اشارت التقارير الأخيرة التي انفردت بنشرها صحيفة "كل العرب" طيلة الأسابيع الماضية عن تصاعد التنديد والإدانة، من قبل أبناء الطائفة الاورثوذكسية في البلاد ومناطق السلطة الفلسطينية بسياسة البطريرك ثيوفيلوس، بطريرك الروم الاورثوذكس في القدس، خاصة فيما يتعلق بعدم ابطال صفقة بيع العقارات في باب الخليل لمجموعات يهودية متطرفة. الا انه وعلى ما يبدو فقد توسعت دائرة التنديد بالبطريرك ثيوفيلوس لتصل الى شخصيات دينية وعلمانية في مؤسسات الطائفة، منها سيادة المطران عطالله حنا ورئيس المؤتمر الاورثوذكسي عدي بجالي.


البطريرك ثيوفيلوس

وكان بجالي قد دعا في بيان اصدره أمس الخميس، البطريرك ثيوفيلوس إلى الاستقالة فورا من منصبه كبطريرك لعدم تنفيذه التعهدات للرعية ومؤسساتها التي وعدها، خاصة بعدم الاستمرار ببيع العقارات والأملاك التابعة للطائفة وأهمها عدم التحرك لإبطال صفقة باب الخليل. واتهم بجالي في بيانه البطريرك ثيوفيلوس »بالاستماتة« لاجل حصوله على الاعتراف الرسمي الإسرائيلي مستبيحا من أجل هذا الاعتراف كافة أملاك وعقارات الطائفة الاورثوذكسية، هذا الاعتراف الذي عملت من خلاله إسرائيل على ابتزاز البطريرك من اجل ضمان سكوته وابقاء الوضع على ما هو عليه. واشار بجالي الى ان الهدف الاخير الذي يريد ثيوفيلوس تحقيقه ما هو الا التحرر من أي التزام للرعية ومن التزاماته تجاه الحكومتين الأردنية والفلسطينية والتخلي عن القانون الاردني، الانتدابي والعثماني بهدف تدويل البطريركية روحيا وضمان استقلاليتها اداريا مثل أي شركة تجارية.


البطريرك ايرينيوس- بطريرك مع وقف التنفيذ

من جهة ثانية قال مقربون من سيادة المطران عطالله حنا ان توتر كبير يسود العلاقات بين سيادة وبين البطريرك ثيوفيلوس حيث قام حنا مؤخرا بمقاطعة الاحتفالات التي نظمها ثيوفيلوس بمناسبة عيده، وذلك احتجاجا على عدم اتخاذ الأخير أية إجراءات قانونية او قضاية لإلغاء الصفقات المشبوهة التي ابرمها. وأفادت المصادر ان المطران حنا يدرس بجدية الوضع المتأزم داخل البطريركية وسيعلن خلال ايام عن إجراءات هامة هادفة لتحسين صورة البطريركية وإصلاح الاعوجاجات فيها والعمل بجدية على ابطال الصفقات والحفاظ على العقارات والاوقاف الاورثوذكسية. من جهة اخرى قال البطريرك ايرينيوس في بيان أصدره بمناسبة الصوم الكبير موجها اياه الى أخوية القبر المقدس ان الدليل الاكبر على سياسة ثيوفيلوس، »الذي اغتصب سدة البطريركية«، هو تجاهله طلب المحكمة بابراز موقفه الواضح والصريح تجاه صفقة باب الخليل ملتزما الصمت ازاء ذلك. حيث انه رغم عدم حضور ثيوفيلوس لجلسات المحكمة ادعى ان ايرينيوس الذي توجه بطلب قضائي لالغاء الصفقة لا يمثل البطريركية كونه قد عزل.