الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 07:02

"ماهية جيش محتل لشعب" في السبيل


نُشر: 27/02/07 20:00

بعض الجنود خلال شهاداتهم: اقتحام منازل المواطنين لمجرد الرغبة بمتابعة مباراة كرة قدم، فيتم الاستيلاء على منزل معين وفرض الحصار على سكانه الى حين انتهاء مباراة كرة القدم



بمناسبة مرور اربعين عاما على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، استضافت جمعية السبيل للاهوت التحرر في الناصرة، عودد نعمان من تنظيم "كسر الصمت" حيث قدم محاضرة بعنوان "ماهية جيش محتل لشعب".
واستهل نعمان محاضرته بتقديم لمحة عن تنظيم  "كسر الصمت"  الذي قام بتأسيسه عدد من الجنود الاسرائيليين من الوحدات القتالية الذين قضوا فترة خدمتهم العسكرية في الخليل بالاساس، وانضم اليهم فيما بعد  جنود ادوا الخدمة في سائر المناطق الفلسطينية، وبعد انتهاء فترة الخدمة وتسريحهم من الجيش وانطلاقهم للحياة المدنية قرروا كسر الصمت والحديث عن ما جرى في فترة الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة.



وتابع نعمان حديثه "كلنا خدمنا في الجيش في المناطق الفلسطينية وكان لكل جندي مهام منهم من كانت مهمته الحراسة والعمل في الحواجز ومنهم من كان يقوم بدوريات عسكرية وخلالها يتم اعتقال ناشطين في التنظيمات الفلسطينية، لكن من جهة اخرى شاهدنا واقع الحياة للطرف الاخر والذي يتمثل باصابة مواطنين مدنيين دون ذنب اقترفوه، منع طلاب المدارس من الوصول الى مدارسهم، ومنع السكان من الحركة وقضاء حاجاتهم اليومية بسبب فرض حظر التجول، الاباء الذين لا يستطيعون توفير لقمة العيش لاطفالهم بسبب عدم السماح لهم بفتح محلاتهم التجارية واخرين بسبب منعهم من دخول اسرائيل للعمل".



واضاف نعمان ان قيادة الجيش فرضت على الجنود الذين يخدمون في المناطق الفلسطينية مهام عديدة لكن ما تبقى لهم هو مهمة واحدة بعد تسريحهم من الجيش هو التحدث واظهار حقيقة ما جرى هناك وعدم اخفاء شيء، ولاجل ذلك كانت اولى مبادرات "كسر الصمت" اقامة معرض صور "مقاتلون يتحدثون عن الخليل" وكانت لهذا المعرض أصداء كبيرة  واحدث جدلا واسعا بين الاسرائيليين انفسهم حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لمثل هذا المعرض.



وتطرق نعمان الى مشروع جمع شهادات حية من جنود انهوا فترة خدمتهم في المناطق الفلسطينية المحتلة وعرضها امام وسائل الاعلام، ولفت نعمان الانتباه ان الشهادات والروايات التي تحدث عنها الجنود لم تبقى في اطار الروايات الشاذة عن المألوف او ان ابطالها من الجنود هم مجرد اعشاب ضالة، لكن ما يحدث في الواقع هو ظاهرة خطيرة ولها أبعاد مختلفة وسرعان ما تحولت الى شأن اعتيادي فالجنود في الوقت الذي يقومون خلاله بحماية دولة اسرائيل من خطر محدق يقومون في الاوان  ذاته بخلق مصائب أكبر لشعب آخر.



واشار نعمان ان تنظيم "نكسر الصمت" هو بمثابة اشارة تعني خطر للمجتمع الاسرائيلي تحذر من  المس بالقيم الاخلاقية لهذا المجتمع اذا ما استمر ما يحدث في الاراضي الفلسطيينية عندها لن تكون هناك طريق رجعة.
وعرض نعمان بعض الشهادات التي تم جمعها من الجنود ومنها قيام الجنود اقتحام المنازل في ساعات الليل المتأخر وترهيب سكانها والعبث بممتلكات المواطنين وتحطيم كل ما اعترض طريقهم، وفي احيان اخرى ارغام سكان المنازل على البقاء في غرفة واحدة من منازلهم في حين يقوم الجنود بالسيطرة على باقي غرف المنازل وفي احيان اخرى تحويل المنازل الى نقاط استكشاف ومراقبة عسكرية، وذكر بعض الجنود خلال شهاداتهم انهم كانوا يقتحمون منازل المواطنين لمجرد رغبتهم بمتابعة مجريات مباراة كرة قدم يتم بثها بشكل حي ومباشر عبر شاشة التلفاز، وحتى لا يفوتون على انفسهم فرصة متابعتها كانوا يستولون على منزل وفرض الحصار على سكانه الى حين انتهاء مباراة كرة القدم.



 وفي شهادات اخرى تحدث الجنود عن التعامل المهين الذي قاموا به مع المواطنين خلال وقوفهم في طوابير لعبور الحواجز العسكرية وفي حالات اخرى مصادرة مفاتيح سيارات المواطنين  وارغام اصحابها على العودة الى منازلهم بسيارات اجرة الى حين تتم معالجة قضاياهم.



وذكر نعمان ان الجنود الاسرائيليين الذين يخدمون في المناطق الفلسطينية يقعون تحت طائل الضغط النفسي بسبب ظروف الخدمة هناك  وبسبب تعليمات قيادة الجيش التي عليهم تنفيذها والتي في كثير من الاحيان تنافي القيم التي تربوا عليها لذلك على المجتمع الاسرائيلي ان يعرف الثمن الذي يدفعه الجيل الذي يقاتل في تلك المناطق، واي ظروف مستحيلة يواجهها هناك يوميا، وان تبعات هذه الخدمة ترافق الكثير من الجنود طوال حياتهم بعد تسريحهم من الخدمة حيث يعيش بعضهم في حالة بؤس وكآبة وضائقة نفسية.

مقالات متعلقة