الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 06:02

خطوط حمراء...بقلم: خالد وليد كامل


نُشر: 28/01/09 17:59
حدودُكَ الحمراء إلزمها
 - قالت-  أجننتْ؟
لست إلا صديقي, إلى أين شططتْ؟
ويحك.. من سمح لك بحديث كهذا
ممن استأذنتْ؟
أنا العفة تمشي على قدمين..
أنا الشرف.. أنا الطهر هلا تأدبتْ
آحمق أنتْ؟ كيف تجرأتْ؟
تعاهدنا على صداقة فقط
ما بك عهدك قد خنتْ
مريض الخيال أنتْ..
حانث باليمين أنتْ..
ما بكَ حدثتَ فكذبتْ
وخنت إذ ائتمنتْ
ما كذا عهدي بكَ
ما أنت الذي عرفت..
تصبح على خير
هي القطيعة قد حكمتْ.
 - طفلتي مهلاً ..
ما بك بعد الوصل قطعت
ألم تعرفي أني بدائي الطبع
متهورٌ.. أهوجٌ.. من عجلٍ خُلقتْ
حدودكِ الحمراء لست أعرفها
بإمتحانكِ الجغرافي قد رسبتْ
لأنني أميُّ, علم النساء ما تعلمتْ
أميٌّ في الحب أنا, قبلك ما قرأتْ
لعمري ما كنت خوّاناً
لعمري أمام عهودي ما وهنتْ
لكنني لست ممن يرضخ لمخلوقٍ
لست ممن تضمهم شروط واتفاقياتْ
متخلفٌ أنا.. مليءٌ بالعاهاتْ
معذرة إن صورتي عندك قد شوهت
هذا أنا لا أتجمّل, معذرة منكِ إن خذلتْ
فأنا شرقيُّ الطباع قبل أن أولد طُبِعتْ,
قبل أن اولد, على أنفة العروبة جُبلتْ
لمّا قال الله للرجولة كوني..
أنا كنتْ,
لست قديساً يا طفلتي
ولا على الأخشاب صُلبتْ
كافراً طول الزمان كنتْ
وعند محراب عينيك آمنتْ
كافرٌ بحضارتكم, بمدنيتكم ,
بتجملكم, بنفاقكم الحضريْ
بزيفكم كافرٌ أنا, لأنّي بدويْ
من رمل النفوذ الكبرى عُجِنتْ
خواص الطبيعة خواصي,
لعمري ما تصنعت
أنا رياح خماسينية, أو برقٌ ورعدْ
  أو حرٌ وجفاف أو بردْ
وسط العصا ما أمسكتْ.
هل تفهمين الآن يا طفلتي؟!
بيننا مسافات طويلة لستُ بقاطعها
وبحار مهالك عميقة لستُ عابرها
وطباع شرقية وطبيعة عربية
لست بخالعها
أعار إن كنت على خواصي حافظتْ؟!
قالت: بل مجرم أنتْ,
لأنك بأنوثتي قد تغزّلتْ.
- أمجرم إن كنتُ في حضرة الجمال تكلمتْ
أنا ابن امة صنعتها الكلام
قولي لي كيف ألزم الصمتْ؟!
في حضرة الجمال.. في حضرة قاتلي,
كيف ألزم الصمت..
كيف أطفئ النار فيّ  أين أروح بتفاعلي
لست صنماً تعبدين حسن إصغائه
ولست فراغاً تجرد من كيميائه
جمالكِ رأيتُ.. فانفعلتْ..
 فاندفعتُ.. فقتلتْ
بك حلمتُ فقتلتُ كيف حلمتْ
لست آسفُ على ودكِ الذي هجرتْ
ولن أنتحب على أطلال قد هدمتْ
لكن يا طفلتي لا تزيفي الحقيقة
لست صديقكِ بل حبيبكِ
وأنا لحبك خلقتْ.

مقالات متعلقة