شارك جمهور المسلمون من مدينة عكا والمدن والقرى المجاورة في الاحتفال بالذكرى العطرة لمولد النبوي الشريف والذي تحتفي به الأمة الإسلامية في الموافق للثاني عشر من شهر ربيع الأول الهجري حيث في مثل هذا التاريخ  ابتدأت نبوة الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهجرته، وتمام عمره حيث التحق  بالرفيق الاعلى في الثاني عشر من ربيع الأول. 
وافتتح الحفل الذي أقيم في قاعة مسجد الجزار بتلاوة آيات من كتاب الله "القرآن"فيما ألقيت عدد من المواعظ المواعظ للشيخ محمد كيوان إمام وخطيب مسجد مجد الكروم والشيخ سمير عاصي إمام وخطيب مسجد الجزار فيما صدحت الأناشيد الدينية العذبة تجديداً للعهد لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، واحتفاءً بهذه الذكرى العطرة حيث ترنمت الأذهان والأفئدة مع المنشد محمود ابو اللوز .
وأكد المشايخ ان مولده الشريف كان حدثاً مفصلياً في تاريخ البشرية جميعاً بكل ما تختزنه هذه العبارة من معان ٍ فقد أرسله الله تعالى ليخرِج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن عبادة ألأجرام والأوثان إلى عبادة الواحد الديّان، ورحمة للإنس والجان، من اجل ذلك يتزاحم الشعراء على مديح النبي صلى الله عليه وسلّم ومنهم امير الشعراء أحمد شوقي حيث يقول:
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ  وفم الزمان تبسّمٌ وثناءُ
ولا غرو أن يمدحه العباد فقد امتدحه ربُّ العباد بقوله عزّ وجلّ وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم (القلم:4) وقد سئلت أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول فأجابت: كان خلقه القرآن! ولقد صلى الله تعالى عليه أولا وملائكته ثمّ أمر العباد بالصلاة والتسليم عليه حيث يقول جلّ وعلا: إِن الله وملائكته يصلُّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما.
هذا وجرت العادة في منطقة الجليل بإقامة الاحتفال المركزي في مسجد الجزار في عكا المحروسة حيث كان يتوافد إليها القضاة والفقهاء والكتّاب والشعراء وعامة الناس من سائر بلاد الجليل ومن حوران والجولان، ومن جنوب لبنان منذ العهد العثماني، وفي مسجد الجزار شعرة كريمة من شعر رسول الله يتبارك بها المؤمنون إذ تعرض على الناس مرّتين في العام ...ليلة القدر في رمضان المبارك وليلة ذكرى المولد النبوي الشريف.
ودعا المشايخ الى خدمة دين الله ولرسوله لأنه فيه الخير للبشرية جمعاء ونشر للسلام بين أبناء الإنسانية عامة، ولا سيّما اذا قام به رجال ونساء يتميزون برسوخهم في الدين ويمتازون بالانفتاح والتفهّم والتسامح والكلام الطيب والأسلوب الهادئ والخلق الرزين لان الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.