الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 19:01

أحزابهم وأحزابنا- زياد شليوط


نُشر: 10/03/09 07:16

*  المجتمع الاسرائيلي لا يشعر بوجودنا، أي لا يعمل حسابا لوجودنا، كما قال أحد محاضرينا الكبار في إحدى محاضراته؟

* على أحزابنا إذا كانت تريد الخير لجمهور ناخبيها وشعبها، كما تعلن ليلا أن تباشر بوضع " الخطوط العريضة" لائتلافها

* جماهيرنا تتوق إلى أدنى صور الوحدة بين أحزابنا، والمطلوب من نوابنا التنازل قليلا عن "أناهم" ووضع مصلحة شعبنا فوق مصلحة "حزبنا"


ما أن تضع معركة انتخابات الكنيست في كل مرة أوزارها حتى تفتح الأحزاب الصهيونية صفحة جديدة من العلاقات بينها، متناسية أو متجاهلة في أسوأ الأحوال، الحملات الانتخابية والتهجمات المتبادلة بينها خلال فترة الدعايات الانتخابية، وتتجه تلك الأحزاب سواء اليمينية منها أو المعتدلة إلى بناء ائتلاف جديد يكوّن حكومة مقبولة عليهم.
وفي المقابل لا يكاد غبار المعركة الانتخابية يهدأ في شارعنا العربي، وإذ بأحزابنا العربية و"غير العربية" تعود لتفتح نيرانها من جديد تجاه بعضها البعض، مستنبطة من تاريخ شعبنا وتاريخ مأساتنا ومن واقعنا الذي لا نحسد عليه مختلف الاتهامات والتهجمات والمزاودات على بعضها البعض، بدل أن تتجه نحو إزالة آثار المعركة الانتخابية ومعالجة ما خلفته من ندوب وجروح وكدمات. ومن يتمعن في العلاقة بين تلك الأحزاب ومع شعبها أيضا واعلاناتها المطلقة عن الانتصارات، حتى يظن أن أحزابنا تتصارع فيما بينها على رئاسة الحكومة أو من يستحق منها تشكيل الائتلاف الحكومي وقيادة جماهيرنا إلى مستقبل أفضل. فهل يمكن لأحد أن يفهمنا علام الخلف بين أحزابنا وهي تعيش على هامش المجتمع الاسرائيلي، بل أن المجتمع الاسرائيلي لا يشعر بوجودنا، أي لا يعمل حسابا لوجودنا، كما قال أحد محاضرينا الكبار في إحدى محاضراته؟ والدليل القاطع الواضح على ذلك، هو أنه لم يحدث مرة أن توجه أحد الأحزاب الكبيرة أو أحد المكلفين بتشكيل الحكومة الاسرائيلية إلى أي حزب من أحزابنا للمشاركة في الائتلاف، على عكس ما يحدث مع أصغر حزب صهيوني، وهل تنفع أو تشفع في هذه الحالة المناداة  بالشراكة اليهودية- العربية؟! وماذا ينفع جماهيرنا هذا التنافس الإعلامي الساذج بين نوابنا، فمنهم من يتفاخر بتقديم 90 اقتراح قانون دفعة واحدة، وكأن تلك الاقتراحات لن تسقط ثانية وثالثة دون أن تعود على جماهيرنا بأي فائدة ملموسة؟ ومنهم من ينافس زميله على زيارة ذات الموقع بعد زيارة مماثلة، فهل إهدار الوقت والعودة على نفس الكلام يعود بالفائدة ويحل ضائقة أولئك السكان؟
