* إفريقيا وأمريكا الجنوبية هما الأكثر عرضة لهجوم من قبل حزب الله بسبب الأنظمة الضعيفة نسبيا في هاتين المنطقتين

* نصر الله:"إسرائيل وجدت في اغتيال مغنية نصرا حاسما لها، أما نحن فنراها بشارة بالنصر الحاسم والنهائي"

*" نحن في معركة حقيقية ندافع عن وطننا وشعبنا ومقدساتنا في مواجهة كل الأطماع والتهديدات من إسرائيل وأمريكا ومن يقف وراءهم "

هل ينفذ الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وعده بالثأر لاغتيال المسئول العسكري للحزب عماد مغنية في 12 فبراير 2008 ؟ .. هذا هو التساؤل الذي يؤرق مضاجع إسرائيل في الذكرى الأولى لاغتيال "الثعلب" كما يطلق عليه الإيرانيون أو "الحاج رضوان " كما كان يسميه نصر الله.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد كشفت في 11 فبراير أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية حذرت من أن حزب الله يعد لشن هجوم انتقامي سواء كان ذلك عبر اختطاف إسرائيليين أو شن هجمات على أهداف إسرائيلية في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، حيث يمتلك هناك ما أطلقت عليه " بنى تحتية واسعة " ، كما اتهم بالمسئولية عن تفجيرين ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في بيونس أيريس في العامين 1992 و1994 .
ووفقا للتقديرات السابقة أيضا فإن إفريقيا وأمريكا الجنوبية هما الأكثر عرضة لهجوم من قبل حزب الله بسبب الأنظمة الضعيفة نسبيا في هاتين المنطقتين، وقوة الجالية العربية والمسلمة التي يستخدمها في إنشاء بناه التحتية ، قائلة :" حزب الله يبحث عن بلد يكون نظامه ضعيفا واستخباراته وأجهزته الأمنية ضعيفة، بالإضافة إلى خطوط هروب سهلة نسبيا".

ويبدو أن التقديرات السابقة تستند إلى الواقع الجديد الذي ظهر بعد اغتيال مغنية وهو أنه مثلما سارعت إسرائيل للثأر لهزيمتها في حرب تموز عبر الرد خارج حدود لبنان وضد عماد مغنية أبرز قائد عسكري في حزب الله ، فإن حزب الله هو الآخر سيقدم على رد مماثل ، فالمواجهة بين الجانبين انتقلت إلى مرحلة جديدة تكاد تكون الكلمة الفصل فيها ليست للسلاح وإنما للحرب الاستخباراتية غير المحددة من حيث الزمان والمكان.
وتصريحات نصر الله التي أدلى بها بمناسبة تشييع جثمان مغنية تؤكد صحة ماسبق ، فقد علق على اغتياله ، قائلا :" لقد قتل الصهاينة مغنية في دمشق ، رغم أن معركتنا كانت على الأراضي اللبنانية ، هذه الخطوة تعني اجتياز حدود المعركة بين الطرفين . سأستعيد كلمة واحدة من حرب تموز (أقول للصهاينة إذا أردتموها حربا مفتوحة فلتكن ووعدت بالنصر )، اليوم أقول كلمة واحدة فقط تريدون هذا النوع من الحروب المفتوحة فلتكن هذه الحرب المفتوحة وبسمع العالم كله "، وذلك في إشارة إلى اعتزام حزب الله توسيع مواجهته مع إسرائيل خارج لبنان وبالطريقة نفسها التى اغتالت بها إسرائيل مغنية.
ولم يكتف نصر الله بهذا بل إنه حاول التخفيف من التأثيرات السلبية لاغتيال مغنية بتأكيده أنه لن يؤثر على صلابة وقوة المقاومة ، قائلا:" لاوهن ولا ضعف في جسد المقاومة ، إخوة مغنية سيتحملون مسئولية استرداد دمه . لم تفاجئنا شهادة متوقعة لمغنية منذ 25 عاما ، فنحن في معركة حقيقية ندافع عن وطننا وشعبنا ومقدساتنا في مواجهة كل الأطماع والتهديدات من إسرائيل وأمريكا ومن يقف وراءهم . لماذا فشلوا وأخفقوا وخسروا حرب تموز مع أنهم يملكون أقوى جيش في الشرق الأوسط ، بكل بساطة لأنهم واجهوا في لبنان على مدى 33 يوما مقاومة جادة وصادقة ، فكانوا يقاتلون عماد مغنية وإخوانه وتلاميذه ".
واستشهد بتجارب الماضي ، قائلا :" اغتالت إسرائيل الشيخ راغب حرب أحد قادة حزب الله فتصاعدت المقاومة وأخرجت إسرائيل من بيروت والجبل وأغلب مناطق الجنوب ، ولم يكن هذا بفعل القرارات الدولية بل نتيجة المقاومة. وعادت إسرائيل لتغتال القيادي عباس الموسوي فتصاعدت المقاومة مرة أخرى وخرجت إسرائيل مهزومة عام 2000 ، واليوم قتلوا مغنية وهم يظنون أن بقتله ستنهار المقاومة إلا أن هذا لن يحدث ".
وتابع " إسرائيل وجدت في اغتيال مغنية نصرا حاسما لها، أما نحن فنراها بشارة بالنصر الحاسم والنهائي. دم مغنية سيخرج إسرائيل من الوجود وهذا الكلام غير نابع من مواقف انفعالية " ، مذكرا في هذا الصدد بكلمة بن جوريون مؤسس الكيان الصهيوني عندما قال :" إسرائيل ستسقط بعد خسارة أول حرب . إنها خاضت حرب تموز والتي قال عنها كبار جنرالاتها إنها الحرب الأولى وأكد تقرير فينوجراد فشل الجيش الإسرائيلي فيها ، خسرت إسرائيل أول حرب وبات محكوما عليها حسب وعد مؤسسها بالسقوط ".