الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 20:01

الى العام الجديد بقلم عماد جرايسي


نُشر: 25/01/09 21:22

ودع الانسان عاما قد جف دماء ألناس ورقص على أشلائهم وهتف باستهزاء للقتل ولاغتصاب ألكبرياء, واستقبل عاما في أول لحظاته تلعثم بأجساد ألمقتولين, وترنح على أهات ألسامعين, عاما قد عانق ألسحاب وجرى في اولى دقائقه خلف ألسراب, عاما استنشق زهرة ألضياع, فتأرجح في اولى ساعاته ما بين ألرياء والخداع , بين ألمجهول وبين عتيد متخبط مقتول.
أرى الانسان كشمعة كلما زاد نوره يذوب, يتفائل ألتشائم , يرنوا بين زقاق ألواقع ويجوب, خائفا , تائها من ألمستقبل ألمشئوم.
يرى كل شيء لا شيء, لا يمنح ألايمان لنفسه, يساوم على قدراته ويستسلم لللامبالة , للاستبداد ألنفسي, فيدرج في أسفل ألمقامات تخييرا وليس عسرا.
ان جفت مياه ألأرض فستملئ مقلي ألبحور, وان غاب ألليل الى (كان) فستكون أحزاني ألحلكة ألظلماء, فأنا ليس ككل ألناس, أنا نور كباقي ألناس لكني قد عاهدت ألسماء بأن لا أذوب, وأقسمت بأني سأمنح لنفسي ألمستقبل ألمطلوب وسأكون الأنسان ألمعهود, فعذرا أيها ألعام ألجديد فمهما كنت سأبني أنا زمني ألمنشود.
تعلم مني ألقليل أيها ألعام ألجديد, ألحزن ألداخلي منارة ألابداع, ألمحبة ضمان ألاستمرار وليس ألخداع, ألصبوة ستبكيك يوما على ألأطلال, ألتقوة باطنية ولب ألانسان , خذ ألتفائل وعشه ولا تنسى ألأحلام, لا من ناطق قد وصل ألكمال, اتقاء ألله واجب, رضاء ألام وسام على ألصدر ورضاء ألأب مفخرة للنفس, لا لللاستسلام لأي سقم يراود ألجسم, ألحرب عار ألانسان والسلام ضمان ألابتسامات.
ربما ستتهمني بالقاء ألفلسفات, لكني احاول تجسيد واقع يرجوه ألناس, فقد ثكل ألزمن مصداقيته, وسلب من ألناس معاني ألانسانية ألحقيقية ومنحوا الانسانية ألزائفة, فقد غرهم ألمال, وجذبهم طغيان ألاقتتال, أسير بشوارع ألمدينة وأنا أحاول ألاقتناع بتحسن ألأحوال.
أيها ألعام ألجديد, لا تأخذ ألانسان مرجعا للتقدمية, فستعرف حتما مدى بدواخلهم ألقوى ألرجعية, فالناس قد حطط أقدامهم في ألحنايا ألوهمية, أعمتهم حياتهم أللا منهجية, فاياك ثم اياك أن تأخذ ألانسان رجعية.
رست في أللاواعي أفكارهم, وانبح صوت ألحق وماتت ألابتهالات, هذا جزء من ضياع ألانسان, فيا عامي ألجديد, اتركني اسامر أحزاني فهي منبع مفرداتي, دعني أرشف ألهم فهذا يعطي ألجمال لكلماتي.
يا سيدي ألعام ألجديد, أنا لا أبحث عن صوري في ألجرائد, ولا أنتظر من غيري ألموائد, بل أرجوا أن لا تستباح كتاباتي.
أيها ألعام ألجديد  , زعم ألناس أن ألزمن مالك (أليكون) وبيده  ألقرار, لكنهم لم يعرفوا أن ألانسان هو صانع ألاحداث والأقدار, فلو كان ألناس شئنهم شئن ألأحجار لتفانت أجساهم واذلت كرامتهم.
أليوم وكل يوم ينتاب بلدي موجتا همجية قاتلة, واليوم وكل يوم يسقط ألمئات في ألحروب ألجاهلة, وكأن أخذ ألانسان بوتقة تعسفية رمته في ركن قتل ألحب والأنسانية ألمتعرجفة ألمائلة.
اعذرني أيها ألعام ألجديد, فقد انهالت على مسامعك أحزاني, وضربت أشهرك انفعلاتي, فدع عنك عتاباتي فأنا اعشق حياتي.

مقالات متعلقة