الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 16:02

صورة آل غزّة! بقلم مروان مخّول


نُشر: 23/01/09 20:44

هذا الرّكامُ المُرُّ في غزّة
نبتت عَليهِ ذِراعُ طفلٍ لوّحَتْ
للهِ من يومينِ
لكنَّ السَّماءَ تَحجّبتْ..
إذ أَجّرتْ للطّائِراتِ مَحلّها الرَمزيّ
كي لا تُرى تلك اليَدُ الحُبلى بعنقاءِ الرَّمادِ
وما يُسمّى بالأَمَلْ.
بالأمسِ قد أقنَعتُ نفسي أن تَنامَ
ولا ترى التلفاز؛
شاهدتُ أبعَدَ من خَيالٍ جارِحِ الرؤيا؛
كانَت كِلابٌ في رَفَحْ
تستطعِمُ الآلامْ.
كانت طُفولَتُنا المُصابَةُ
تَرتجي بالكلبِ "مَوّتني"
لِتَرتاحَ المَشاعِرُ من خُطى الطّاغوتْ.
أرواحُ في شبهِ المَباني؛
تنتَهي رقمًا تَراوَحَ بينَ ثانِيَةٍ وأخرى ناقِصًا، وشَظايا.
يا موتُ مَن بَعَثَكْ؟
مَن زاحَ  هذا الغيمَ في عزِّ الشِّتاءْ؟
كي تكتَشفْ غِربانُهُم نبضًا على وَشَكِ الحَياةْ؟
يا موتُ لا تبحَث عَنِ الأطفالْ
ارحلْ..
فقد ذَهَبوا إلى البرّادِ في المَشفى بِمُفرَدِهِمْ
كلُّ الأحبَّةِ يسهرون هُناك.
في الطّابِقِ العلويِّ "حَسنى" أمُّهُمْ
ماتت عَلى عَجَلٍ
لِكي تَحجِزْ مَكانًا في المَقابِرِ للصّغارْ. 
يا موتُ من وَصّاكَ بي
يا موتُ منذُ مَتى تُطلُّ عَلى صِغارِكَ بالمَدارِسِ
أنتَ تعرِفُ أنَّهم ليسوا هُناكَ
ألم يَقل لَكَ طيشُكَ الغاوي بأن اليومَ عيدْ؟
فلأسألكْ..
أينَ النَّبيونَ القُدامى
لا يُنَجّونَ البلايا من رَصاصٍ ساذِجٍ؟
بل كيفَ لا أفهمْ بأنَّ الكُفرَ مِفتاحٌ
لبيتٍ قد يُسوَّى بالخَطَأ؟
لا بيتَ في البيتِ المُجاوِرِ للنّجاةْ.
إنّي أرى ما لا يُرى
وَبِربِّ من جَعَلَ المَواجِعَ نُكتَةً
من صنعِ رؤيايَ يا مَن ضَحَّكَ الجاني عَليّ.
عَوّلْ على المذبوحِ يا قلبي المُهادِنِ وانتَبِهْ
للحجمِ في حِرَفِ البَّنادِقِ والسُّكوتْ
سلّم على الغفرانِ قد كرّرتَ ذبحي
بالتَسامُحِ والعُواءِ على عَدَمْ.
ما لي وما الإنجيلُ لم يمسح دُموعَ الجرحِ
يومَ يُبدِّلُ الجلادُ جلدي كي أظلَّ
على أَلَمٍ وأعلى من سُقوطِ الأحجِيةْ.
يا أيها الرّحمانُ خبّرني؛ 
هل كنتَ تجهَلُ صانِعَ الحربِ الحَديثَةِ
أم تُساوي السيفَ من زَمَنِ القَبائِلِ
بالقَنابِلْ؟
هل كنتَ تمزَحْ
فَهّمني؟
أينَ القِيامَةُ من أناشيدِ المَذابِحِ
هل تَرى جدوى لجنَّتِكَ البعيدَةِ في خِضمِّ مَآتِمٍ
أقوى مِنَ الموعودِ في فيلمِ التّعاليمِ التي
حوّلتَها غَلَطًا إلى التحريفْ؟
هل فازَ من حَبَّكْ؟
جاوِبْ!

مقالات متعلقة