الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 11:01

ترانيم غجرية - نمر سعدي


نُشر: 16/02/09 09:20

(1)

 حتى من اللا وعيِ تطلعينَ.. تنظرينَ.. تعشقينْ

كنتُ ملاكاً باكياً.. وكانَ يومي يابساً كالدمِ.. كالرمادْ

تبدَّدَتْ خيوطُ عمري..انطفأتْ شموعُ قلبي

هرمَتْ كلُّ الحكاياتِ ولمْ تأتينْ

كنتُ ملاكاً باكياً أحاولُ الحلولَ في يديكِ كيْ أتمِّمَ البلادْ

وطائرُ الفينيقِ في السماءْ

يكتُبني بالدمِ والرمادْ

 (2)

شعرُها في العراءْ

نهرُها كانَ يرقصُ ملءَ السماءْ

 (3)

بكاءُ جيتارةٍ عينايَ ملءَ دجى

ربيعِ كفَّيكِ والشمسِ التي انتحبَتْ

عمري وفتَّتها طولَ الهوى سهَري

بكاءُ جيتارةٍ تشكو إلى القمرِ

 (4)

 هيَّجتِ لي بوحَ السنينِ الماضيةْ

وكنتِ طعمَ الشجَنِ الحُلوِ بـخبزِ العيدْ

بنظرةٍ كتمتِها

سرُّ الهوى فيها

غمَستُ قلبيَ المفقودَ

لا أريدُ أن أحرقَ غابَ الروحِ من جديدَ..

أنهاري تموتُ ظاميةْ

 (5)

 شيطانيَ اليائسُ لا يرضى بأيِّ شيءٍ.. أيِّ شيءْ

شيطانيَ البائسْ

احترقَ المساءَ فوقَ مذبحِ الغضَبْ

 (6)

 الأرضُ خارطةُ المنفى وليلكُها

قاسٍ.. وإنِّي وأحلامي على سفَرِ

 (7)

 سحرٌ يؤجِّجُ أحلامي ويُطلقُها

كلابَ صيدٍ على ما ظَلَّ من أثري

 (8)

غيَّرني القهرُ وما غيَّرني الدهرُ الذي يغيِّرُ الرجالَ... كم سنةْ ؟

شربتُها ذوبَ صباحٍ يخلقُ الطيرَ.. وسوسنةْ

ذبحني الفجرُ بسكينٍ من الأسفلتِ... كم سنةْ ؟

أكلني الطيرُ على صليبيَ المجروحِ.. كم سنةْ ؟

كم سنةْ ؟

 (9)

 كلَّما أغرقُ في الشعرِ وفي المأساةِ أكثَرْ

كلَّما أغرقُ في ذاتكِ.... في الفحمِ المضيءْ

أتدثَّرْ

مثلَ ذئبٍ قُطبيٍّ

مثلَ عُشبٍ قُطبيٍّ

بلحافِ النومِ والحُلمِ وأمشي

فوقَ موجٍ يتكسَّرْ

فوقَ نجمٍ يتعثَّرْ

 (10)

 تصاعدَ الدخانُ من مجمرةِ الضلوعِ... يُنشدونْ

حوليَ أطيارٌ وأسماكٌ بغيرِ دافعِ الإنشادِ......

يسبَحونْ

في ماءِ روحي

هكذا الحياةْ

نُعانقُ الأوراقَ كاليدينِ والضبابَ كالشفاهْ

 (11)

 يأتونَ من فراغِ أفكاري ويجلسونْ

على غيومِ وجهيَ المُحترقةْ

ويشربونَ خمرَ أحزاني المُعتَّقةْ

ويرحلونْ

 (12)

 إن جئتُ أو فكَّرتُ أو حاولتُ أن أمُّرْ

بينَ يدينِ من تسابيحِ المجرَّاتِ ومن شيءٍ بلا شيءٍ

توزَّعتْ زهورُ القلبِ للبحرِ

تراكمَتْ على يدي نجومُ العُمرْ

 (13)

 أحملُ قربانَ الضياعِ...

ذكرياتي علبَّتها الريحُ

فالحياةُ حلمٌ مزعجٌ في آخرِ الليلِ...

جدارُ القمرِ العتيقُ يذكرُ المسافرينَ

تحتَ وطأةِ الندى وتحتَ وطأةِ الشراعِ....

