انضم الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء مذكرة توقيف في حقه، إلى تظاهرة مؤيدة له الخميس في الخرطوم. متهماً القادة الأميركيين والأوروبيين بأنهم المجرمون الحقيقيون. وأعلن بأن القرار مؤامرة ضد بلاده وأنه لن يتوقف عن الاستمرار في تأدية أعماله.
وهتف البشير متوجهاً إلى عشرات آلاف المتظاهرين المتجمعين في ساحة الشهداء بوسط الخرطوم "الله اكبر، لا إله إلا الله"، وألقى البشير خطاباً حماسيا أمام عشرات الآلاف من السودانيين الذين تجمعوا في الخرطوم للتنديد بقرار المحكمة الجنائية.
وقال البشير إن السودان "يمثل الصوت العالي لرفض كل أنواع الهمينة والاستعمار"، مؤكداً أن بلاده قاومت كل أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية من مجلس الأمن وصندوق النقد.
وأضاف وسط هتافات المحتشدين "نحن جاهزون لمقاومة الاستعمار". وقال "أعداءنا حاربونا بالحصار السياسي والاقتصادي والآن يأتون لنا بفرية جديدة".
ودعا البشير إلى تشكيل "جبهة لرفض كل انواع الاستعمار والهيمنة والإذلال" مؤكداً أن بلاده ستقود "المسيرة لرفض الاستعمار الجديد". وأفاد البشير أن بلاده ستتعامل بمسؤولية مع قرار محكمة الجنايات الدولية ولن تستجيب لمحاولات عرقلة جهود السلام وذلك في أول رد فعل له على إصدار المحكمة مذكرة توقيف بحقه.
وقال البشير في خطاب متلفز من مقر رئاسة الوزراء السودانية "إن هناك بعض الدول تحاول السيطرة على ممتلكات القارة الإفريقية" موضحاً أن قرار المحكمة لا يستهدف السودان فحسب، ولكن كل الدول التي ترفض سياسات الإملاء.
وشدد البشيرأنه لن يتعامل مع المذكرة ورحب بما وصفه بوقوف الشعب السوداني خلفه. وتساءل البشير لماذا يتحرك المجتمع الدولي ضده بينما ترك "إسرائيل ضرب غزة أمام مرأى الجميع".
وندد المتظاهرون بالولايات المتحدة وبريطانيا واليهود وبالمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-أوكامبو. وردد البشير مراراً في الأشهر الأخيرة أن المحكمة الجنائية الدولية هي نتيجة مؤامرة صهيونية مئة بالمئة تهدف إلى زعزعة استقرار السودان.

طرد وكالات الاغاثة

قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الخميس "إن حكومته طردت عشر وكالات إغاثة أجنبية وتعهد باتخاذ اجراء حاسم ومسؤول مع من يهدد استقرار بلاده".
وجاء ذلك خلال جلسة حضرها كبار الساسة وأعضاء مجلس الوزراء في أول رد علني من البشير بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً باعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأضاف البشير أنه تم طرد الوكالات العشر بعد رصد أنشطة تتناقض مع كل اللوائح والقوانين.