الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 05:02

في شرم الشيخ مؤتمر رايح ومؤتمر جاي


نُشر: 11/03/09 13:43

يقول مثلنا الشعبي (قلة الشغل تعلم التطريز)
أحق الأنظمة العربية في هذا المثل هو النظام الحاكم في مصر ممثلاً بالرئيس حسني مبارك ورئيس وزرائه أحمد نظيف، المؤسف حقاً أنه يوجد حساسية لهذا النظام من كل شيء اسمه مقاومة خاصةً الفلسطينية منها لأن قادة هذه المقاومة وعناصرها لا يركعون ولا ينافقون ولا يقعون في شرك أهواء النظام المذكور.
حبذا لو تأخذ الحساسية المصرية للمقاومة بعداً ديمقراطياً يعتمد على الحوار والنقاش، النظام الحالي في مصر وريث نظام السادات يكفر بكل عمل وطني ثوري مقاوم حتى لو كان ضد الاحتلال لأنه لا يزال غارقاً في أوهام السلام.
الموقف المصري الانهزامي من حق المقاومة في العمل كلف الشعبين الفلسطيني واللبناني ثمناً باهظاً كما كلف اسرائيل ثمناً كبيراً لكنه شجعها على القيام بالعدوان بكل تبعاته الاجرامية مرتين خلال سنتين فقط،، هل يوجد اليوم وفي هذا العصر دولة دقت طبول الحرب مع جيرانها مرتين خلال هذه المده القصيرة سوى اسرائيل.
في الحربين المذكورتين توقع مبارك ونظامه انتصاراً اسرائيلياً حاسماً حتى يبقى ( الميدان لحميدان ) لكن اسرائيل خيبت اماله ولم تحقق له وللعديد من الانظمة العربية امنياتهم.
بعد فشل العدوان الأخير على غزة سارع النظام المصري الى تكييف وضعه ومواقفه بما آلَ اليه الوضع بعد وقف اطلاق النار، هذه هي طبيعة الأنظمة الانتهازية الفاسدة والفاشلة في ارضاء السواد الأعظم من أبناء شعبها، سارع النظام المذكور زج نفسه من جديد داخل أتون الأحداث محاولاً قطف ثمار نتائج العدوان على أمل أن ترفع رصيده العربي والدولي.
أمسكت القاهرة من جديد بخيط التهدئة بعد أن وقفت متفرجة متشفية خلال أيام العدوان، عادت ودفعت عجلة المفاوضات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وكادت أن تصل الى نتيجة لولا الصفعة التي وجهها اولمرت رئيس وزراء اسرائيل للرئيس مبارك لأن الأول لا يستطيع العيش دون أن يسفك دماء الفلسطينيين يومياً، لقد لحس النظام المصري هذه الصفعة كعادته دون أن يوجه حتى اللوم للجانب الاسرائيلي، عندما نفس اولمرت بالون التهدئة الذي نفخته مصر سعى مبارك في الحال لايجاد رقعة جديدة يطرز فوقها كي يوهم نفسه وشعبه بأنه مشغول.
وجد هذه الرقعة بموضوع اعادة بناء ما قامت اسرائيل بتدميره أثناء عدوانها، والغريب أن نظام مبارك المتواطئ يتعامل مع هذا الموضوع بشفافية ورقة وقفازات حريرية كأن اسرائيل لا علاقة لها بهذا العمل البربري.
قبل أن ينهي مؤتمر شرم الشيخ الأول الذي عقد بعد العدوان مباشرةً أعلن الرئيس مبارك بأنه سوف يدعو الى عقد مؤتمر دولي موسع من أجل اعادة اعمار قطاع غزة، وقد بر بوعده ونجح في لملمة ما يقارب نصف الدول المستقلة في العالم، استقبل وودع في شرم الشيخ ممثلين عن حوالي 80 دولة، كان مهرجانٌ دولي موسع نجح الرئيس مبارك في القيام بدوره كسكرتير مميز في عرض الخطباء وتقديمهم فوق منصات المؤتمر، كانت قرارات المؤتمر كالعملة بلا رصيد وجعجعة بلا طحين، هدفه الأول والأخير تبييض وجوه القادة والزعماء العرب السوداء لأنها تواطأت مع العدوان كما أعطى الذرائع للدول الأوروبية التي دعمت العدوان أيضاً، في مقدمة هؤلاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وحكومته وكل الداعمين له من الأنظمة العربية المدجنة في حظائر الولايات المتحدة.
كان المؤتمر المذكور بالنسبة للشعب المصري عبارة عن لهاية جديدة لفتت أنظاره وأشغلته بعض الوقت عن حالة البطالة والفساد والمحسوبية والجوع والفقر، بعد المؤتمر خرج رئيس الوزراء أحمد نظيف راضياً مرضيا
وتوجه مباشرةً إلى ملاعب الرياضة وشارك في لعبة كرة القدم مع وزرائه وكرة ألسله، لماذا لا يلعب ( ويفنطز ) ما دامت مصر والعرب ينعمون بالأمن والأمان والرفاه؟.
تحدث مؤتمر شرم الشيخ عن كل شيء الا ادانة اسرائيل فلم يحملها مسؤولية ما ارتكبته أياديها في قطاع غزة، أما غالبية الأنظمة العربية فقد كان المؤتمر بالنسبة لها عبارة عن رفع عتب من الناحية الانسانية أما من الناحية السياسية فقد عاد وأكد من جديد أن حكومة اسماعيل هنية في غزة هي الحكومة غير الشرعية وأن حصارها عملاً ضرورياً وجزءاً من أللعبه الدنسة التي يمارسها حسني مبارك بمشاركة محمود عباس على حساب دماء الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني، لقد حال المؤتمر وغيب أصحاب الشأن وهم الممثلون عن فصائل المقاومة من قطاع غزة الذين قاتلوا وصمدوا في وجه لهيب العدوان، المقاومة في غزة أدرى بأحوالها وهي وحدها القادرة على تقييم الأمور وتحديد الأولويات التي يحتاجها من نكبوا في قطاع غزة.
ليست هذه المرة الأولى التي توضع بها دماء الشهداء من الأطفال في غزة فوق منصات المزاد العلني وتتطاير حوالات خطابية كلامية لا مضمون لها ولا رصيد وضعت تحت ما يسمى اعادة اعمار غزة، سيكون مصير هذا المؤتمر العالمي القاري مثل مصير المؤتمرات التي سبقته وسوف تليه، النظام المصري الذي يفرض حصاراً مميتاً على قطاع غزة بمشاركة ما يسمى بالدول المانحة لم يبنِ سقيفة واحدة في غزة وعلى حسني مبارك أن يوفر أولاً المساكن لملايين ( الغلابا ) من الشباب في مصر الذين قطعوا سنين اليأس من أعمارهم دون أن يجدوا سقف بيتٍ يأوون اليه.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
235772.54
BTC
0.51
CNY