الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 07:01

الأحزاب العربية...بقلم: اشرف الياس


نُشر: 08/02/09 08:12

ننا نضيع وقتنا في نبش التفاصيل , ونعاني كثيرا من استخلاص الخطوك الكبرى من الماضي لانه عندما نستخرج تلك الخطوط تتخالط وتتلابس بشكل محزن توصلنا لطريق مسدود وطبعاً كلما اقتربنا من الحاضر توجب على التاريخ ان يفسح المجال لنقد من قلمي ..
اشهد ان هذا ليس بالعلم ولا المعرفه ولا الفهم ولا الادراك بل انه استعراض قوه وادعاء سلطه مطلقه بحجه الحفاظ على شعبنا المسكين وفي نفس الوقت هوتضييع للوقت,وهو اساس للتفرقه الجماهريه من اجل النيل من جماهير شعبنا وتشتيتهم, ومزود بما يجعله مستساغاً نسبياً لدى جمهور أعد مسبقاً للإصغاء الى حقائق مفتوله العضلات.
الان الان وفي هذه اللحظه ينفجر في صدري شعور بالشفقه لا يحد عليكم , كما الارض العطشى الى الماء .
الأرض المرويه هي التي تتعزز أما الأرض العطشى فتتهشى , وتمتص حتى الندى , قبل وصوله أليها,لم أبالغ في وصفي للحاله لأن حالتكم أشد بؤساً من وصفي.
انا لست سياسيا ولست كاتباً يطمح أن يزغرد التاريخ لكلماته وليست لدي أيه مكرسات تقليديه أعتنقها وأقوم على خدمتها , أنا شريد في ضوء البحث عن الحقيقه والمصداقيه ومرتبطا بالتطلع الأسمى إلى سبر الحقيقة واستشاف المبهم,وأيقاظ الهاجعين , وتحقيق العداله وانصاف ألأنسان.
لقد أتفق العرب على ان يتفقوا ,هذا ليس بلغريب فتريخنا حافل من اقصى الشرق الى اقصى الغرب وسياستنا معروفه على مر العصور , شعبنا ساذج وعقولنا هشه....
أن قضيتهم واحده وفلسطين واحده وطلباتهم واحده وايدلوجيتهم واحده أما هم فما أكثرهم , هذا التناقض وحده كفيل لايضاح الصوره لكم وكفيل لأيصال فكرتي , ومع بدأ العد التنازلي بدأت الأحزاب العربيه "الرالي" فيما بينها محاوله كسب كل صوت بأي طريقه كانت وبأي اسلوب  متناسين الخطوط الكبرى والهدف الأوحد لأساس وجودهم , أن هذه المعرفه وهذه الحقيقه حاده ومريعه في معناها الأعمق ودلاله تامه وبرهان قاطع على اننا منقسمون شر أنقسام على بعضنا ,حتى أن الأحزاب العربية بدورها لم تفلح في طرح برامجها وتصوراتها ولا الفروق في ما بينها وإكتفت بالتنافس في التربص لليبرمان،الذي نجح بدعايته الأنتخابيه ولفت الأنظار الأسرائيليه له.
نطالع في وسائل الإعلام على تنوعها نقاشاً جاداً ونقداً حاداً يستمر لفترات ويخبو فترات أخرى، من مسؤولين ومثقفين ومفكرين للمشروعات المطروحة من مختلف الاتجاهات والتيارات الحزبيه ، ولكن أحداً لم يتنبه إلى عدم وجود مشروع وطني داخلي وموحد للعرب، أو على الأقل يبحث عن الموقف العربي من صنع مشروعه للمستقبل , أين المشروع الأوحد أيتها الأحزاب العربيه ؟أين المشروع العربي الداخلي للإصلاح والتطوير والتنمية السياسية؟ والذي هو الضمان الوحيد لحصولنا على كامل حقوقنا والذي يعتبر احد أهم الأسس في بناء جيل مثقف واعي سياسيا واجتماعيا.
الحراك السياسى العربى بشكل عام شبه مشلول، فما هو دور الأحزاب العربية فى تأسيس نواة حقيقية لتفعيل العمل العربى المشترك في الكنيست ؟
للآسف لا يملك الأعضاء العرب أي مشروع لتفعيل العمل العربي في الكنيست ولا أي مشروعاً وطنياً لعلاج الأمراض الاجتماعية المتوطنة، من الأمية والجهل والبطالة وانتشار ثقافة الهزيمة، وضعف القدرة على الإنتاج، والشعور بالقهر والاضطهاد، والتطرف والعنف، ناهيك عن التخلف العربي في كثير من المجالات ,ولذلك اصبحنا اليوم مجتمعاً خاويا فكريا وسياسيا  وذلك بسب انقطاعهم عن واقعنا أليم وانشغالهم بأمور خارجيه "مثل السفرالى دول تعتبر معاديه لأسرائيل لكي يتعلموا الدكتاتوريه على أصولها" ,فلا أذكر أي انجاز حقيقي للأعضاء العرب في الكنيست وفي الدوره الحاليه, سوى تأجيل موعد أمتحان البسيخومتري, وهذا يدل دلاله تامه على فشل ذريع في أيديولوجيا الأحزاب العربيه في تحقيق نهضه سياسيه مرموقه , فيالا درامية الأحساس بصغار الموقف وضخامة المأساة فهم لم يقدموا سوى العبارات الرنانة، والشعارات البراقة، وأما الواقع فهو زيف وخداع,فلقد فشلت سياستكم فشل ذريع بسبب افتقاركم لبرنامج ملموس لحل القضايا الحياتيه وفشلتم فى التكيف مع الواقع الحالى والسبب بذلك هو تخلف خطابكم السياسى وعدم تجدده منذ سنوات طويلة وتوقفه عند مرحلة بعينها ورفض غالبيه الأحزاب العربية تطوير هذا الخطاب مما زاد الفجوه بين الأحزاب العربيه والجماهير.
انا لست ضد أن تكون القضيه الفلسطينيه في الخطوط الكبرى والعناويين الثانويه لأحزابكم ولست ضد دفاعكم عنها وعن الأرض وعن سياسه الهدم الأسرائيليه فهذا جيد وهام وجد ضروري ولكن حان الوقت  الان أن تتحدثوا عن ما نتوق نحن له وعن احتياجاتنا لطرح مشروعكم المستقبلي وطريقه لتنفيذه فهذا لم يكن واضحاً ابداً وحتى هذه اللحظه.
أنها الثوره العاصفه في أقصى حدودها فقد حان الموعد الأن ان يكون عرب الداخل ايها النواب العرب موضع اهتمام أساسي في مدونات مذكراتكم من أجل العمل الجاد  لتحقيق المساواه الكامله لهم في دوله اسرائيل ,
كل هذا يفرض على الأعضاء العرب أمراً واحداً: أن يكفوا عن الكلام ويبدؤوا الفعل؛ أن يكفوا عن البحث عن شماعات للتحجج بها، ويقرروا من اليوم أولى خطواتهم تجاه بناء  مشروع وطني شامل يكون جسراً نحو المستقبل، وينفضوا عن أنفسهم غبار السنين، ويطرحوا أرضاً المعوقات، فلم يعد هناك مكان للاختباء أو طريق للهروب، فالتحديات والمخاطر أمامهم، ومشروعات الهيمنة على رقابهم.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
244935.53
BTC
0.53
CNY