عندما دعوت الى المقاطعة المؤقتة لانتخابات الكنيست القادمة هوجمت واتهمني البعض بالانهزامية وراى البعض بانه لا جدوى من هذه الدعوة وهناك من ذهب ليفهمني بان صوتي سيذهب الى اليمين المتطرف ..ولم احاول وقتها ان اجادل احدا او اتناقش معه لاني على قناعة تامة بان ما وصلت اليه انا قد وصل له العديد من ابناء الجماهير العربية ,اجل سادتي العديد من هذه الجماهير مل الوضع الراهن وكره ما الت اليه امورنا واوضاعنا على جميع الاصعدة , قد يكون البعض محقا في موضوع المقاطعة وعدمها وقد لا تحقق الغرض لكنها اليوم وفي هذه الانتخابات بالذات وان كانت جماعية تكون تغيرا نوعيا بحد ذاته يحدث ضجة من نوع اخر ..ضجة تضطر العديد منا الى الاستيقاظ والانتباه الى ذلك المسار الخطير الذي نتجه بموجبه نحو ما هو اخطر ,وقد يعيد الى الاذهان ذلك الجحم الذي نشغله كوسط يؤدي واجباته ولا يحصل على حقوقه واعود لاذكر بمظاهرة سخنين والتي جمعت كل القوى والتي اختفت قياداتنا عن قيادتها خشية ان تتهم بالمتاجرة بدماء اطفال غزة لغاية انتخابية ,فانكشف وجها جديدا لحقيقة ما يحدث الا وهو ان هذه القيادات تعمل وتضع برنامجها السياسي بحساسية وخجل قد يضيع الهدف بدل ان يوصلنا اليه .. سادتي انا هنا لا اقلل من شأن القيادات بل اشكرها ولكني كنت اتمنى على هذه القيادات التوحد بدل التضارب بالخطابات السياسية والتراشق بالمواقف الوطنية واحتكار العمل السياسي ,كنت اتمنى على هؤلاء الذين رأوا بمقالتي السابقة وفكرة المقاطعة المؤقتة انهزامية كنت اتمنى عليهم ان يتصدوا لتلك المعركة التي تقودها مرشحة حزب التجمع المراة العربية التي ستمثل الوسط العربي معركتها الوحيدة على مشروع الجبهة "الشراكة العربية اليهودية "وبالمقابل ترد الجبهة بالمدفعية ...كنت اتمنى على هؤلاء الخروج الى الشوارع لمطالبة قادة الوسط العربي للتوحد وليس للعدو خلف ائتلافات توصل الى كراسي بالية في الكنيست ونزاعات داخلية تخدم السلطة"وتطفش "الاصوات العربية.. لقد مللنا وزهقنا ونحن نقف مكاننا وكرهنا ذاتنا ونحن لا نلتقي بقادتنا الا في مواسم الانتخابات وهجوم ليبرمان على النواب العرب ...لقد تعبنا ونحن نرى المنافسة بين الاحزاب العربية لا تتجاوز حدود الاحزاب العربية وكأن الانتخابات تدور فقط بالوسط العربي وليس في كل البلاد وبين احزاب يمينية تحصد من الاصوات العربية ما يكفيها لاضافة عدد كراسيها ونوابها في الكنيست .. سادتي قد اكون مخطئة في دعوتي الى مقاطعة الانتخابات لكنها فكرة ممارستها لمرة واحدة لن يهدم الكرة الارضية ولن يسجل خسائر تذكر ,بل قد تصيب اهدافا لم نعرف حصدها من قبل ...انها ليست فكرة عبثية انها فكرة تستحق التجربة وهي تسير بموازة مطالبة قادة الجماهير العربية اخذ زمام المسؤولية على اكمل وجه وليس البقاء في دائرة التراشق بالتهم من جهة والتسلق على جدران التحالفات البالية من جهة اخرى ..اجل ان قيادة الجماهير العربية مطالبة اليوم باحداث تغيرات في مسارتها وقيادتها نحو ما هو افضل على هذه القيادة ان تدرك الهدف الحقيقي من وجودها في موقع القائد ,المسألة لم تعد تحتمل هذا الاستهترار والانقياد خلف سخافات ..توقفوا عن الهجوم على البعض بهدف كسب الاصوات ...انتم تمزقون الاصوات العربية وليست المقاطعة من يفعل ذلك ...اذا كانت المقاطعة ستحرق اصوات العرب وتضيفها الى اليمين المتطرف فان هذه المعركة الدائر رحاها بين الاحزاب العربية يقوم بذات "الواجب".