نُشر: 15/03/09 12:29

*روبرتس" أن الأحداث في العراق هي واحدة من أطول الحروب في التاريخ الأميركي وأن التغطية الإعلامية لم تترك زاوية دون التطرق إليها"


مع اقتراب موعد الذكرى السادسة لبدء الحرب الأميركية في العراق تُظهر الإحصائيات أن الاهتمام بالأوضاع الدائرة في ذلك البلد بات في ذيل أولويات الأمريكيين الذين تقلقهم القضايا الداخلية والظروف الاقتصادية، بعيداً عن العمليات العسكرية المباشرة وما يعرف بـ"الحرب على الإرهاب". وقال مايكل أوهانلون، وهو خبير في شؤون الأمن القومي بمعهد بروكينغ "باتت قصص العراق أقل وقعاً بعد تقلص حجم المكاتب الصحفية العاملة هناك وتراجع نسبة التقارير المميزة، إلى جانب انخفاض معدلات العنف، ومن الواضح أنه بعد ست سنوات، فإن الأميركيين أصابهم الملل".
وفي نفس السياق، قال ستيفن روبرتس، أستاذ دراسات الإعلام في جامعة جورج واشنطن إن الأحداث في العراق هي "واحدة من أطول الحروب في التاريخ الأميركي" وأن التغطية الإعلامية لم تترك زاوية دون التطرق إليها، من الهجمات الدموية وصولاً إلى أوضاع الحكومة في بغداد، ما جعل الملف ككل "مصدر إرهاق" للأميركيين. كما أشار روبرتس إلى تراجع التغطية الإعلامية لما يدور في العراق لأسباب متنوعة، بعضها عائد لانحسار أعمال العنف في ذلك البلد، إلى جانب الأزمة المالية العالمية التي دفعت الكثير من وسائل الإعلام العالمية لتقليص نشاطاتها الدولية.



ويلفت الخبراء إلى أن تراجع الاهتمام بالتطورات الميدانية للحرب في العراق، قابله اهتمام متزايد بتكلفتها، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، حيث سبق لواشنطن أن أنفقت منذ عام 2003 قرابة 700 مليار دولار على المتطلبات العسكرية، وقد يبلغ الرقم 800 مليار دولار، إذا ما جرى احتساب الكلفة حتى عام 2010. ويترافق ذلك مع تراجع في أعداد قتلى الجيش الأميركي خلال الأشهر الماضية، علماً أن المحصلة العامة للخسائر البشرية الأميركية، وفق إحصائية لـ (سي إن إن) منذ إعلان الرئيس السابق، جورج بوش، بدء الحرب في 19 مارس/آذار 2003، بلغت 4259 جندياً.
وكانت بوادر تراجع الاهتمام الأمريكي بما يدور في العراق قد ظهرت بوضوح خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث قال 62 % من الناخبين إن الاقتصاد يحتل رأس قائمة أولوياتهم، بينما لم يكترث للحرب أكثر من 10 % منهم. غير أن مارك ديكسن، أستاذ علم الاجتماع في جامعة دارتماوث، رأى أن هذه الظاهرة قد تعكس في واقع الأمر ردة فعل الأمريكيين حيال تقدم الأوضاع في العراق واتجاه الأمور إلى الاستقرار النسبي.
وتأتي هذه التطورات في وقت بدأت فيه القوات الأمريكية بتنفيذ تحركات ميدانية تسحب من خلالها بعض وحداتها من العراق، وقد كان آخر تلك الخطوات ما أعلن عنه في الثامن من الشهر الجاري، حيث قرر الجيش الأميركي إعادة نحو 12 ألف جندي إلى الولايات المتحدة في غضون الأشهر الستة المقبلة، كجزء من خطة الانسحاب التدريجي أقرتها إدارة الرئيس باراك أوباما مؤخراً. وكان أوباما قد أعلن في فبراير/شباط الماضي أن الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها من العراق بحلول أغسطس/ آب 2010، إلا أنه أشار إلى بقاء نحو 50 ألف جندي بالعراق حتى نهاية 2011، بهدف الإشراف على إعداد وتدريب القوات العراقية.

مقالات متعلقة