* كيري:" سنجدد الجهود الدبلوماسية لكن من دون أوهام ويجب التحدث إلى الطرف الآخر لفهم تطلعاته والتوصل إلى اتفاق"

* سليمان شدد خلال استقباله كيري على أهمية التضامن العربي ودوره في بلوغ السلام الشامل والعادل

* ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اجتماعه مع كيري الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية التي تشكل الفرصة الوحيدة المتاحة للسلام في المنطقة

أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري الأربعاء في بيروت أن الولايات المتحدة تريد من سورية أن تساعد على نزع سلاح حزب الله، مشدداً على إلتزام بلاده بسيادة لبنان.
وقال كيري بعد لقاء مع الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا للصحافيين "نريد من سورية أن تحترم استقلال لبنان السياسي ونريد من سوريا أن تساعد في عملية حل مسائل متعلقة بحزب الله والفلسطينيين".
وأضاف كيري الذي سيزور دمشق في إطار جولة إقليمية "نريد من سوريا أن تساعد على نزع سلاح حزب الله وتطبيق القرار 1701" الذي أوقف حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله وذكر بضرورة نزع أسلحة كل الميليشيات في لبنان.
وأفاد "أريد أن أكون واضحاً أنه مع تغيير الحكومة في واشنطن نبقى بحزم ملتزمين بسيادة واستقلال العملية السياسية في لبنان".  مضيفاً بقوله "ثمة أمور مهمة جداً على المدى الطويل بشأن سورية، لكن خلافاً لإدارة بوش التي كانت تعتبر أنه يمكن ببساطة القول للآخرين ما ينبغي القيام ومن ثم الانتظار أن يقوموا بذلك، نحن نعتبر أنه يجب إقامة مناقشة".

وذكر كيري "لذا سنجدد الجهود الدبلوماسية لكن من دون أوهام ويجب التحدث إلى الطرف الآخر لفهم تطلعاته والتوصل إلى اتفاق". وحرص على التأكيد "أن المحادثات التي سنجريها في سوريا وفي مصر والمملكة العربية السعودية أو أي بلد آخر بشأن عملية السلام والقضية الفلسطينية تندرج في إطار الجهود لدفع الأمور إلى الأمام، وأؤكد لكم أن ما من شيء سيحصل على حساب علاقتنا بلبنان ودعمنا لحكومة تعدددية وديموقراطية فيه".
وأكد كيري ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان واحترام العملية الانتخابية التي يفترض أن يشهدها لبنان في حزيران/ يونيو المقبل. وأضاف "من المهم أن يبقى لبنان دولة واحدة، لا أن يكون فيه دولة داخل دولة. لذا هذه الانتخابات مهمة ويجب أن تحترم ويجب أن تكون منفتحة وتحترم التنوع والتعددية في البلاد.
وبالنسبة للعلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا قال كيري "أعرف أنكم عينتم سفيراً لدى سوريا. ولم يفعلوا بعد ذلك. وسيكون هذا من المسائل التي سنثيرها مع الرئيس السوري بشار الأسد".
وقال كيري بعد اجتماعه إلى زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري رداً على سؤال حول مباحثاته المقبلة في  دمشق التي سيزورها السبت المقبل ضمن جولة في المنطقة قبيل مغادرته بيروت الأربعاء في ختام زيارة قصيرة للبنان "إن بلاده تريد من سورية أن تغير سلوكها، وأن تلعب دوراً بناء في المنطقة.
وأضاف "نتطلع الى إجراء محادثات مع الرئيس الأسد، لأؤكد له أن الوقت الآن هو وقت لاختبار إمكانية التغيير، لن نقبل بمجرد الكلام لأننا نريد أفعالاً، وسنجري محادثات صريحة حول هذه التوقعات".
وخلافا لإدارة الرئيس جورج بوش، لا ننوي أن نقول للناس ما عليهم أن يقوموا به، بل سننخرط في عملية دبلوماسية سليمة". ونفى وجود إمكانية لإجراء أي تسوية على حساب المحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة رئيس الحكومة الأسبق الراحل رفيق الحريري. وقال "المحكمة هي مسألة مستقلة عن أي موضوع للنقاش بين الولايات المتحدة وسوريا، وعن أي موضوع متعلق بعملية السلام مع إسرائيل. أنها مسألة أخلاقية تتعلق بالعدالة والحقيقة والمساءلة عن أعمال غير مقبولة بأي من معايير العالم، وأشير بصفتي رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وأعرف كذلك أن باستطاعتي أن أتحدث عن هذا الموضوع بإسم الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وآخرين في الولايات المتحدة".
ومن جانبه، قال الحريري" نتطلع إلى التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكما قال الرئيس أوباما إنه يريد التغيير، وأعتقد أن لدى الولايات المتحدة نوايا جيدة للمنطقة مع إدارة الرئيس أوباما. وآمل في أن نعمل سوياً لتعزيز الديموقراطية، وتحقيق السلام الذي تتطلع إليه المنطقة، ويحتاجه الفلسطينيون خصوصاً والمنطقة عموماً". 
ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اجتماعه مع كيري الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية التي تشكل الفرصة الوحيدة المتاحة للسلام في المنطقة.
وأعرب سليمان عن اعتقاده بأن حركة الاتصالات السعودية-السورية الأخيرة تعزز المصالحة والتضامن العربي قبل القمة العربية العادية التي ستعقد في الدوحة نهاية مارس/آذار المقبل.
وجاء في بيان رئاسي أن سليمان شدد خلال استقباله كيري "على أهمية التضامن العربي ودوره في بلوغ السلام الشامل والعادل من جهة، وعلى أهمية ممارسة الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لحملها على القبول بمبادرة بيروت العربية في العام 2002 لأنها تشكل الفرصة الوحيدة المتاحة للبحث في السلام قبل أن يأخذ العرب جميعاً قراراً بتعليق هذه المبادرة".
ورأى سليمان "أن لسوريا دوراً أساسيا في المنطقة. وشكر الولايات المتحدة على المساعدات التي قدمتها وتقدمها للبنان خصوصاً العسكرية منها".