للمرة الثانية، خلال سنة واحدة، تطلق مبادرة جديدة لاعلان المقاطعة على الجامعات الاسرائيلية. فقد قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان منظمة المحاضرين في بريطانيا، وهي اكبر منظمة اكاديميةهناك، ستقوم في غضون الايام القريبة القادمة باتخاذ قرار المقاطعة على الجامعات الاسرائيلية اذا لم تعلن بشكل صريح وغير قابل للتاويل انها، أي الجامعات الاسرائيلية، تعارض الاحتلال الاسرائيلي للمناطق العربية التي احتلتها في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.
ونوهت المصادر الاسرائيلية ان المقاطعة التي اعلنتها منطمة محاضري الجامعات البريطانية في نيسان (ابريل) من العام 2005 استمرت شهرا واحدا فقط بسبب الضغوطات التي مارستها الدولة العبرية على الحكومة البريطانية، وايضا بسبب الضغوطات التي مورست من قبل المنظمات اليهودية والصهيونية الناشطة في المملكة المتحدة، ولكن خلافا للمقاطعة المذكورة فان الحديث اليوم، يدور عن منظمة بريطانية يصل عدد اعضاؤها الى 67 الف محاضرا في الجامعات والكليات المختلفة.
وتابعت المصادر ان صيغة قرار المقاطعة صيغ من قبل اللواء الجنوبي الشرقي من التنظيم البريطاني، الذي يشمل ايضا الجامعات والكليات الاكاديمية في اوكسفورد. ولفتت الصحيفة الى ان القرار بمقاطعة الجامعات الاسرائيلية سيتخذ في الاجتماع السنوي للتنظيم البريطاني والذي سيعقد في الفترة الواقعة بين الـ27 وحتى الـ29 من شهر ايار (مايو) الجاري، مشيرة الى انها لم تتمكن من الحصول على تعقيب من منظمي الاجتماع او من المبادرين لاقتراح المقاطعة.
واوضحت المصادر ايضا انه خلافا للمقاطعة التي اعلنت في السنة الماضية ضد جامعتي حيفا وبار ايلان، فان المبادرة الحالية تقضي بمقاطعة جميع الجامعات والكليات الاسرائيلية، وجاء في اقتراح المقاطعة ان الدولة العبرية تنتهج سياسة العزل العنصري (الابرتهايد) ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وانها تواصل في اقامة جدار العزل العنصري. بالاضافة الى ذلك فان الجامعات الاسرائيلية، جاء في الاقتراح، تنتهج سياسة عنصرية ضد الطلاب العرب الفلسطينيين من مناطق الـ48 الذين يدرسون في الجامعات. بالاضافة الى ذلك فان الاقتراح الذي سيعرض على المؤتمر يوصي جميع المحاضرين بقطع اتصالاتهم الاكاديمية مع نظرائهم الاسرائيليين، كما يحثهم على نشر هذا القرار في الحرم الجامعي واثارة النقاش بين الطلاب حول المقاطعة وسياسة الجامعات الاسرائيلية العنصرية.
وتابعت المصادرالاسرائيلية قائلة ان المبادرين طرحوا فكرة اخرى على جدول اعمال المؤتمر وهي تتعلق بحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وتابعت ان الاقتراح يدين بشدة بالغة السياسة البريطانية التي اسمتها بالفضيحة ازاء تعاملها ع حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وجاء ايضا ان المؤسسات الاكاديمية البريطانية ستواصل دعمها المطلق للجامعات الفلسطينية في الاراضي المحتلة وخصوصا لان الدولة العبرية تفرض حصارا على المناطق المحتلة بسبب فوز حماس، الذي تعتبره المنظمة بانه فوزا ديمقراطيا بكل معنى الكلمة. وشددت الصحيفة الاسرائيلية على ان المنظمة البريطانية تعنى بشؤون حقوق الانسان في العراق وفي كولومبيا، ولكن قرار المقاطعة يخص الجامعات الاسرائيلية فقط.
وحاولت الدولة العبرية التقليل من اهمية القرار البريطاني حيث قال روني فريزر، وهو يهودي عضو في المنظمة البريطانية انه لا يعتقد بان المقاطعة التي ستفرض على الجامعات الاسرائيلية سيكون لها تاثيرا فوريا على العلاقات بين المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية والبريطانية، واضاف انه من غير المعقول اقحام السياسة في الامور الاكاديمية وانه ليس من شان الجامعات التدخل في السياسات الخارجية والداخلية للدول المختلفة، على حد زعمه. واضاف قائلا ان القرار الذي سيتخذ سينمي لدى المحاضرين البريطانيين مشاعر العداء للدولة العبرية وهذا الامر مقلق للغاية، على حد قوله.
واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان العديد من الجامعات الاسرائيلية اعربت عن قلقها البالغ من القرار البرطاني، واكد عدد من المحاضرين لهارتس الاسرائيلية ان القرار سيؤدي الى تاليب الراي العام في بريطانيا ضد الجامعات الاسرائيلية بشكل خاص، وضد الدولة العبرية بشكل عام.