طالبت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " من خلال بيان إعلامي عممته صباح اليوم الأربعاء 25/2/2009م  حول ملف مخطط تهجير أهالي حي البستان وتهويده ، طالبت فيه الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بتحرك عملي سريع لدعم صمود أهل حي البستان في بلدة سلوان المحاذية للسور الجنوبي للمسجد الأقصى ، على ان يكون هذا التحرك على مستوى الخطر المحدق بالحي وعموم مدينة القدس ، وجاء نداء " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " ، بعد جولات وزيارات ميدانية لطاقم " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  لأهالي حي البستان وبلدة سلوان ، وأكدت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  ان مخطط هدم حي سلوان بأكمله هو جزء من مخطط شامل لتهويد مدينة القدس ، خاصة من الجهة الجنوبية والشرقية ، حيث يتمّ الآن تطويق المسجد الأقصى بسلسلة من الحدائق التوراتية والأنفاق المتشعبة حول المحيط المسجد الأقصى ، وتهدف أيضاً الى الوصول الى حالة الإستفراد بالمسجد الأقصى وإحاطته بحاجز إستيطاني وبشري إسرائيلي وتفريغه من الفلسطينيين ، مما يعني أهمية المسارعة بتحرك فعلي لحفظ القدس والمسجد الأقصى .

وقال " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  إننا من خلال زيارات ومعاينات وإستماع من قبل طواقمنا للوضع الراهن في حي البستان فإننا لمسنا حالة من الإجماع المقدسي عند أهل الحي وعموم أهل سلوان أن خطر هدم وتهجير جماعي قد يقع في كل وقت ، وأن المؤسسة الإسرائيلية لا تناور في هذه الأوقات تكتيكيا ، بل هناك هجوم إستيطاني توراتي تريد المؤسسة الإسرائيلية تنفيذه اليوم قبل غدٍ ، بواسطة أذرعها التنفيذية ، إن كان على مستوى البلدية العبرية في القدس ، او منظمتا " إلعاد " و" عطيرات كوهنيم " الإستيطانيتان ، وقد نقل لنا سكان حي سلوان ان خطر الهدم الجماعي لنحو 90 بيتاً ومن ثم تهجير اهل الحي هو خطر داهم وحقيقي " ، وأضافت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " إنّ " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  و من خلال رصدها ومتابعتها للوضع المقدسي ووضع المسجد الأقصى ودراستها لحالة سلوان والمنطقة الجنوبية والشرقية للمسجد الأقصى ، يتضح ان المؤسسة الإسرائيلية أضحت تطوّق الأقصى بشبكة مما تسميه بمسميات متعددة كالحدائق الوطنية او المناطق الخضراء أو المناطق المفتوحة في محيط  المسجد الاقصى خاصة من جهتيه الجنوبية والشرقية ، وهي بالحقيقة تسعى الى تطويق وإحاطة المسجد الأقصى بحدائق توراتية ضمن مخطط تهويد المحيط الأقرب الى المسجد الأقصى ، وهذا هو الهدف الحقيقي من نية المؤسسة الإسرائيلية هدم حي البستان بأكمله ، ثم إنها حاولت قبيل أشهر طم مساحات من مقبرة الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى وليس بعيداً عن بلدة سلوان بالتراب الأحمر لتحويلها الى حديقة وطنية توراتية أيضا ، ثم إن جماعات يهودية قامت  وما زالت بأعمال غرس للأشجار وتنظيم مسالك سياحية توراتية في منطقة الصوانة على أرض وقف الأنصاري شرق شمال المسجد الأقصى ، ناهيك طبعا على المزار التوراتي في مدخل سلوان عند وادي حلوة وعند هضبة سلوان ، والتي تسميه المؤسسة الإسرائيلية زورا وبهتانا " مدينة داوود " ، بمعنى ان تطويق المسجد الأقصى بهذه الحدائق التوراتية المزعومة أصبح واقعا ملموساً ، وهو ضمن مخطط التهويد ومحاولة إيجاد تاريخ عبري موهوم ، وضمن مخطط بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، وقد سبق ونقلنا ونشرنا تفصيلات موثقة ومصورة عن كل ما سبق " وتابع " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  : " وبضمن هذا المخطط التهويدي الشامل تأتي شبكة الأنفاق التي تمتد في كل أنحاء بلدة سلوان ، إمتدادا من مدخلها الشمالي على بعد أمتار من باب المغاربة والسور الجنوبي للمسجد الأقصى ، ومرورا بوادي حلوة ، ومن ثم مسجد وعين سلوان في الوسط ، ثم منطقة حي البستان ، بمعنى ان بلدة سلوان باتت اليوم مقعدة على شبكة من الأنفاق التي حفرتها المؤسسة الإسرائيلية على امتداد نحو 40 عاما ، وأصبح الكثير من بيوت اهل سلوان معلقاً بالهواء ، ولقد زرنا عشرات البيوت التي تشققت جدرانها ومساطبها وغرفها ، وهي آيلة للسقوط والإنهيار الكامل ، وقد سبق لنا ايضا ان كشفنا عن عدد من هذه الأنفاق بالصور واشرطة الفيدو وحذّرنا من الخطر الداهم والقريب " .

وخلصت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  الى القول  : " كل هذه الممارسات الإستيطانية والتهويدية لم تزد اهل سلوان وعموم اهل القدس إلا صمودا وثباتا وإصرارا على الرباط في بيوتهم مهما كلّف الأمر من تضحيات ، وجاءت الإخطارات الجماعية الأخيرة قبل أيام لهدم حي البستان في سلوان ، بعد ان رفض اهل الحي مساومتهم على بيوتهم ، وإخلائها للغرباء ،  بهدف بناء حديقة توراتية بإسم حديقة الملك داوود " ، فكانت هذه الهجمة المخططة سلفا ، إننا في " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  لمسنا صمودا مقدسيا عند اهل حي البستان واهل بلدة سلوان ، ولكن في شعور ان الخطر قد يقع  في كل وقت ، كما ولمسنا ان اهل حي البستان على دراية كافية بأبعاد المخطط الإسرائيلي ، ولذلك فإنهم يؤكدون لكل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني ان البيانات والشجب والدعم الكلامي فقط لا يجدي ، ولا بد من دعم فعلي وعملي سريع لحفظ القدس والمسجد الأقصى ، ولذا فإننا بإسم  " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "  نطالب الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بالتحرك السريع على واقع الأرض وعلى كل مستوى رسمي وشعبي لمد اهل حي البستان واهل سلوان واهل القدس بكل ما يمكن ان يساهم في صمودهم ، ويمنع تنفيذ مخطط الترحيل والتطهير العرقي ، هذا واجب الوقت لحفظ القدس والأقصى ، ولا مجال للتأجيل ولو ليوم واحد " .