والأحزاب الصهيونية تدرك السقف السياسي الذي تلعب فيه، وهي تعلم أن ما كانت تطرحه قبل الانتخابات لا يصلح لما بعدها. بينما أحزابنا تواصل ما بدأته قبل الانتخابات في مرحلة ما بعد الانتخابات أيضا. ولهذا لا تتمسك الأحزاب الصهيونية ببرامجها وشعاراتها عندما يحين الجد، وفي مرحلة تشكيل الحكومة وتقاسم الوزارات تتنازل عن كثير من شعاراتها وبرامجها الانتخابية، وتتوصل فيما بينها إلى القاسم المشترك الذي يسمى "الخطوط العريضة للحكومة". أما أحزابنا فتبقى متمسكة بشعاراتها وتصبح أسيرة لها، في كل مرحلة وكأن الزمان لا يتحرك. فلماذا لا تتعلم أحزابنا من الأحزاب الصهيونية، ولماذا لا تسعى إلى تشكيل ائتلاف خاص بها؟
ما نقصده بالائتلاف الخاص، هو بناء كتلة واحدة على صعيد الكنيست. فبعدما حقق كل حزب أو قائمة ما حققه من انجاز على صعيد التمثيل البرلماني، وعلى سبيل المثال في الانتخابات الأخيرة استطاعت أحزابنا (الجبهة، الموحدة والتجمع) من ايصال 11 نائبا، وهم قوة لا يستهان بها إذا ما توحدوا في إطار كتلة برلمانية واحدة، تقترب من قوة حزب العمل، واذا ما انضمت إلى هذه الكتلة حركة "ميرتس" فانها عندها تضاهي حزب "ليبرمان" بقوته! فماذا يفيدنا ذلك؟
إن انشاء كتلة برلمانية موحدة (يحافظ كل حزب فيها على استقلاليته وفكره وهويته) يجمعها قاسم مشترك، يمنحها الكثير من الامتيازات داخل البرلمان وخاصة في عضوية اللجان البرلمانية الهامة، والحق في تقديم الاقتراحات ومشاريع القوانين وتتمتع بوقت كبير يكفيها لطرح أفكارها ومطالبها من على منبر الكنيست. والمطلوب هو أن تتوصل أحزابنا إلى قاسم مشترك كما تفعل الأحزاب المكونة للحكومة، فهل هذا صعب؟ وهل هناك فروقات جوهرية في مطالب وبرامج تلك الأحزاب، أي هل قضايا شعبنا قضايا متناقضة أم متشابهة؟ فعلى أحزابنا إذا كانت تريد الخير لجمهور ناخبيها وشعبها، كما تعلن ليلا نهارا وصبحا مساء، أن تباشر بوضع " الخطوط العريضة" لائتلافها وكتلتها المشتركة، وهي مهمة أسهل بكثير من مهمة وضع "الخطوط العريضة" للحكومة التي تضم أحزابا أكثر، وفيها توزيع مناصب وغنائم ووظائف، بينما تخلو كتلة مشتركة كالتي نطالب بها من تلك الأمور المثيرة للخلاف. وأكثر من ذلك يمكن اليوم ضم كتلة "ميرتس" لهذه الكتلة المشتركة، وهي تحتاج إلى هذا الإطار اليوم، وهو امتحان لها على صدق طرحها في محاربة الفاشية المتجسدة بالليبرمانية.
أعتقد أن جماهيرنا تتوق إلى أدنى صور الوحدة بين أحزابنا، والمطلوب من نوابنا التنازل قليلا عن "أناهم" ووضع مصلحة شعبنا فوق مصلحة "حزبنا"، لأن الشعب يريد أن يرى شيئا ملموسا على أرض الواقع، والكتلة المشتركة لاشك ستكون وسيلة أو خطوة أولى نحو تحقيق الإنجازات الملموسة. فهل تكون أحزابنا بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، في خدمة المواطنين العرب بشكل مدروس ومنظم، وفي جو من التعاون بدل التنافس المسيء لقضايانا، متذكرة قصة الأب المحتضر الذي جمع أبناءه ليروي عليهم قصة العصي عندما تكون مجتمعة، وكيف يصبح حالها عندما تتفرق؟
(شفاعمرو)

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.69
USD
4.01
EUR
4.69
GBP
257652.47
BTC
0.51
CNY