الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 02:02

الجولان يحيي ذكرى يوم الشهداء

حسام حرب
نُشر: 09/05/06 10:22

أحيت جماهير الجولان يوم السبت 6 أيار 2006 ذكرى يوم الشهداء تخليداً لذكرى الشهداء العرب اللذين أعدمتهم السلطات العثمانية في 6 أيار عام 1916 في ساحتي بيروت ودمشق. وقد بدأ اليوم في قرية بقعاثا بجانب نصب الشهداء حيث قُرأت الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار وتم الوقوف دقيقة صمت على أرواحهم، ثم وضع إكليل من الزهور على نصب الشهداء في ساحة الشهداء. ثم انتقل المشاركون إلى مجدل شمس حيث وضعت أكاليل الزهور على تمثال المجاهد أسعد كنج قائد الثورة السورية الكبرى في إقليم البلان، ثم تجمع الجمهور في ساحة مجدل شمس المركزية (ساحة سلطان الأطرش) وبعدها انطلقوا في موكب يتقدمه الشيوخ إلى ساحة الشهداء حيث وضع عدد من المشايخ الأفاضل إكليلا من الزهور على نصب الشهداء وتليت الفاتحة ثم ألقيت بعض الكلمات في المناسبة.
تولى عرافة الحفل السيد حسن فخر الدين، ثم ألقى الأسير المحرر رضوان الجوهري كلمة جماهير الجولان، وألقى الشاعر نواف الحلبي قصيدة شعبية تتغنى بالوطن والشهداء. وقد تم في هذا اليوم إزاحة الستار عن مجسم تذكاري يحمل أسماء الشهداء الذي استشهدوا إبان الثورة السورية الكبرى في منطقة إقليم البلان بقيادة الشيخ المجاهد أسعد كنج أبو صالح ضد الاستعمار الفرنسي، والمجسم هو هدية من نادي الطليعة إلى مركز الشام في مجدل شمس، وقد صممه ونفذه الشاب أيمن محمد المرعي من مجدل شمس.


وجاء في البيان الذي القي باسم جماهير الجولان:" إننا اليوم نقف إجلالاً وإكبارًا لنحيي ذكرى أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، ذكرى شهدائنا الخالدين ،الذين تبعثرت أجسادهم أشلاء، ودمائهم تناثرت عبقاً لتروي أرض الوطن ، وليكبر فيه أبن الوطن حرًا ،مرفوع الهامة بكبرياء النضال والتضحيات والبطولات . بطولات أجدادنا المجاهدين, الذين منهم من ذوى شهيدًا، ومنهم من ثابر بالنضال حتى تحررت أرضنا وتحرر شعبنا. اليوم نقف لنذكر ذاك الزمان ونحمل منهم زادنا لزماننا هذا ،ذاك الزمان برموزه وقادته امتداداً من يوسف العظمة وصالح العلي وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وصولا إلى قائد الثورة السورية  الكبرى سلطان باشا الأطرش، والثائر أسعد كنج أبو صالح قائد منطقه إقليم البلان ورفاقه المجاهدين، أولئك الذين رفضوا الذل والهوان حيث زغردت بنادقهم في كل مكان .أهلنا الكرام .. إننا اليوم نقف حاملين ذات العهد، عهد الصمود والذود عن الوطن، ولنعلن  بأننا وجولاننا خاصرة سوريا الجنوبية التي تحميها من كل شر وعدوان، من كل مؤامرة تحاك ضد وطننا وشعبنا وقيادتنا".
على شرف السادس من أيار ذكرى عيد الشهداء، أقامت رابطة الجامعيين، ومؤسسة قاسيون ونادي الشباب، وفعاليات وطنية أخرى في الجولان العربي السوري المحتل  حفل تكريم تخليدا لذكرى الشهيد الأسير هايل حسين أبو زيد، والأسير المحرر من سجون الاحتلال الأسير سميح سليمان سماره. وقد شارك العشرات في حفل التكريم الذي عقد في مقر رابطة الجامعيين في مجدل شمس، وتخلله لقاء مفتوح مع الأسير سميح سماره تحدث خلاله عن ظروف الاعتقال، والظروف المعيشية لأسرى الجولان السوري المحتل والأسرى العرب، وعن تجربة الاعتقال الشخصية التي مر بها في سجون الاحتلال، ودور الرعيل الأول والثاني من أسرى الجولان في تعزيز وترسيخ العلاقات الوطنية والنضالية مع أبناء شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة، والإسهامات الكبيرة التي ساهمت في خلق هذا التواصل النضالي بين الساحة السورية المحتلة في الجولان والساحة الفلسطينية.
وقد نوه الأسير المحرر على أن "أسرى الجولان هم كتلة وطنية ونضالية واحدة لا تتجزأ، تسود فيما بينهم علاقات سياسية تحتكم إلى تعددية الآراء والأفكار السياسية، وهذا أمر طبيعي وصحي، ومطلوب أيضا"، مشددا في الوقت نفسه إلى أن أسرى الجولان يتعاملون مع أي جهة أو لجنة وطنية تسعى إلى دعمهم وإسنادهم وتسعى إلى المطالبة عن الإفراج عنهم وتحررهم. وقد أجاب الأسير المحرر عن أسئلة واستفسارات الجمهور المتعلقة بوضع أسرى الجولان بكل شفافية وصراحة، لإزالة بعض الالتباسات والغموض حول قضية تمثيل الأسرى، وتعددية الآراء السياسية التي هي حق لكل أسير"
عريف الحفل، السيد سلمان فخرالدين، تحدث أيضا عن ظروف الحركة الاعتقالية فترة السبعينيات، وأثرها في بناء المؤسسات وذهنية التعددية وقبول الأخر، وإسهاماتها الثقافية والفكرية على الساحة السورية في الجولان المحتل ، وأهمية العلاقة النضالية الفلسطينية السورية في الجولان في بناء جيل واعي ومدرك لقضاياه ومسؤولياته.
بعد اللقاء مع الأسير المحرر، استهل عريف الحفل بتكريم الشهيد الأسير هايل أبو زيد، الذي قال عنه" انه من الممكن أن ينسينا الزمن هايل أبو زيد وتراجيديا استشهاده، لكن يستحيل مهما طال الزمن أن ننسى والد الشهيد هايل العم المرحوم أبو هايل حسين أبو زيد، فتكريمنا للشهيد هو أيضا تكريم وتخليد لذكرى والده الذي جابه بصدره وراحة يديه قائد القوات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، وجنوده مانعا إياهم من دخول حارته أثناء انتفاضة شباط عام 1982." بعد ذلك دعي إلى المنصة السادة اسعد الولي والسيد احمد القضماني، والآنسة نوال مصطفى محمود (شقيقة الأسيرة أمال محمود) إلى تقديم الهدية الرمزية للأسير المحرر سميح سليمان سماره، وتوجه بعدها العشرات من الحضور إلى منزل الشهيد الأسير هايل أبو زيد.

مقالات متعلقة