في الماضي أكونُ قابلاً أكثرَ للشمعِ

أكونُ قابلاً أكثرَ للإيقاعْ

 (14)

 وعدتِ أن تـحتلَّني الشمسُ وأن يحتلَّني الضبابُ ذاتَ مرَّةٍ

وعدتِ أن ينكسرَ الزمانُ في أصابعي

ويخرجُ المهديُّ والمسيحُ من زوابعي

وعدتِ أن يصيرَ رملُ البحرِ في يديكِ أو يديَّ

كهفينِ من الآجرِّ...كهفينِ من المدامعِ

وعدتِ أن أُرجمُ في الشوارعِ

 (15)

 تبخرَّتْ أندلسٌ منِّي كظلِّ امرأةٍ جميلةٍ حسناءْ

كانتْ تزورُ فيكِ أيامي وكانَ الليلُ كالمسمارِ في حذاءْ

يا موجةً تصهلُ في الغيمِ وفي مفاصلي تَصهَلْ

يا نورساً يرحلُ في النومِ وفي دفاتري يرحَلْ

إلى متى يكتئبُ البحرُ ويذوي الشجرُ الأزرقُ في السماءْ ؟

 (16)

 ظلُّكِ الراقدُ في نفسي وفي ظُلمةِ غاباتِ جليدي

جاءَ يصطادُ حمامي

جاءَ يغتالُ خيولي

وأنا أنمو كعُشبٍ طحلُبيٍّ في قيودي

 (17)

 لذراعيكِ مواويلُ البطولةْ

واشتهاءُ النارِ والأمطارِ في عينَيْ جميلةْ

وأنا أبحثُ عن سيفي وعنِّي

تحتَ أبوابِ سمَرقَندَ.. وفي كلِّ انتصاراتي الطويلةْ

 (18)

 وانقضى خريفنا الآتي ولم نعرفُ سرَّينا

نمَتْ فوقَ يدينا شجَرةْ

وظللنا غُرباءْ

في مهبِّ الحُبِّ تذرونا الحقولُ الممطرةْ

وتقوَّسْتُ على زندكِ أو زنديَ...لا أذكرُ .. في ذاتِ مساءْ

أرى في عينيكِ مجدَ أمَّتي وجبهتي المُنكسِرةْ

 (19)

 لو كنتَ تعرفُ ما تجيءُ بهِ الحياةُ لكُنتَ تُهتْ

لو كنتَ تعرفُ ما يجيءُ بهِ الرمادُ لكنتَ في قلبي احترَقتْ

لو كنتَ تعرفُ ما الوطنْ

كنتَ اندثَرتَ بظلِّ بيتْ

 (20)

 لا روحَ فينا غيرَ ما يأتي بهِ السأمْ

باهتَ كالنهارِ أو يائسَ كالبحارْ

يحملنا للشمسِ كالزنبقِ في جدارْ

 (21)

 لا شيءَ غيرَ الشفقِ الأزرقِ في القممْ

وكلُّ ما نُحسُّهُ سأمْ

وفي مياهِ قلبنا نكتبُ كلَّ شيءْ

نُبحرُ مع كلِّ الرياحِ ونذوبُ قطرتانِ في سديمِ الضوءْ

 (22)

 نضيعُ في عذابنا المجروحْ

ننهدُّ كالإعصارِ منهوكينِ في الجبالْ

يصلبنا ايماننا العميقُ في السفوحْ

ونبتني صومعةً لربَّةِ الجمالْ

لسبعِ حورياتٍ انصهرنَ في دمي

وكُنَّ يخرجنَ من الضفةِ كلَّ عامْ

لسبعِ موجاتٍ حريريَّةْ

يصهَلنَ في أصابعي ليلاً فلا أنامْ

يهطُلنَ أمطاراً ربيعيَّةْ

على رصيفِ الشارعِ الحالمِ في الكرملِ بالخزامْ

 (23)

 على بقايا الليلِ يهطُلنَ وفي الساحاتْ

أحصنةً جامحةً يركضنَ لا أعلمُ من أينَ قفزنَ

أمن القلبِ الذي يبكي أم اللوحاتْ ؟

 (24)

 وحدَها آهِ في عرباتِ الخيولْ

وحدَها آهِ تركضُ في جهةٍ سابعةْ

وتغنِّي بعالمِ أحلامها.....

مقالات متعلقة