* المخطط الصهيوني لم يتوقف منذ إقامة الدولة على رفاة العروبة، سرقة، قتل، تنكيل، استعمار، جدار، ثم قطار!

* يريدون عاصمة مرموقة .. على حساب ما تبقى من أراض ٍ ومساحات بقيت مختبئة خلف سواعد أصحابها منذ أربعين عاما

بعد أن استصدر طائر السنونو شهادة وفاة مزورة بحق أمه التي حملته فحمل اسمها " قضية تبلغ من العمر ستون عام" ... و عملاً بحديث النبي الشريف صلوات الله وسلامه عليه " أعمار أمتي بين الستين والسبعين "...فقد وزع إرثها على أخوته وفقاً لعدل الفاروق، رضوان الله عليه، فاتفق مع أبناء العم على ما يلي...
للضفة جدار... وللقدس .. قطار.
هكذا هو الحديث في كل بيت في القدس، في المقاهي في السوق.. حتى النساء توقفن عن الخوض في حكايات " فلانة وعلانة" واسمحوا لي أن أوجه تحياتي وشكري لطائر السنونو الذي يبرهن كل يوم عن تقاه وإيمانه إذ يحد من ظاهرة الغيبة والنميمة، لك الشكر منا جميعاً ..
المخطط الصهيوني لم يتوقف منذ إقامة الدولة على رفاة العروبة، سرقة، قتل، تنكيل، استعمار، جدار، ثم قطار!!!
أقاموا جدار الفصل العنصري، فقطعوا الأوصال والأنظار، نستيقظ كل صباح لنشهد شروق الشمس ، كأن الشمس تأتي من بيت الجيران في الضفة .. فتنقل لنا التحيات المعطرة بدموع " محرمة دولياً " فلا يجوز " للمخربين" أن يذرفوا بعض المشاعر .. حاصروا الضفة فقتلوا نبضها الذي لا يزال يشتعل كلما انطلق المذياع مبشراً نسيم الصبح بأثيرٍ " قعبوري"...."يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة حطم قيدك  اجعل لحمك جسر العودة ".
ثم انتقل المخطط الديماغوغي إلى قلب القدس... يريدون تطوير المدينة!!! لماذا تمتلك القاهرة وبيروت وكل العواصم الكبرى قطاراً داخلياً ( ترامواي ) وتفتقد " أورشليم " لذلك ؟؟؟؟
يريدون عاصمة مرموقة .. على حساب ما تبقى من أراض ٍ ومساحات بقيت مختبئة خلف سواعد أصحابها منذ أربعين عام خلت ...
يمررون سكك القطار في الأحياء العربية في القدس وضواحيها .. دون أن يُخطط لمحطة توقف واحدة في تلك الأحياء... الشوارع قُلصت، حركة السير توقفت ، الأرصفة أصبحت أشباه أو إن صح القول أشباح أرصفة... دكاكين أُغلقت .. متاجر عُطلت.. بيوت بلا مداخل، وسكك القطار في كل مكان كشبكة عنكبوت لا تعرف من أين تبدأ وأين ستنتهي...
ثم يأتيك القول مُبهماً ... " هكذا أفضل " .
ربما كان الجدار نقطة بارزة في تاريخ العنصرية العالمي... لكن القطار هذا نوع آخر من القتل العمد للقدس... أربعون عام حتى الآن استهلكوا ما بحوزتهم من مخططات لإخفاء عروبة القدس عن الخارطة، لإخفائها ثقافياً وحضارياً واقتصادياً وتاريخياً وحتى سكانياً...
اليوم يقتلونها جغرافياً... ويقتلون يومياتها .
غداً ... سينزعون عن القدس غشاء بكارتها ثم يشدون وثاقها إلى سكة بروتوكولاتهم ... ويعلنون عن حادثة قطار!!! راحت ضحيتها ... القدس... لتبقى " أورشليم ".